"تزوير.. قمع.. اعتقال.. كذب.. تدليس.." كلمات غابت عن الحياة المصرية منذ الخامس والعشرين من يناير 2011م وحتى الانقلاب العسكري الدموي الإرهابي في الثالث من يوليو 2013م، فقد أعاد العسكر الانقلابيون دولة مبارك القمعية، ومكنوا رجال أعماله، وتم تزوير استفتاء قبيح على دستور الدم وادعاء أن 98,1% من جموع الناخبين المصريين قالوا نعم للانقلاب والقتل والقمع والظلم، وهو ما يعيدنا إلى أجواء تزوير الانتخابات البرلمانية بطرقة فجة في العام 2010م.

 

أجواء يناير 2011م تعود من جديد لتخيم على المشهد في مصر الآن بعد 6 أشهر من الحراك الثوري الذي انضمت له فئات جديدة لم تبدأ معه، لاسيما بعدما انفضح العسكر الانقلابيون وسقط عن وجههم القناع، وبدءوا معركة تصفية لكل ثوار يناير حتى المؤيدين لانقلابهم في البداية.

 

نجحت الدولة الأمنية العميقة خلال الأعوام الثلاثة الماضية ما بين يناير 2011م، يناير 2014م في نزع الشقاق والخلاف بين رفقاء الميدان والثورة، ووضعتهم في حالة من الاستقطاب المهلك، لتقضي على وحدة يناير التي جمعت مختلف القوى السياسية المصرية بكل أطيافها، والتي كانت هي السبب الأقوى لإجبار المخلوع مبارك على الرحيل.

 

الآن.. وبعد 3 سنوات من يناير 2011م، وما تلاه من تشرذم ثوري، وتشتت لرفقاء الميدان، أدََّى إلى انقلاب عسكري إرهابي على ثورة يناير، وليس على حكم الرئيس مرسي الذي كان نتاجًا لأول ديمقراطية حقيقة أفرزتها الثورة، الآن بدأ أصحاب الثورة في إدراك الموقف والدعوة إلى التوحد ونبذ الخلافات تحت راية واحدة تجمع ثوار 25 يناير ألا وهي "إنهاء الانقلاب وإسقاط حكم العسكر".

 

وحدة الثوار

التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، أطلق المبادرة لتوحد ثوار يناير والتحرر من الرداء الحزبي للانضمام تحت لواء واحد، وهو إسقاط الانقلاب العسكري وإعادة الشرعية القانونية والدستورية.

 

ومن جانبها دعت حركة "شباب 6 إبريل"، جميع القوى الثورية إلى التوحد، وإعادة ترتيب صفوفها والاعتراف بالأخطاء، والعمل على استعادة ثورة 25 يناير.

 

 وقالت الحركة في بيانٍ لها: "كما كنا مبادرين بالدعوة للثورة، فنحن نبادر أيضًا في تلك اللحظات الصعبة بمراجعة أنفسنا، نعم لنا أخطاؤنا ونعترف بأخطائنا حين تم استدراجنا لمعارك استقطاب بدأت بتقسيم المجتمع، منذ فبراير 2011م، إلى ثوري وغير ثوري ومتدين وغير متدين، وانتهت إلى وطني وغير وطني في يونيو 2013م".

 

 واستطردت الحركة: "بعد إقرار نتيجة استفتاء جديد، نرى أنه لن يغير في الأمر شيئًا، نظرًا لاختلاف أهداف الأطراف المشاركة فيه، بين شعب يسعى إلى استقرار، ونظام دائمًا ما يستغل الاستفتاء لتأكيد شرعيته بطريقة قد تكون معاكسة تمامًا لما تمَّ الاستفتاء عليه".

 

 وأضافت الحركة: "وهو ما شاهدناه في استفتاءات الثلاثة السابقة، فالأمر يتحول من صراعٍ سياسي حول قواعد الديمقراطية، إلى معركة استقطاب وتقسيم مجتمعي شارك فيه الجميع بقصد أو بدون قصد".

 

وتابعت: "الكل مخطئ وعلى الجميع أن يعترف بأخطائه حتى نعود مرةً أخرى إلى روح 25 يناير، روح ميدان التحرير، ونحن على أعتاب الذكرى الثالثة لأكبر مشهد لتوحد المصريين حول هدف واحد في العصر الحديث".

 

 وأردفت: "حين حلمنا بالثورة من أجل مستقبل أفضل للوطن ودعونا لها، كان أول خطواتها إسقاط نظام فاسد كانت أهم ركائزه للبقاء في الحكم هي تقسيم المجتمع، وأخطأنا حين لم نقف بقوة ضد كل محاولات الاستقطاب على مدار مراحل الثورة والتي أدَّت إلى اختزالها في مجرد صراع على السلطة.

 

وأشارت الحركة إلي أن الكل أخطأ والكل يجب أن يراجع نفسه بعد أن ابتعدنا جميعًا عن حلمنا الأساسي في بناء دولة المستقبل- مصر المتقدمة الحرة الحديثة- بسبب صراع قُوى الماضي على السلطة، صراع ضحيته الوحيدة هو مستقبل الوطن والخاسر فيه هو الجميع.

 

واختتمت الحركة بيانها: "وبالتالي لا بد من حلٍّ يُرضي الجميع ومُلزم للجميع، حل وطني نصنعه بأيدينا ويشارك الجميع في إنجاحه، حل يحمل روح المستقبل ويحقق طموحات الشباب، حل يحقق أهداف الثورة ويحافظ على الوطن".

 

وأكد المنسق العام لحركة 6 أبريل عمرو على أن حركته ستشارك في الفعاليات الاحتجاجية يوم 25 يناير المقبل، مضيفًا أن الحركة تدرس الآن نوعية المشاركة في ذلك اليوم وكيفية وضع حلول سياسية أمام الشعب المصري.

 

ونفى علي ما تداوله مشاركون على صفحات التواصل الاجتماعي من انسحاب الحركة من المشاركة بعد بيانهم "دولة أو لا دولة"، مشيرًا إلى أن البيان موجه للشعب المصري لإنقاذ البلد من الانهيار بعد الوضع الكارثي الذي وصلت إليه ولا يستهدف المكايدة السياسية.

 

توحيد الصف الثوري

وقال صلاح الخياط، المتحدث الإعلامي لحركة "أمتنا" الإسلامية: إن هناك مساعي تجري لتوحيد الصف الثوري قبل 25 يناير القادم، من أجل إسقاط الانقلاب، وإنهاء الحكم العسكري في مصر.

 

وأضاف الخياط أنه كان من المشاركين في أحداث محمد محمود الأولى هو وأعضاء من الحركة، مشيرًا إلى أن اتهام الإسلاميين ببيع الثوار في هذه الأحداث غير صحيح، ويجب أن يتحدوا من جديد.

 

وأوضح الخياط، أنه دون توحيد القوى الثورية قبل 25 يناير، فلا أمل لإسقاط الحكم العسكري في مصر.

 

شباب 18

عبد الرحمن عاطف مؤسس حركة شباب 18 أكد أن الهدف الرئيسي الآن هو إسقاط الحكم العسكري من مصر، وعودة مرسي أمر مفروغ منه بالنسبة لنا، فشعارنا هو أننا مع الحق أينما وُجد ومرسي معه الشرعية والحق يقتضي أن يعود لمنصبه وسنظل بجانبه حتى يعود ولكن بعد أن يعود سنحاول أن نبحث عن الاعتراضات على سياسات مرسي ونتظاهر ضده من أجل تعديلها.