كتب- محمد الشريف

أكد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الأستاذ محمد مهدي عاكف أن الاحتفاءَ الحقيقيَّ بميلاد المسيح عليه السلام يكون بإحياءِ تعاليمه التي انطمست واتباع ما أُرسل به من قِيَمِ السماء التي جاهدَ من أجلِها المسيحُ وإخوانُه من كوكبةِ الأنبياءِ وعلى رأس تلك القيم قيمة التواصل الإنساني والمساواة بين بني البشر وترْك البغي والعدوان وإحياء قيمة الحق والعدل الطريد في عالمنا.

 

وقال فضيلة المرشد العام في رسالته الأسبوعية إن الناظر لواقع عالمنا اليوم يصدمه لا محالةَ ذلك التنكر الجَحود لرسالات السماء، مع الانشغال أحيانًا ببهرج زائف من ادعاء أتباعها والاحتفاء بأصحابها!!

 

وتساءل عاكف: أين ما يفعله الصهاينة الذين يزعمون أنهم أتباع موسى وأنبياء بني إسرائيل ويقيمون دولتهم على أساس توراتي مزعوم ما نادى به موسى في وصاياه العشر: "لا تقتل، لا تسرق، لا تزنِ، ولا تشهد على قريبك شهادة زور، لا تشْتهِ بيت قريبك، لا تشْتهِ امرأة قريبك، ولا عبده ولا أمَتَه.. ولا شيئًا مما لقريبك".

 

وقال لقد فسروا أوامر نبيهم تفسيرًا يقطر عنصريةً وبغيًا على أنها تقتصر على بني إسرائيل- شعب الله المختار بزعمهم- دون بقية خلقه من الأميين، وعلى ذلك فقد أحلُّوا لأنفسهم تشريدَ شعب فلسطين واحتلال أرضه وقتل أبنائه وشيوخه وأطفاله ونسائه، ويعلِّمون أبناءَهم أنهم يتقربون إلى الله بتلك الدماء المراقة وذلك الظلم الأثيم!!

 

كما تساءل: أكان المسيح يَرضى عن صنيع بوش بغزو العراق وإجراء الدم المسلم بها أنهارًا، وتجويع أهلها، وتعذيب أحرارها، وهتك أعراض نسائها في سجونه ومعتقلاته، ثم يرتل بعد ذلك قول المسيح في جرأة بالغة: "أحبوا أعداءَكم، وأحسِنوا إلى مبغضيكم، وصلُّوا من أجل من يُعنتكم ويضطهدكم.." (متى 5: 43-44)، وليقرأ قوله عليه السلام: "من لطمك على خدك الأيمن فحوِّل له الأيسر، ومن أخذ رداءَك فلا تمنعه ثوبك" (لوقا 6: 28-29).

 

وأضاف الأستاذ عاكف: ماذا كان المسيح قائلاً لو عاش بيننا اليوم وهو يرى مَن يزعمون أنهم أتباعه في الغرب ينهبون خيرات الشعوب المغلوبة، ويرهنون لصالحهم مقدراتها وثرواتها، ويدبرون أمرَ نظامهم العالمي الجديد بحيث يمسكون أزمَّة اقتصاد الدنيا ويديرونه لحسابهم؟! ثم ينفقون أموالهم وأموال من سطَوا على أرزاقهم سفهًا وبطشًا على ملذاتهم الآثمة وشهواتهم الفاجرة، بينما ملايين البشر بفعل سياساتهم يتضورون جوعًا ويموتون مسغبةً!! ثم يمضون إلى صلواتهم يتمتمون قائلين: "خبزنا كفافنا.. أعطنا كل يوم"، ويتلون قول المسيح: "يعسر أن يدخل غني ملكوت الله.. ولَدخول الجمل في ثقب إبرة أيسر من دخول الأغنياء ملكوت الله"!!