كتب- حسين التلاوي

أكد المرشد العام للإخوان المسلمين الأستاذ محمد مهدي عاكف أن شرعية الإخوان المسلمين مستمَدة من الشعب المصري، مشيرًا إلى أن الإعلام الحكومي يعمل على إخفاء الإنجازات البرلمانية للجماعة عن المواطن المصري.

 

وشدَّد فضيلته- في تصريحاته التي أدلى بها اليوم في برنامج "ضيف المنتصف" ضمن فقرة "منتصف النهار" لإخبارية (الجزيرة) الفضائية- على أن الشعب المصري اختار المنهج الإسلامي في الانتخابات التشريعية الماضية، وذلك باختياره نوابَ الإخوان المسلمين، على الرغم من قلة عدد مرشحي الجماعة، إلى جانب عدم ترشيحهم رموزًا إخوانيةً يمكن أن تُغري الناخبَ بالتصويت لها.

 

وفي سياق ردِّه على تصريحات أمين لجنة السياسات في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم جمال مبارك- التي وصف فيها جماعةَ الإخوان المسلمين بأنها تخالف القوانين السياسية بسبب إدخالها الدين في السياسة- أكد عاكف أن كلام جمال مبارك يُعتبر من "الكلام المعاد والقديم"، مشيرًا إلى أن النظام المصري يردِّد هذه التعبيرات منذ 50 عامًا دون النجاح في ضرب الجماعة التي استطاعت الوصول إلى مجلس الشعب بتفويضٍ من الناخب المصري.

 

وحول ما إذا كانت تصريحات جمال مبارك هي بدايةَ قطيعةٍ بين الإخوان والنظام أكَّد عاكف أن الإخوان لا يتبعون سياسات القطيعة، مشيرًا إلى أن الشعب المصري- بكل قواه- يُجرِي حواراتٍ داخليةً، فيما أن النظام هو الذي يمارس القطيعةَ مع القوى السياسية، كما أوضح أن الشعب المصري نفسه يرفض فكرةَ المقاطعة لأية قوةٍ سياسية.

 

وفي تعليقه على فكرة المصالحة الوطنية أشار المرشد العام إلى أن المصالحة يجب أن تكون بين الحكومة وبين الشعب لا بين القوى السياسية التي تتفق على المبادئ والأسس السياسية، من رفع قوانين الطوارئ وتعديل الدستور وغيرها من الثوابت العامة التي تتفق عليها جميع الأطراف السياسية في مصر.

 

أما فيما يتعلق بالانتقادات التي تم توجيهها إلى الأداء البرلماني للإخوان بالتركيز على القضايا الهامشية فقد ذكر الأستاذ عاكف أن الإعلام الحكومي المصري يمارس تعتيمًا على إنجازات الإخوان البرلمانية، داعيًا إلى الاطلاع على منشورات الجماعة وموقعها الإليكتروني (إخوان أون لاين) للتعرُّف على الأداء الإخواني البرلماني الحقيقي.

 

وأشار عاكف إلى أن أداء الإخوان في البرلمان الماضي بلغ ما نسبته 35% من حجم الأداء البرلماني العام، موضحًا أن الأداء في العام الحالي وفي كل اللجان أعلى بكثير، على الرغم من عدم تولي الإخوان رئاسةَ أية لجنةٍ برلمانيةٍ.

 

وأكد أن الإخوان حاليًا يُعدون برامجَ سياسيةً تتعلق بالثوابت التي تتفق عليها كل القوى المعارضة وهي إلغاء قانون الطوارئ، وكذلك قانون الأحزاب، كما انتقد المطالبات التي تُوجَّه للإخوان بضرورة مناقشة القضايا المهمة كتعديل الدستور منذ بداية العمل البرلماني مؤكدًا أن هذه المطالبات يجب أن توجَّه إلى النظام المسئول عن هذه القضايا لا إلى الإخوان الذين دخلوا البرلمان منذ فترةٍ وجيزةٍ، إلا أنه تعهَّد بمناقشة الإخوان كلَّ القضايا المهمة في المجلس خلال الدورة البرلمانية الحالية التي أشار إلى أنها لا تزال في بدايتها.

 

وفي رده على سؤالٍ حول ما إذا كان نجاح الإخوان يرجع إلى رغبة المواطنين في التغيير لا في دعم الإخوان، أشار المرشد العام إلى أن الناخب انتخب البرنامج الإسلامي الذي مثَّله الإخوان المسلمون.

 

إلى ذلك أكد الأستاذ عاكف أنَّ الأزمة التي جرت في البرلمان اليوم- بعد طرد النائب مصطفى محمد مصطفى عضو الكتلة البرلمانية الإخوانية- قد انتهت وفقَ اللوائح التي تتيح عودةَ النائب إلى المجلس إذا تمَّ ذلك في إطارٍ تحدده لوائح البرلمان، حيث عاد النائب بعد أن وقَّع اعتذارًا مكتوبًا وهو أمر تجيزه اللائحة البرلمانية.