كتب- حسين محمود

أكد الدكتور عصام العريان- القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين- أنَّ قرارَ تأجيل إجراء الانتخابات المحلية المصرية لمدة عامين بدلاً من أبريل القادم، هو مكافأة للفساد المنتشر في الإدارات المحلية حاليًا.

 

وقال الدكتور عصام العريان في تصريحاتٍ له في برنامح حديث الساعة بإذاعة "BBC" البريطانية اليوم: أنَّ تأجيل الانتخابات يرجع إلى خشية الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر مواجهة المواطنين في صناديق الاقتراع في ظل الكوارث المختلفة التي يُعانيها المجتمع المصري جرَّاء إهمال الحكومة واجباتها.

 

وأضاف العريان أنَّ هذا التأجيل يُمثِّل إهمالاً من الحكومة للدستور، الذي ينص على إجراء الانتخابات في موعدٍ معين يجب احترامه دون المساس به لتحقيق مصالح جماعة سياسية معنية، وهي الحزب الوطني الديمقراطي. مشيرًا إلى أنَّ هناك دعاوى مرفوعة بعدم دستورية القانون الخاص بالتأجيل، والذي أكد أنه يعطل مسيرة الإصلاح.

 

وفي تعليقه على مبرراتِ الحزب الوطني بتأجيل الانتخابات لإعطاء الفرصة أمام صياغة قانونٍ جديدٍ لعمل المحليات يأتي في إطار الإصلاحات السياسية التي تعهَّد بها الرئيس المصري حسني مبارك، قال العريان: إنَّ هذا المبررَ غير منطقي لأنَّ القانونَ تتم صياغته منذ عشرين عامًا دون الوصول إلى نتيجة؛ الأمر الذي يجعل من الصعبِ صياغة مثل هذا القانون في مدةِ عامين فحسب.

 

وفي خصوص ما يُقال عن تأجيل الحكومة المصرية للانتخابات لمنع تقدم الإخوان المسلمين فيها، أكد القيادي البارز في الإخوان المسلمين أنَّ الإخوان سيحققون انتصارات كبيرة في الانتخابات في حال إجرائها في موعدها أو بعد عامين، مشيرًا إلى أنَّ التأجيلَ يؤدي إلى عرقلة أداء المجالس وإلى حماية الفساد الذي يُمارسه أعضاء الحزب الوطني.

 

وأضاف العريان أنَّ التأجيلَ يأتي بسبب أهمية الانتخابات المحلية التي أعطاها لها تعديل المادة رقم 76 من الدستور والتي أعطت المستقل حقًّا في دخول الانتخابات الرئاسية في حال حصوله على عدد معين من توقيعات أعضاء المجالس المحلية في 14 من المجالس المحلية على مستوى البلاد.

 

وانتقد العريان الموقفَ الأمريكي الذي اعترض على التأجيل واتهمه بالنفاق، مشيرًا إلى أن الأمريكيين لم يقبلوا نتيجةَ الانتخابات الفلسطينية ويتفقون الآن على عقدِ لقاءاتٍ مع الصهاينة لإفشالِ حركة "حماس" في الفترة القادمة، واعتبر العريان الموقف الأمريكي تدخلاً في الشئون الداخلية المصرية ترفضه كل القوى الوطنية.

 

وفي ختام مشاركته، أكد العريان أن الإخوان ضربوا نموذجًا بارزًا في الأداءِ خلال الفترة من عام 1992م إلى 1997م في مدنٍ هامة مثل دمياط ودمنهور والزقازيق وأوسيم فقد حصلوا على قرابة 15% من المقاعد التي ترشحوا عليها- بنسبة 3% على مستوى الجمهورية تقريبًا- وأثبتوا جدارة وكفاءة عالية ونجحوا في حشد الجهود الذاتية من أجل التنمية المحلية، موضحًا أن هذا الأداء هو ما ساهم في إيجاد شعبية الإخوان المسلمين، التي مكنتهم من تحقيق المكاسب في الانتخابات التشريعية الأخيرة، التي جرت في مصر بين شهري نوفمبر، وديسمبر الماضيين.