أكدت الأخت علية كريمة الإمام حسن الهضيبي أن ما حدث بعد ثورة 52 هو نفسه ما حدث بعد ثورة 25 يناير، مشيرةً إلى أن بعد ثورة 52 حدث تشوية لجماعة الإخوان المسلمين ومحاكمات وحُكم على 7 بالإعدام مثل أحداث الاتحادية تمامًا، وكان أيضًا هناك استهزاء بالقضاء وبعض الغوغاء المأجورين يريدون حكم العسكر، وكذلك تمَّ حرق مقر الإخوان أمام منزلنا.

 

وقالت لـ(إخوان أون لاين): إن والدها رحمه الله المستشار حسن الهضيبي تعرَّض للاعتقال بعد حادث المنشية التي دبَّرها جمال عبد الناصر، وكنا وقتها في الإسكندرية ووالدي كان المرشد العام لجماعة الإخوان في هذا الوقت، مشيرةً إلى أن الإعلام انتهز هذه الحادثة وأشعل الحرب على الإخوان، وكان والدي من السبعة المحكوم عليهم بالإعدام، وتم تخفيف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة، وعندما سمعنا الخبر في الراديو كانت والديي هادئة وعندما قال لها بعض الأهل قدموا التماسًا لجمال عبد الناصر رفضت لأنها تعلم أن الوالد لا يحني رأسه لأحد، وقالت: إن هذا الالتماس معناها قتل زوجى مرتين، ووقتها كان أخي مأمون رئيس محكمة وقاضٍ في غزة، وقالت له عندما سمع الخبر "خير جهاد كلمة حق عند سلطان جائر"، وانتهت بتنفيذ حكم الإعدام على 6 من الإخوان وتخفيف الحكم على الوالد لم نفرح، وكنا نقول والباقي، وبعدها بدأت معاناة أسر الإخوان لا يوجد عائل ولا مرتبات فأشارت والدتي على زوجات السجناء بالعمل من خلال مهن كـ"الخياطة وإعداد الوجبات والبيع" في مساهمة منها لمساعدة أسر السجناء، وقد نجحن في هذا الأمر إلا أن والدتي وجهت إليها هذه تهمة مساعدة أسر السجناء عند اعتقالها عام 65 هي وجميع أفراد أسرتي تقريبًا نساءًا ورجالاً، إضافة إلى 50 أخت من أسر الإخوان.

 

وأضافت: وفي عام 1954 تم اعتقال والدي وسُجن منفردًا في السجن الحربي، ورغم مرضه فقد ذكر الضابط المحقق معه أنه كان مثالاً للثبات والصمود؛ وذلك حين قال له: لو اجتمعت الأمم على أن تمد في عمر الهضيبي لا تستطيع وكذلك على أن تُنقص في عمره، واعتقلت والدتي وأخي مأمون وأنا، وكنتُ وقتها "حامل في الشهر الخامس" وظللت شهرين بالمعتقل رغم ادعاء سلطات السجن الحربي بعدم معرفتهم بأنها حامل، وكذلك السيدة زينب الغزالي وحميدة قطب؛ بتهمة مساعدة أسر الإخوان، وخرج والدي بعد وفاة جمال عبد الناصر.

 

وأشارت الهضيبي إلى أن المشروع الإسلامي لم يمر بسهولة؛ وذلك سنة الله في الأرض من أيام الرسول عليه الصلاة والسلام وحتى بعد إقامة الدولة في المدينة كان هناك اليهود والمنافقون والبلاد الأخرى (الفرس والروم)، والمعركة بين الحق والباطل موجودة منذ فجر الإسلام؛ لذلك أناشد الأخوات المسلمات بالثبات والثقة في الجماعة والقيادة، ولا يستعجلن النصر وترديد دعاء السيدة زينب الغزالي، وفي السجن الحربي، وتحت التعذيب "لنا لا علينا يا رب العالمين".