- الدفع بالشباب للمناصب القيادية توجه لدى الجماعة

- حملة "مصر يا أم.. ولادك أهم" لإحياء مشاركة المجتمع

- نستهدف إعادة التعريف بالمعنى الحقيقي للإخوان المسلمين

- إعادة تراث الجماعة وتسويقه أهم أهدافنا في الفترة القادمة

- نتواصل مع الجميع والجماعة لم تكن منغلقة على ذاتها

- مبدأ السمع والطاعة بعد التشاور أصل قوة الإخوان

- نسعى للأغلبية لتشكيل حكومة تنفذ مشروع النهضة

 

حوار: أحمد الجندي، الزهراء عامر، يارا نجاتي

قررت جماعة الإخوان المسلمين تكليف ثلاثة من شبابها؛ هم: ياسر محرز وجهاد الحداد والدكتور أحمد عارف بأن يكونوا  المتحدثين الإعلاميين.

 

أكد الثلاتة المتحدثون أن التكليف  ليس أمرًا سهلاً أو بسيطًا، وقال ياسر محرز: عندما علمنا بأن الاختيار وقع علينا اسودت وجوهنا من حجم هذه المسئولية التي ألقتها الجماعة على عاتقنا وشعرنا بثقل هذا الأمر، فأدعو الله أن يستعملنا لنصرة هذه الدعوة، ولرفعه هذه الجماعة المباركة، ونكون عند حسن ظن إخواننا ونبيض وجههم، ولو أنه كان تكليفًا وليس تشريفًا كان من الممكن ان يكون رد الفعل مختلفًا لأني شكلت صورة ذهنية عند المجتمع وعند الناس بأني المتحدث الرسمي باسم حزب الحرية والعدالة".

 

ياسر محرز أحد أضلاع الثلاثي الجديد الذين تم اختيارهم متحدثين إعلاميين باسم جماعة الإخوان المسملين يحدثنا عن اختيارهم كشباب ليصبحوا صورة رسمية للجماعة لأول مرة من خارج أعضاء مكتب الإرشاد.

 

سألناه: إلام يرمز اختيار جماعة الإخوان المسلمين لثلاثة من الشباب كمتحدثين رسميين باسمها؟!

** لا شك أن اختيار جماعة الإخوان المسلمين لهذا القرار يعكس توجه الجماعة بالرفع بالشباب، والقناعة التامة منها أن هذه مرحلة يتحملها شباب الجماعة، ويشارك فيها بقوة، وهو ما ظهر جليًّا في الدفع بالمتحدثين الإعلاميين ليكونوا من الشباب، وهو مؤشر إيجابي توجهه الجماعة لكل قواعدها الشعبية ومكاتبها الإدارية للدفع بالشباب.

 

وهي خطوة أولية سيستتبعها ترشح الشباب والمرأة على قوائم حزب الحرية والعدالة في الانتخابات القادمة، كما تعكس ثقة الجماعة بشبابها وقدرتهم على الوجود في الأماكن القيادية.

 

توجه المرحلة

- أي أن هذا توجه لدى الجماعة!!

** نعم.. توجه للجماعة ولا يرتبط بالمرحلة، بل هي قناعة تامة لدى الجماعة أن الشباب لا بد أن يشارك في المستويات القيادية المختلفة بلجان الجماعة ومكاتبها الإدارية على مستوى المحافظات.

 

* وهل سينعكس ذلك على نسبة تمثيل الشباب بقوام حزب الحرية والعدالة في الانتخابات القادمة؟

** من المؤكد أن هذا التوجه سيستمر في الظهور، وسترتفع نسبة تمثيل الشباب والمرأة في الانتخابات القادمة، وفي النهاية الأمر يعود إلى الحزب الذي يمتلك تنفيذ ملفات التعامل الإجرائي والسياسي المباشر، ومن المنتظر أن يكون تمثيل الشباب في ترشحيات مجلس الشعب بنسبة 3%.

 

* بالعودة إلى العمل المكلفين به.. كيف تنوون تغيير حالة الجدل والتأويلات المتعددة التي يقوم بها الإعلام لإحداث ضجة إثر كل تصريح للإخوان؟

** جزء كبير من اتخاذ القرار بتعيينا هو هذا الجدل، نتيجة تأويل معاني التصريحات بتأويلات غير مقصودة من قائل التصريح خلال الفترة الماضية، والهدف أن تكون التصريحات القادمة لها صفة الرسمية، كما سيكون هناك تعامل سريع مع أي تصريح يُساء فهمه؛ حيث سنراعي في صياغة التصريحات والبيانات الدقة الشديدة كي يكون لها معنى واحد فقط، ولا تحتمل التأويل.

 

تنسيق مستمر

* وماذا عن آلية التنسيق بينكم لمنع التضارب في التصريحات؟

 ** نتحدث ثلاثتنا خلال ساعات اليوم باستمرار، لتوحيد التصريحات والرسالة الإعلامية ومنعًا لأي تضارب أو تلاعب، ولكن الأمر صعب نتيجة لكمِّ الاتصالات الضخم علينا للتواصل مع وسائل إعلام من مختلف دول العالم وليس داخل مصر فقط، فمنذ خروج القرار نكاد لا نحظى بساعات نوم طبيعية من كثرة الاتصالات.

 

الحزب والجماعة

* إذن هل هناك اختلاف، بينما كنت متحدثًا باسم الحزب، والآن أن متحدث باسم الجماعة؟

** جماعة الإخوان لها أدبيات معينة وشكل معين في الحوار، وهذا الأمر يعتبر صعبًا، أما عندما كنت متحدثًا باسم الحزب وكان خطابي انفتاحيًّا يميل للبرالية الشديدة، وهذا كان مقصودًا لأن الحزب حزب لكل المصريين، والآن اللغة مختلفة تمامًا. 

 

* هل اختيارك في هذا المكان له تأثير في أسرتك وحياتك الشخصية؟

** هناك تغيرات ربما تتم على حياتي الشخصية؛ لأن هناك التزامات معينة لا بد أن أعملها على المستوى الشخصي والعائلي، وهذا الأمر ليس سهلاً بالنسبة لي ولأسرتي، بمعنى أن خطواتنا وتصرفاتنا ستكون محسوبة ومدروسة؛ لأن هناك أشخاصًا تتصيد الأخطاء أو ربما يفبرك خطأ، ونحن نحرص على أن سمعة الدعوة لا تمس؛ الأمر الآخر هو عملي بإحدى الشركات متعددة الجنسيات، والحمد لله لديَّ رصيد حب في قلوب الناس، وأنا أرى أن هذا الأمر إيجابي عندما يكون لك رصيد حب عند الناس ويكتشفون أنك من جماعة الإخوان المسلمين، فهذا إضافة. 

المعنى الحقيقي

* إذًا ما هو أبرز تحدٍّ ترونه أمامكم في هذه المرحلة؟

 ** الهدف الأكبر أمامنا هو إعادة رسم الصورة الذهنية لجماعة الإخوان المسلمين لدى الشعب المصري، بعد الهجوم العنيف على الجماعة من قبل الاعلام الذي أدى إلى تشويه الوجه الحقيقي لها، فالتحدي أن نعيد التواصل مع الشعب المصري ونوضح لهم الصورة الحقيقية للجماعة، وأن يكون هناك تواصل إعلامي جيد للجماعة يهدف إلى مصلحة الوطن.

 

* هل هناك خطط وأهداف وضعها المتحدثون الإعلاميون للتعامل مع الإعلام وتسويق الجماعة؟

 ** أحد الأهداف الرئيسة التي وضعناها على عاتقنا أنا وزملائي هي إعادة تراث الجماعة وتسويقه وإظهاره في الإعلام؛ لأن تراثنا ثري جدًّا؛ حيث يمتلك الإمام حسن البنا والمرشدون السابقون تراثًا كبيرًا وضخمًا، ومع الأسف الجديد حاول الإعلام إظهار الجماعة خلال الخمس سنوات الماضية بأنها تنظيم خاص، وسجون ومعتقلات، ولذا فإن هدفنا في المستقبل هو إيصال الصورة الذهنية الحقيقية لجماعة الإخوان المسلمين، وتأكيد أن جماعة الإخوان جزء لا يتجزأ من الشعب المصري بل وتهتم باهتمامته، ولكن نحمل الفكرة الإسلامية، وعلى رأسهم الفن، فالإمام البنا كان له مسرحية مشهور تسمي" جميل بثينة"، وكذلك جورج أبيض وعبد المنعم مدبولي وعبد الفتاح القصري؛ هؤلاء كانوا تلامذة البنا، بالإضافة إلى الإندماج مع كافة ألوان الشعب فالإمام البنا كان يجلس على المقاهي ويدعوا الناس، ومع المؤسف أن الإعلام روج لصورة ذهنية لدي نسبة كبيرة من الشعب المصري، بأن الإخوان كيان منغلق على ذاته لا يحب غير أفرادها ولا يخدم سواهم، وهذا أمر خاطئ ولم تعمل جماعة الإخوان من أجل هذا المبدأ.

 

* إذن من كان من جماعة الإخوان وخاصة مجلس شورى الجماعة بعد اختيار 3 متحدثين إعلاميين، فهو يعبر عن رأيه الشخصي؟

 ** أي أحد يستطيع أن يتحدث فهو يعبر عن رأيه الشخصي وليس الرأي الرسمي للجماعة.

 

التشاور والاختلاف

* يتهمكم البعض بالسمع والطاعة العمياء للجماعة دون تفكير، فما ردكم على ذلك؟

** السمع والطاعة معروف في أي هيئة كيان بما يسمى بالالتزام الحزبي، وجماعة الإخوان تتبنى مبدأ الشورى؛ لأن جميع أفرادها لهم عقول وأفكار، ويتجاذبوا الحديث ويختلفوا؛ ولكن حينما يصدر قرار بالإجماع يلتزم بيه الجميع، وهذا ما يميز جماعة الإخوان عن غيرها من الكيانات، وهذا هو أصل قوتنا، ونحن نفتخر بأن مبدأ السمع والطاعة مبصر وعاقل ويحترم مبدأ الشوري والتشاور.

 

* وما خططكم تجاه شباب القوى السياسية الأخرى؟

 ** ونحن كشباب الإخوان المسلمين نضع هذا الأمر نصب أعيننا ونسعى له سعياً حثيثاً، ولا نريد ان يصل الخلاف السياسي إلى عراك على المستوى الإنساني مطلقاً.

 

فبعد الخلافات التي كانت موجودة خلال الفترة الماضية لن نقول أن اللحمة ستعاد مرة أخرى؛ بل ستزداد العلاقة ارتباطاً لأننا في النهاية أبناء وطن واحد وليس معنى أننا مختلفون سياسياً ألا يكون هناك تواصل أو نضع بيننا فواصل، لأن اللحمة الحقيقية للوطن هو ترابط شبابه.

 

وكما يقول الخبراء "إذا أردت أن تصنع الفرقة في بلد فاصنع الفتنة بين شبابه" لأنه سن العطاء والثورة، وعدم حدوث التناغم بين شباب الوطن سيؤدي إلى هلاكه، والعكس صحيح إذا التحم الشباب على حب الوطن وتركت الانتماءات السياسية جانباً.

 

حملة تنموية

* في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير تحدثتم عن فعاليات تنموية تتنباها الجماعة لإحياء هذا اليوم، فما هي؟

**هناك أعمال كثيرة ستقوم بها الجماعة فيى هذا اليوم أهمها تدشين حملة " مصر يأم ولادك أهم" والتي تتبني ثلاث مشاريع رئيسة تنموية أولها الملف الصحي، ويتم فيها الأستعانة  بجميع أطباء الإخوان المسلمين على مستوي القطر المصري، وجميع أطباء مصر لمن يريد أن يشارك في الحملة، وسيتم عمل قوافل طبية وعيادات متنقلة لمعالجة جميع أمراض الشعب المصري.

 

المشروع الثاني يتضمن حملة مياة شرب نقية، يستهدف فيها  قري ومدن مختلفة بحيث يتم تركيب وحدات تنمية مياة الشرب، للوقاية من أمراض كثير يعاني منها الشعب المصري، نظراً لأن البنية الداخلية لمصر متهالكة بشكل كبير ولابد من وجود إجراءات وقائية يستفيد منها الفئات البسيطة عن طريق وحدات ضخمة.

 

أما المشروع الثالث يتمثل في رفع العناء عن كاهل الأسرة المصرية، حيث سيتم الاتفاق مع كبار التجار المصرين الذين يتعاملون  في السلع الإستهلاكية مع  الهواري وهايبر وكارفور، لتزويدنا بالسلع الضرورية، حتي نتمكن من توفريها لأكبر شريحة ممكنة. 

 

* وهل هذه الحملة تقتصر على يوم الاحتفال أم أنها ستستمر؟

** هذه الحملة ستستمر ولكنها ستبلغ ذروتها في جميع محافظات مصر يوم 25 يناير.

 

* هل نعتبر حملة "مصر يا أم ولادك أهم" محاولة لإحياء مشروع النهضة في نفوس المصريين؟

 ** الحملة هى لجمع أبناء الوطن جميعاً للمشاركة فيها، وليس فقط أبناء الجماعة، لانهاء حالة اليأس والقنوط التي بدأت في الانتشار لدى المجتمع المصري، واننا نستطيع القيام بأشياء إيجابية كثيرة بالتعاون معاً، وليس من المفترض أن تقوم الحكومة بكل شئ وحدها، خاصة مع الانهيار الشديد في البنية التحتية المصرية.

 

وهى محاولة لاحياء دور المجتمع المدنى ومنظماته في التفاعل و مشاركة الدولة المصرية في حمل عبء المرحلة، فجميعنا ظلمنا النظام السابق على مدى 60 عام، وما نعيشه حالياً نتاج التجريف الاجتماعى والاقتصادى لهذا النظام.

 

كما أنها رسالة بأننا نمد أيادينا للمجتمع المصري للمشاركة فى التنمية كلاً وفقاً لأدواته.

 

النهضة

* أين مشروع النهضة؟

** مشروع الهنضة هو مشروع طويل الأجل، كما يتطلب وجود حكومة تنتمي لحزب الحرية والعدالة بالكامل لتنفيذ المشروع الذي تحمل قناعاته كاملة، وهو ما نأمل فيه بعد انتخابات مجلس النواب القادم، فالمشروع هو أفكار وحلول لمشاكل مصر تحتاج إلى من يؤمن بها لينفذها.

 

لأننا منذ تولي الريس لمنصبه من 6 أشهر لم تجرى انتخابات توضح ماهية الحكومة المشكلة، وبالتالي سيتضح مصداقية المشروع وأدائه إذا كون حزب الحرية والعدالة الحكومة القادمة، لينقله من الشكل النظري إلى التطبيق العملي.

 

* وماذا سيكون دوركم كمتحدثين رسميين في الترويج لمشروع النهضة؟

 ** الأمر سينقسم إلى شقين بدءًا بايضاح المعنى الحقيقي لمشروع النهضة، فالناس تصوروا أن الرئيس سيتولى منصبه وينصلح حال البلد في اليوم التالي مباشرة، لكنه مشروع استيراتيج طويل اللأمد أهدفه تتحقق على مدار سنوات، وترويجه بأطره الزمنية الواقعية.

 

إلى جانب تلافي المشكلة الحقيقية التي واجهت مشروع النهضة وهى عدم أخذ المدة الكافية من الدعاية الحقيقية نتيجة لضيق الوقت خلال مرحلة الانتخابات.

 

* هل يعني ذلك أنكم لن تنفذوا مشروع النهضة إن لم تشكلوا الحكومة القادمة؟

 ** دعنا ننطلق بواقعية ومنطقية فمن المنطقي ألا تقوم قائمة لمشروع النهضة إذا جاء حزب آخر في تشكيل الحكومة، بل قد يمتد الأمر إلى صراع بين مؤسسة الرئاسة والحكومة إذا حدث ذلك.

 

كما أن الجماعة حرصت على عدم تشكيل الحكومة أو المشاركة فيها بقوة خلال الفترة الماضية التي تعتبر مرحلة انتقالية لنقل السلطة إلى رئيس مدني، بهدف تطمين الشعب المصري إلى عدم وجود ما يسمى بـ(أخونة) الدولة، فكانت أولوية رسالة التطمين على تشكيل الحكومة.

 

التوازن مع الإعلام

* بعد الهجمة الشرسة التى تعرضت لها جماعة الإخوان المسلمين من بعض وسائل الإعلام، فهل تنتوي الجماعة مقاطعة بعض القنوات والصحف؟

** إطلاقا، بل على العكس من ذلك الإخوان خسروا كثيراً من أخذ مواقف متشددة من بعض وسائل الإعلام، والمطلوب في الفترة القادمة التعامل مع وسائل الإعلام بتوازن، بدون إفراط أو تفريط، بجانب إنتهاج سياسية جديدة للتواصل مع الناس، لتوصيل دعوتك وأفكار بشكل من اللباقة واللياقة، وهذا الأمر فعله فريق المتحدثين الإعلاميين  باسم الحزب وكان أداء الفريق المتميز جعل الناس تغير الصورة الذهنية  للإعلاميين عن الحزب.