أسماء..
أيتها الملكة أشهد الله أنك قد غمرتيني، يا خيرَ نعيم الدنيا وحسن ثواب الآخرة.. قد كنت أعلم أن الجنة تتزين لك، ألا أخبرك سرًّا: هي اليوم تتزين بك بإذن الله.
أكتب رثاءك أم أخط رثائي *** يا زينةَ الأحياء والشهداءِ
يا جنةً قد عشت فيها منعمًا *** وعرفت منها راحتي وهنائي
كيف الرحيل وقد وعدتكِ أنني *** أبغي رضاءك ما يكون بقائي
كيف الرحيل وقد علمت أنني *** ذاك العليل وأرجو فيكِ شفائي
كنت الفداء كما وعدتك دائمًا *** ما خنت وعدي فهل تردي فدائي
أو تذكرين جلسنا نقرأ فجرها *** وعرفنا فيك شهادة الكبراء
ذكرت قلبك بالصغار وبيتنا *** نحتاج وصل فعالك البيضاء
هذه المعارك لن تزول بيومنا *** فابقي لوقعة مسجد الإسراء
نظرات عينك أفصحت عن قولها *** ترخص لأجلك يا إلهي دمائي
ظللّت رسمك كي أقيكِ شرورهم *** فكيف خابت منعتي ووقائي
رحماك ربي قد رجوتك ضارعًا *** حقق مناي ولا ترد دعائي
يا ليت شعري والجنان قريبة *** تدعوك شوقًا كيف يعلو ندائي؟
***
سبقت إليك تسعى بمد نعيمها *** مولاي صبرك في مصاب قضائي
يا ذي الشهادة كيف تعرف أهلها؟ *** تختار ربي من خلقك الكرماء
أشكو معاصي قد خرجت بسببها *** من جنة الفردوس للبأساء
أوتدري أني حين تعظم كربتي *** وتضيق أرضي أو يزيد بلائي
أرنو بقلبي نحو عرشه خاشعًا *** مولاي أدركني يا رب أسماء
فيحل فرج أو تزول غمامتي *** ويلبي ربك فزعتي وندائي
فأقول رب العرش يرضي حبيبة *** زينة حواصل طيره الخضراء
عند السلام على النبي وصحبه *** لا تنس هذه الغيرة العمياء
لا تخش، يومًا سوف يأتي لقاؤنا *** فنزورهم في جنة العلياء
***
يا ذي الحياةِ كيف أرجع دارها *** فتغيب بسمتها وطيب لقائي
من للوليد وقد دعا في ليله *** أماه لبي عليكِ طال بكائي
إن كنت غضبى بالميدان فهذه *** طيوف حبي لعفوكِ شُفعائي
قد طال شوقي لاجتماع بدارنا *** البيت دونك في وحشة البيداء
يعطيني هاتف ذا فحدث أمنا *** أفلا تطل بروحها السمحاء
يأتي الصباح فلا نقوم لحضنها *** ونبيت دون أحاجي النبلاء
هذا حديث الطفل يدمع قلبه *** فأداري دمعي بضحكة خرساء
يرنو ويمضي لسنا ننسى أمنا *** فليس يخدعه حيلتي ودهائي
***
يا أيها القناص يومك قد دنا *** ثأرًا يكون وأرجو فيه عزائي
كنت السبيل لنا لجنة خلده *** وحياة عز في رفقة الشهداء
مولاي عندك قد تجمع حبتي *** أرجوك ربي فلا يخيب رجائي
لله درك قد عرفت مكارمًا *** لم أرها دونك بأراجلٍ ونساء
لا ليس شعرًا ما نظمت وإنما *** أطلب رضاكي فقد شغلت رضائي
فادع بعاجل نصرة وشهادة *** بها نلتقي على الملة الغراء