عندما تفقد الصحافة والإعلام المصداقية وتختل المبادئ ترى فيها الاكاذيب والخداع والتضليل  .. وعندما تستخف بعقل القارئ والمتابع تتصرف وكأنه ليس في العالم غيرك أو لا يعرف الحقيقة سواك...هذا بعينه ما تتعامل به صحافة التغفيل مع متابعيها.. لكن عواقب الاستغفال تأتي سريعة، وعواقبه وخيمة، وفضائحه مدوية.


في آخر عهد الرئيس المصري المخلوع كانت صحافته وإعلامه يتقربون إليه ويخطبون وده ولو بالكذب والتلفيق، وكان نيل الرضا مقدما على شرف المهنة، وتحقيق المصالح يدوس على كل القيم والمبادئ.. وقد ظهر هذا جليا في الصورة المفبركة للرئيس المخلوع والتي نشرتها صحيفة الاهرام  وأظهرت فيها الرئيس المصري يتقدم على رؤساء كل من أمريكا والسعودية والأردن والسلطة الفلسطينية ورئيس وزراء الكيان الصهيوني.. بينما الحقيقة أنه كان في ذيل المجموعة.


وكانت فضيحة عالمية تحدثت عنها صحافة العالم واستهجنها الإعلام الدولي المحترم، فكتبت عنها التليجراف البريطانية، والبي بي سي اللندنية، والكريستيان ساينس الأمريكية، وغيرها من الصحف والمجلات العالمية.


وكان ينبغي أن يكون ذلك درسا يتعلم منه كل الإعلاميين والإعلانيين والصحفيين ومن يتعاملون مع الجمهور بأن المبادئ فوق الكل، وأن الكذب غطاؤه خفيف وستره رقيق.. لكن وكما قيل: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت".


لكنه من الواضح أن الإعلام المصرى لم يتعلم من هذا الدرس القاسى ، خضع ثانية لسيطره رجال الألعمال وأصحاب المصالح ، سخر كل قواه للنيل من الديموقراطيه .... نعم للنيل من الديموقراطيه ،فعندما تعادى أجهزة الإعلام فصيلا معينا حال وصوله للسلطه بشكل ديموقراطى فهى فى الحقيقه تعادى الديموقراطيه ذاتها


صوب الإعلام المصرى مدافعه تجاه أول رئيس منتخب بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير متغافلا عن كل انجاز يحققه هو وحكومته وبرلمانه ، عاما من الحكم أنجز فيها الرئيس المنتخب الكثير مما يحقق للوطن تقدما هائلا والإعلام لا يذكر عن هذا شيئا بل لم يكتف الإعلام بالصمت بل افتر كذبا على كل ما أنجزه الرئيس .


ها هو السيد يسرى فوده يظهر علي شاشات الفضائيات عند مقتل أحد النشطاء السياسيين فى عهد الدكتور محمد مرسى مسوقا الينا شعاره "يسقط يسقط أى رئيس طول ما الدم المصرى رخيص " ثم كانت الفاجعه حينما عُزل هذا الرئيس الذى لطالما نادى بإسقاطه حينما قتل من عزل هذا الرئيس الألاف من أبناء الشعب المصرى ولم ينطق هذا الإعلامى بكلمه


كما ظهر تحامل الإعلام جليا ضد الرئيس محمد مرسى من خلال الأزمات المصطنعه التى صدرتها له قوى الثوره المضاده وقد واجهت نفس هذه الأزمات الحكومه الأنقلابيه على غير اصطناع فبررها لهم نفس الإعلاميين الذين استغلوها ضد الرئيس الشرعى للبلاد


وتظهر الإعلاميه لميس الحديدى لتجلد الرئيس وحكومته على حادث قطار أسيوط وتتهمهم بشكل مباشر فى التسبب فى هذا الحادث وتتهكم على التعويض الذى ققرته الحكومه لأهالى المتضررين من الحادث ولم يمر وقت طويل حتى تكرر الحادث فى عهد الإنقلاب الذى يحكم البلاد بالحديد والنار بل فى عهد وزير النقل نفسه الذى حدثت فى عهده الحادثه الأكثر دمويه فى تاريخ المواصلات المصريه "قطار دهشور" ولم تجرؤ الإعلاميه ذاتها على نقد الوزير أو الحكومه الإنقلابيه بل برأتهم من المسؤولية.