تعرض قصر محمد علي بشبرا للتدهور والانهيارات بعد أقل من سبع سنوات على افتتاحه بعد ترميمه، كان القصر قد افتتحه الرئيس المخلوع في ٢٦/12/٢٠٠٥ بعد الانتهاء من أعمال ترميمه وتطويره والتي استغرقت خمس سنوات بتكلفة ٥٠ مليون جنيه، وكان القصر قد خضع لثلاثة مشروعات في وقت واحد، الأول هو الترميم الإنشائي والمعماري بتكلفة ١٥ مليون جنيه، والثاني خاص بالزخارف وتكلف ١٥ مليون جنيه والثالث تنسيق الموقع العام وتكلف ٢٠ مليون جنيه.
وفي أوائل الثمانينيات جرت محاولة لترميم القصر، لكنها للأسف لم تكن سليمة، ولم تراعي الأصول الفنية، ومما زاد الوضع سوءًا قيام المرممين بفك رخام الفسقية النادرة بالقصر، وفشلوا في إعادتها إلى ما كانت عليه، إضافة إلى حالة الأسقف شبه المنهارة .
وطالب د. عماد عجوة، مقرر لجنة الآثار بحزب الحرية والعدالة، وزير الدولة لشئون الآثار القيام بالدور المنوط به والتحرك على وجه السرعة لمراجعة كل مشروعات القاهرة والتاريخية لما بها من مخالفات وإهدار للمال العام؛ حيث كانوا يعدوا هم المشروع ثم يكلفون المقاول ثم بعد ذلك هم الذين يستلمون مشاريع الترميم.
وشدد على ضرورة محاسبة المسئولين عن قطاع المشروعات والذي يصرف أكثر من مليار جنية سواء لترميم آثار أو إنشاء متاحف وكل هذه المشروعات كانت تسند إلى بالأمر المباشر الى شركات ترميم ومعظمها شركات غير مؤهله رغم أن قطاع المشروعات طبقًا للهيكل التنظيمي للمجلس الأعلى للآثار وقرار إنشاء المجلس الأعلى للآثار رقم 82 لسنة 1994م والذي ينص في مادته الحادية عشر أنه هو الجهاز المسئول عن تنفيذ مشروعات ترميم وصيانة الآثار وغيرها من المشروعات المتصلة بشئون الآثار وحمايتها وأكد ضرورة مراقبة ومراجعة ومحاسبة القائمين على إعداد المقايسات التي تمت في مشروعات ترميم الآثار لما فيها من إهدار مال عام.
وطالب بالأخذ بوسائل الترميم الحديثة وذلك بإعادة هيكلة القطاع الهندسي المختص بترميم الآثار؛ حيث يحتاج إلى رؤية مختلفة تتجنب سلبيات أدائه وعلاقاته بالشركات المنفذة لمشروعات ترميم الآثار حتى يتم تنفيذها في الإطار العلمي الصحيح وبشفافية لتجنب إهدار المال العام.
المعروف أن مشروع ترميم قصر محمد علي بشبرا يسأل عنه الدكتور زاهي حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والأستاذ فاروق عبد السلام، وكيل أول وزارة الثقافة لشؤون مكتب الوزير آنذاك، وأيمن عبد المنعم، مدير مشروع القاهرة التاريخية والمحبوس على ذمة قضية فساد سابقة.
والقصر يبلغ عمره ٢٠٠ عام، وزاد من صعوبة وضعه وتدهوره قديمًا أنه استخدم في فترة من الفترات كمخزن للقمح، ووقعت عليه تعديات بالبناء من عدة جهات، أبرزها منشآت كلية الزراعة والمعهد الزراعي ومنشآت كثيرة تجاوزت الخمسين ما بين مزارع لتربية الدواجن والأرانب، وحتى المواشي والمناحل، وقد تمت إزالة بعضها وتعويض الجامعة بإقامة مبان علي نفقة وزارة الثقافة.
ويقع القصر في منطقة شبرا الخيمة التي أنشأها نفسه محمد علي وهي من القرى المصرية القديمة التي حظيت باهتمام شديد من قبل عاهل مصر محمد علي باشا، فقد حرص على تشييد قصر منيف، وفتح فيها شارعًا يعرف الآن باسم شارع شبرا وبعد إنشائه القصر توالت على القرية البساتين والقصور المحدودة التي سرعان ما اندثرت في العصور التالية .