ألقى الرئيس محمد مرسي مساء اليوم الكلمة الختامية في القمة الإسلامية الثانية عشرة هذا نصها: السادة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.

 

شهدت قمتنا على مدار اليومين الماضيين مناقشات ومداولات مستفيضة حول قضايا في غاية الأهمية لأمتنا الإسلامية، وبدا واضحًا حرص الجميع على تعزيز العمل الإسلامي المشترك وتطوير آلياته بما يؤدي إلى استعادة هذه الأمة لمكانتها بين الأمم.

 

أبرزت المناقشات أن القضية الفلسطينية تقع على رأس التحديات التي نواجهها باعتبارها حجر الزاوية لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، بل والعالم أجمع، وقد أوضحت مداولاتنا خلال الجلسة الخاصة بالاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة أن الأمة الإسلامية عازمة كل العزم على التصدي لمحاولات تهويد القدس المحتلة وعزلها عن محيطها الفلسطيني، وأكدت أهمية أن تتواكب قرارات منظمة التعاون الإسلامي مع التطورات السريعة والتوسع المحموم في بناء "المستوطنات" على الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي زادت وتيرته عقب حصول فلسطين على وضعية الدولة المراقب غير العضو في الأمم المتحدة.

 

من ناحية أخرى، اتفقنا جميعًا على ضرورة تكثيف العمل لوضع حد للمأساة التي يعيشها الشعب السوري الشقيق بعدما خرج للمطالبة بالحرية والكرامة والديمقراطية، كما أكدنا تمسكنا بوحدة وسلامة الأراضي السورية، وضرورة الحفاظ على نسيج هذا الشعب العظيم وحماية مقدساته وتراثه الثقافي.

 

أكدت المناقشات على دعم وحدة مالي وسيادتها وسلامة أراضيها، وأهمية حشد الجهود التنموية التي تبذل في منطقة الساحل بصفة عامة وفي مالي بصفة خاصة، وكذلك ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية للتخفيف من معاناة آلاف اللاجئين والنازحين، كما أدنا كافة الأعمال التي ترتكب ضد السكان المدنيين، وأكدنا أيضا على ضرورة قيام الحكومة الانتقالية بسرعة تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة وشفافة ونزيهة.

 

أبرزت مداولاتنا تكثيف العمل المشترك لإظهار الصورة الحقيقية للدين الإسلامي وللمجتمعات الإسلامية في خارجها، والتصدي لتنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا ومظاهر التمييز الأخرى.

 

ومن هنا نؤكد حرصنا على إطلاق رسالة واضحة إلى العالم الخارجي بأن الإسلام يدعو إلى إقامة العدل والحق في إطار من قيم التسامح واحترام المعتقدات وعدم الاعتداء وأن الأمة الإسلامية تسعى إلى الشراكة الإنسانية مع دول العالم على أساس من التكافؤ وحفظ الحقوق والاحترام المتبادل.

 

وفي ذات الإطار فإننا ندعو العالم إلى نبذ التعصب والتمييز وتعزيز التعاون والتقارب والتفاهم بين الشعوب بما يحقق الخير للبشرية جمعاء.

 

بالإضافة لما تقدم، توافقنا على أن تحقيق طموحات شعوبنا يرتبط بقدرتنا على تعزيز أواصر التعاون الاقتصادي وأطر التجارة البينية بين دولنا، وتعزيز التعاون المشترك في مجالات العلوم والتكنولوجيا والبحث والابتكار والصحة والبيئة والثقافة والتعليم، وغير ذلك من المجالات واتفقنا على دفع العمل في هذه المجالات بما يرقي إلى هذه الطموحات.

 

أيها الإخوة والأخوات:

 

لقد شرفنا بتسليم رئاسة الدورة الثانية عشرة للقمة الإسلامية ونعدكم بألا ندخر جهدًا في البناء على ما حققته الرئاسة السنغالية الرشيدة للدورة السابقة من إنجازات في سبيل النهوض بالعمل الإسلامي المشترك، وأعدكم بأن نتحمل مسئولياتنا- كما عهدتمونا دائمًا- في الدفاع عن مصالح الأمة الإسلامية.

 

أجدد شكرنا للسيد الدكتور/ أكمل الدين إحسان أوغلو وأعضاء الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي على ما بذلوه من جهد، بالتعاون مع فريق العمل المصري، في سبيل الإعداد لهذه القمة التي آمل أن تشكل نقطة فارقة وعلامة مضيئة في تاريخ عملنا الإسلامي المشترك.

 

كما أعرب عن إشادتنا بما حققه الأمين العام من طفرة ملموسة في عمل الأمانة العامة خلال فترة قيادته لها، متمنيًا له كل التوفيق في خطواته المستقبلية.

 

مرة أخرى، أعرب لكم عن سعادتي بتشريفكم لنا في بلدكم الثاني مصر، وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا إلى ما فيه الخير لدولنا وشعوبنا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.