أمة الله
السلام عليكم.. لو سمحتم أرجو الإفادة عندي طموحات كثيرة ولكن لا أستطيع تحقيقها لأني للأسف مزاجية، إذا كنت أنا وزوجي متصالحين أكون سعيدة وأستطيع أن أنجز في أكثر من مجال لكن عندما نتشاجر تسوَّد الدنيا في عيوني ولا أريد أن أعمل أي شيء وتتعطل كل أعمالي التي ارتبط بها ولا أخرج ولا أكلم أحدًا وأظل حزينة، بل الأسوأ من ذلك يكون أدائي للعبادات سيئًا جدًا لا أقول ذلك لأنني أحبه جدًا، بل على العكس معاملته السيئة لي عندما نتشاجر وإهماله لي جعلني حزينة دائمًا وأتمنى أن لم أكن أعرفه يومًا.

 

ماذا أفعل؟ وكيف أتخلص مما أنا فيه وأعيش حياتي وعباداتي وبيتي وعملي ولا أتأثر بمشكلاتنا الزوجية أرجو سرعة الرد.

 

يجيب عليها عكاشة عباد استشاري اجتماعي وأسري (إخوان أون لاين)..

 

الأخت الفاضلة.. أمة الله..

 

شرح الله صدرك وأصلح حال مزاجك ليكون متوازنًا يتعامل مع الأحداث تعاملاً واقعيًّا لا شطط فيه ولا انحراف.

 

الأخت/ أمة الله.. لا بد أن تعلمي طبيعة الحياة الزوجية، وذلك من باب التذكير، فالحياة الزوجية مجموعة علاقات متداخلة ومتشابكة ومتكاملة وهي العلاقة الجسدية, العاطفية, العقلية, الاجتماعية، الروحية. وبالرغم من تلك العلاقات التي تجعل من الزواج جنة الله المادية في الأرض، فإن الحياة الزوجية تعتريها المشكلات والهموم.

 

فبيت أو منزل بلا مشكلات جنة غير موجودة، فأفضل بيوت الدنيا كانت تمر به المشكلات الداخلية (علاقة الزوج بزوجته) والخارجية (علاقة البين بالمجتمع) ومع ذلك كان بيتًا متماسكًا سعيدًا لم نر فيه زوجًا تغيره حياته ولا زوجة أسودت الدنيا في عيونها وتعطل كل أعمالها.. إنه بيت النبي- صلى الله عليه وسلم-وهو القدوة لنا. والأمثلة على تلك المشكلات كثيرة لا وقت لسردها.

 

الأخت/ أمة الله.. البيت السعيد والزوجة الذكية تأخذ من الاختلاف نقطة جذب أحيانًا ووسيلةً لفتح حوار قد يكون مسليًا أو بناء، فيكسر الروتين ويضفي مزيدًا من المرح على الحياة الزوجية.

 

وعلى العكس عندما تحول الزوجة الاختلاف- التشاجر مثلا- لقضية كبرى تتغير فيها حياتها وتتوقف فيها نشاطها وتسود الدنيا في عيونها وتقطع صلتها بالآخرين ـ فإنما تحطم حياتها وتهدم بيتوها وتغير من قلب زوجها نحوها.

 

الأخت/ أمة الله.. العيب عيبك وأنت تعرفين السبب لقولك ـ أنني للأسف مزاجية-، هذا القول تقوله بنت لم تتزوج، أما امرأة ذات زوج وأولاد فلا يصح لها مثل هذه القول ولا بد أن تتخلص من هذا العيب لأنها أصبحت صاحبة مسئولية، أصبحت قائدة، أصبحت مربية، ليس أمامها خيرات متعددة ولكنه خيار واحد، إما حياة سعيدة داخل بيت مع زوج مهما كانت مشكلاته وإما شيء آخر نعوذ بالله منه.

 

الأخت/ أمة الله.. أقول لك ليس لك سوى خيار واحد إما حياة سعيدة داخل بيت مع زوج مهما كانت مشكلاته وإما شيء آخر- نعوذ بالله منه- والسبب قولك إذا كنت أنا وزوجي متصالحين أكون سعيدة، أي أن مصدر السعادة موجود ببيتك فلا تضيعه منك، وإذا كانت بزوجك بعض السلبيات ففيه بعض الإيجابيات وكل الرجال هكذا.

 

وأخير أقول لك أحفظي وافهمي تلك القواعد:

 

القاعدة الأولى: الناجح الحقيقي من يصنع من الصخور الكبيرة التي تعوقه، طرقًا يصعد عليها إلى القمة.

 

القاعدة الثانية: إذا لم تجدي ما تحبي، فأحبي ما تجدي، بأن تضخمي الصفات الجميلة بزوجك داخل نفسك، وتعزمي على تغيير الصفات السيئة الموجودة بزوجك.

 

القاعد الثالثة: أنظري إلى جوانب الخير تكوني سعيدة كما فعل عمر- رضي الله عنه- مع زوجته.

 

واعلمي أنك أنت التي تصنعين السعادة.