تحولت الشوارع المصرية إلى ساحات نقاش سياسي فور انتهاء خطاب رئيس الجمهورية د. محمد مرسي بالأمس أمام الجمعية التأسيسية للدستور، وإعلانه موعد الاستفتاء على الدستور يوم السبت الموافق 15 ديسمبر الجاري، وذلك بعد تسلمه مسودة الدستور النهائية.

 

وأكدت شرائح متعددة من فئات الشارع المصري لـ"إخوان أون لاين" أن الاستفتاء على الدستور بمثابة بداية للاستقرار وفرصة للتوافق الشعبي وإنهاء حالة الانقسام التي يشهدها الشارع المصري عن طريق التعجيل بإسقاط مادة تحصين قرارات الرئيس، التي هي مصدر جدل المعارضين بالوصول لدستور مصري بممارسة عملية تحترام إرادة الشعب واختياراته.

 

يقول رامي عبد السميع "موظف بمصلحة الضرائب" إن المصريين جميعهم في انتظار أن يروا مصر وقد انتقلت من حالة الفوضى إلى سلم الاستقرار، وهذا لن يحدث إلا بدستور مصري يعبر عن الثورة التي قمنا بها، وقرارات تستجيب لمطالبنا ، نحن نريد القصاص من كل الخونة والمفسدين ممن باعوا مصر.

 

وأضاف: "ليه كل ما نمشي خطوة للأمام نرجع 20 ورا، عاوزين دستور ومجلس شعب ينهي حالة النزاع في الشارع ، ونضع أقدامنا على الطريق الصحيح.

 

"انتبهوا.. لا تنخدعوا بدعوة أعداء الثورة، التاريخ لم يشهد صناعة فرعون في أسبوعين أو شهرين" بهذه الكلمات تحدث إلينا نجيب الجمال المحامي، وأضاف "في الوقت الذي يسعي فيه رئيسنا المنتخب للانتهاء من وضع الدستور والإسراع لانتخاب البرلمان حتى تنتقل إليه السلطة التشريعية والتعجيل بإنهاء الفترة الانتقالية نجد من يعطل إصدار الدستور المصري لخدمة أجندات خارجية وهدم مؤسسات الدولة السيادية وإعاقة بناء نهضتها الاقتصادية.

 

ويقول خالد المهدي "طبيب بيطري" إن الاستفتاء على الدستور فرصة جيدة ورائعة لترك الخلافات بين المؤيد والمعارض للإعلان الدستوري، فتخوفات معارضي الإعلان الدستوري من تغول سلطة الرئيس ستسقط بصدور دستور والبدء في الخطوات الجادة التي تبني مؤسسات الدولة.

 

ويري مصطفى يحيى "موظف" أن خطاب الرئيس أمس وإعلانه موعد الاستفتاء ودعوته للشعب المصري للمشاركة فيه ينفي عنه الأقاويل والافتراءات التي يروجها إعلام الفلول المريض، الذي يظل يندب ليل نهار ويصفه بالديكتاتور، مضيفًا "أن الشعب المصري خلاص مبقاش يثق في اللي بيقدمه التليفزيون، وبدأنا إحنا ندور على الحقيقة بنفسنا، النخب مبقتش نخب، والميدان بقا يحركه فلول، والرئيس المنتخب خلوه فرعون؟!!"

 

 لم الشمل

وتصف ميرفت علام "سكرتيرة بقصر العيني" أن الاستفتاء الشعبي على الدستور فرصة للم الشمل المصري من جديد، فمن اليوم لا يستطيع أحد إجبار الآخر على فرض وصاياه، وأضافت "الكل هيعبر عن وجه نظره بالتصويت بنعم أو لا، والصندوق هو اللي يحكم".

 

وبلهجة تملؤها الحماسة تقول إيمان عاطف "طالبة جامعية":( ما ينفعش نقول "نعم" عشان الاستقرار وبس ولا ينفع نقول "لا" عشان نعارض الدستور من أجل المعارضة السطحية، خلينا نقرأ الدستور كويس باب باب، مادة مادة ونفكر ومن ثم نقيس مدى صلاحية كل مادة ونفعها للوطن، فالدستور لم يضعه الإخوان أو التيار السلفي، الدستور اللي وضعه مصريين خايفين على مستقبل البلد).

 

 سوس النظام البائد

ويؤكد أحمد معوض "موظف بالمعاش" أن المواطن المصري يتعرض لاستقطاب فكري وسياسي، وللخروج من هذه الأزمة بلا خسائر، وللوقوف على جبهة الحق الوطني، عليه أن يبحث عن طريق الثورة الصحيح قبل أن يرتمي في أحضان الثورة المضادة التي ينظمها ويمولها رموز فلول النظام البائد المنتشرون في مفاصل الدولة وميليشياته من البلطجية وفروعه في الإعلام والقضاء ودعاة الفوضى ممن يسمون أنفسهم بالثوريين.

 

"الراجل عاوز ينتهي بسرعة من الدستور عشان البلد تقف على رجليها" بهذه الكلمات تحدثت "جميلة محروس "ربه منزل" معبرة عن فرحتها بقرارات الرئيس الثورية، قائلة "أنا صحيح مش من الإخوان بس إحنا بجد لو خايفين على البلد كنا كلنا وقفنا مع بعض عشان نحميها من "سوس" النظام السابق.

 

وتابعت "لازم نعطي رئيس الجمهورية وحكومته الفرصة عشان ينضف البلد ونأخذ حق ولادنا اللي ماتوا، وعشان مستقبل ولادنا اللي لسه قدمهم الحياة وعاوزين يعيشوها".

 

ويري شكري منتصر "مدرس رياضيات" أن الاستفتاء سيكشف قناع المزايدين على الثورة والمتاجرين بأسماء الشهداء، فضلاً عن أن المشاركة الشعبية والوطنية في الاستفتاء والتي حتمًا ستعبر عن إرادة الشعب وسيكون لها الأثر المزلزل في نفوس هؤلاء المزايدين.

 

 بداية الخلاص

ويضيف محمد سلطان "مندوب مبيعات" كل موطن مصري سواء كان مسلمًا أو مسيحيًّا، سلفيًّا أو إخوانيًّا أو ليبراليًّا يجب أن يقف في مواجهة "الفساد المدبر" المنتشر في قطاعات الدولة الفاسدة ويقف ضد مشروع الخراب المؤسسي والأصوات المخربة.

 

وقال "بكره هنشوف اللي بيتكلم باسم الحرية يحاربها لما يشوف نتائج الاستفتاء تعارض فكرهم ومش جاية على هواهم".

 

ولخصت فاطمة محمود "عاملة بمصنع ملابس" المشهد السياسي بجملة واحده "اللي بيحصل في مصر صراع شعب وثورة ضد ثورة مضادة عارفين من اللي بيقودها".

 

وتابعت "أن الاستفتاء على الدستور الثوري بداية الخلاص لمصر من المخربين وحقن لدماء شباب مصر اللي اتقتل بسبب تحريض اتباع حمدين والبرادعي لزيادة التدمير والخراب في البلد".

 

وأبدى محمد وهبة "محاسب" إعجابه بما تضمنه خطاب الدكتور محمد مرسي أمس ودعوته إلى الحديث إلى معارضيه "واصفًا إياه بالرجل الصبور" فبرغم العقبات والهجوم الشرس الذي يتعرض له بشكل مستمر ودائم فإن هذا لا يمنعه من مواصلة مشواره الشاق بوصفه رئيسًا مصريًّا منتخبًا، وفي كل يوم يفاجئنا بقرارات أكثر ثورية وحسم، الهدف منها في الأول والآخر هو إزالة عفن النظام البائد.

 

وتابع "الشعب مش غبي وعارف يميز بين من يريد لمصر الخير ويتحمل الصعب وغلط الناس فيه من اللي بيحارب عشان يعمل من نفسه بطل، وهو أصلا....". 

 

 ليه منزلش؟!!

وبلهجة يملؤها الفخر والأمل تحدثت فاطمة البدوي "طالبة جامعية" قائله "سنحمي الدستور، لحد ميشوف النور ويختفي من أمامه شبِّيحة رجال مبارك وأعوانه".

 

وقالت "أنا بجد فخورة بدستور مصر ومقتنعة بمعظم مواده بعد ماتابعت بنفسي جلسة تصويت الأعضاء على مواد المسودة النهائية بالتليفزيون المصري ورأيت بعيني التوافق المجتمعي ومجهودات أعضاء الجمعية في وضع دستور يليق بمصر الثورة".

 

وتساءل وليد الشريف "مصمم ديكور": وليه مروحش أشارك في أول استفتاء لدستور وضعته جمعية تأسيسية منتخبة؟، وليه مصر المعارضين على الامتناع عن التصويت؟ بالرغم إن إقرار الدستور يسقط جميع الإعلانات الدستورية المؤقتة التي أصدرها الرئيس حاليًّا أو المجلس العسكري سابقًا؟!

 

وتقول مروة الفقي "ممرضة": "أنا لا أنتمي لأي توجهات سياسية ولكن بعد قراءتي السريعة للمواد وجدت أنها قامت بتحصين حريات أفراد الشعب المصري بصلاحيات لم تعطها أيًا من الجمعيات السابقة التي تم تعيينها في الأعوام السابقة وتابعت "أنا شايفة إن الدستور القادم سيكون صمام أمان لضمان حقوق الأفراد والجماعات، ويوم 15 ديسمبر هيثبت إن الشعب فعلاً قادر على حماية دستوره وثورته".