المجلس الخامس عشر

بقلم: د. عبد الرحمن البر

 

- الْحَمْدُ للَّهِ رَافِعِ السَّبْعِ الشِّدَادِ، وَبَاسِطِ الأَرْضِ تَحْتَهَا كَالْمِهَادِ، وَمُثَبِّتِهَا بِرَاسِيَاتِ الْجِبَالِ وَالأَطْوَادِ، وَجَاعِلِهَا لَهَا -كَيْ لَا تَمِيدَ- كالأَوْتَاد، الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى، وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى، َوالَّذِي أَضْحَكَ وَأَبْكَى، وأَمَاتَ وَأَحْيَا، وقرَّبَ وأَدْنَى، وأَسْعَدَ وأَشْقَى، ومَنَعَ وأَعْطَى، فلا مَقْنُوطاً منْ رَحْمَتِه، ولا مَأْمُوناً مِنْ مَكْرِه وغَيْرَتِه، ولا مُسْتَنْكَفاً عن عِبَادَتِه، ولا مَخْلُوًّا من نِعْمَتِه.

 

- سُبْحَانَكَ يا وَلِيُّ يا حَمِيدُ، أَمَرْتَ ونَهَيْتَ، وحَكَمْتَ وقَضَيْتَ، فلك الحمدُ فيهما، مَهْمَا قضَيْتَ فَتَسْلِيمٌ وسَلَامٌ، ومَهْمَا أَمَرْتَ فلَكَ فيه أَحْكَام.

 

- اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وزِدْ وبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا ونَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، أفضل نَبِيٍّ هَدَيْتَه، واصْطَفَيْتَهُ واجْتَبَيْتَه، وأيَّدْتَه بالآيَات الكُبْرَى والمعْجِزاتِ البَاهِرَة، وَعَلَى آلِه العِتْرَةِ الطَّاهِرَة، وَعَلَى أَصْحَابِهِ الأَطْهَارِ الأَبْرَار، مِنَ المهَاجِرينَ والأَنْصَار، وَعَلَى التَّابِعِينَ ومنْ تَبِعَهُمْ بإِحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّين، صَلاةً وسَلامًا تَزْكُو بِهمَا النُّفُوسُ، وتسْمُو وتَطِيبُ بِهما الحيَاة، واعْرِضْ علَيْهِ صَلَاتَنا وسَلَامَنا فِي هَذِه السَّاعَةِ المبَارَكَةِ، وارْضَ عَنَّا مَعَهُم بِمَنِّك وكَرَمِكَ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِين.

 

- اللَّهُمَّ يَا عَظِيمَ السُّلْطَان، يا قديمَ الإِحْسان، يا دَائِمَ الإِنعامِ، يا كثيرَ الخيِرِ، يا واسعَ العطاء، يا باسطَ الرِّزْق، يا خَفِيَّ اللُّطْفِ، يا جَمِيلَ السّتْرِ، يا حَلِيماً لا يعْجَلُ، يا كَرِيماً لا يبْخَلُ، الْطُفْ بِنَا فِي تَيْسِيرِ كُلِّ عَسِيرٍ، فَإِنَّ تَيْسِيرَ الْعَسِيرِ عَلَيْكَ يَسِيرٌ، نَسْأَلُكَ الْيُسْرَ وَالْمُعَافَاةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.

 

- اللَّهُمَّ يا مُيَسِّرَ كلِّ عسيرِ، ويا جَابِرَ كلِّ كسِيرٍ، ويا صاحبَ كلِّ فَرِيدٍ، ويا غِنَى كلِّ فقيرٍ، ويا قوةَ كلِّ ضعيفٍ، يا منفِّسَ كُربِة كلِّ مكروب، ويا كاشِفَ الضُرِّ والبلْوَى عن أيوب، ويا مَنْ أَقرَ بيوسف عينَ صَفِيِّه ونَبِيِّه يعقوب، ونَجَّى نُوحاً من الغَرَق، وإبراهيمَ من الحَرَق، ويونس َمن الظُّلُمات، وسَلَّمَ موسى من شرِّ الجَبَابرةِ العُتاة، وأعاذَ محمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من شياطِينِ الإِنْسِ والجِنّ، يَسِّرْ أمرَنا، واكشِفْ ضُرَّنا، وفَرِّجْ هَمَّنا، ونَفِّسْ كَرْبَنا، ومِنْ شرِّ الظَّالِمِين مِنْ خَلْقِكَ سَلِّمْنا ونَجِّنا، وَخُذْ لنا بِقَلْبِ عَبْدِكَ (........) وَسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسَانِهِ وَيَدِهِ وَرِجْلِهِ، ومَنْ مَعَهُ ومَنْ سانَدَه من الظَّالمينَ والجبَّارِين، فَإِنَّ قَلُوبَهُم وَنَواصِيَهُم فِي يَدِكَ، أَيْ رَبّنا، أَيْ رَبّنا، أَيْ رَبّنا.

 

- إِلَهَنا، نحنُ الفقراءُ في غِنَانا، فكيف لا نكونُ فقراءَ في فقرِنا.

 

- إِلَهَنا نحنُ الجَاهِلونَ في عِلْمِنا، فكيف لا نكونُ جاهِلين في جَهْلِنا.

 

- إِلَهَنا منَّا ما يَلِيقُ بلُؤْمِنا، ومنكَ ما يَلِيقُ بكَرَمِك.

 

- إِلَهَنا ما أعْطَفَك بنا مع عظِيمِ جهلِنا، وما أرْحَمَكَ بنا مع قَبِيحِ فِعْلِنا، وما أقْرَبَكَ منَّا وما أبْعَدَنا عنك.

 

- اللَّهُمَّ عافِنَا فِي قُدْرَتِكَ، وأدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ، واقْضِ أجَلَنا فِي طاعَتِكَ، واخْتِمْ لَنا بِخَيْرِ عَمَلٍ، واجْعَلْ ثَوابَهُ الجَنّةَ.

 

- إِلَهَنا كيف يُسْتَدَلُّ عليكَ بما هو في وُجوِده مُفْتَقِرٌ إليك، أَيَكُونُ لِغيرِك من الظُّهورٍ ما ليس لك حتى يكونَ هو المُظهِرَ لك؟ متى غِبْتَ حتَّى تحتاجَ إلى دَليلٍ يدُلُّ علَيْك؟ ومتَى بَعُدْتَ حتَّى تكونَ الآثارُ هيَ الَّتِي تُوَصِّلُ إليك؟

 

- إِلَهَنا إنَّ ذُنُوبَنا صغِيرَةٌ في جَنْبِ عَفْوِكَ، وإنْ كانتْ كَبيرةً في جَنْبِ نَهْيِك.

 

- إِلَهَنا لَوْ أَرَدْتَ إِهانَتَنَا لَمْ تَهْدِنا، ولَوْ أرَدْتَ فَضِيحَتَنا لمْ تَسْتُرْنا، فَتَمِّمِ اللَّهُمَّ ما بِهِ بَدَأْتَنا، ولَا تَسْلُبْنَا ما بِهِ أَكْرَمْتَنا.

 

- إِلَهَنا أتَحْرِقُ بالنَّارِ وُجُوهاً كانتْ لك ساجدةً، وألْسُناً كانتْ لكَ ذاكِرةً، وقلوباً كانتْ بِكَ عارفةً؟

 

- إِلَهَنا أنتَ مَلَاذُنا إِنْ ضَاقَتِ الحِيَل، ومَلْجَؤُنا إذَا انقَطَعَ الأَمَل، بِذِكْرِك نَتَنَعَّمُ ونَفْتَخِر، وإلَى جُودِكَ نَلْتَجِئُ ونَفْتَقْر، فَبِكَ فَخْرُنا وإِلَيْك فَقْرُنا.

 

- إِلَهَنا أنتَ لنَا كما تُحِبُّ، فاجْعَلْنا لكَ كما تُحِب.

 

- إِلَهَنا كُلُّ فَرَحٍ بِغَيْرِكَ زائِلٌ، وكلُّ شُغُْلٍ بِسِوَاكَ باطِلٌ، والسُّرُورُ بِكَ هو السُّرُورُ، والسُّرُورُ بِغَيْرِك هو الغُرُور.

 

بِبَابِكَ رَبِّي قَدْ أَنَخْتُ رَكَائِبِي   ومَا لِيَ مَنْ أَرْجُوهُ يَا خَيْرَ وَاهِبِ

 

فَإِنْ جُدْتَ بِالفَضْلِ الَّذِي أَنْــ ـتَ أهْلُهُ  فَيَا نُجْحَ آمَالِي بِنَيْلِ رَغَائِبْي

 

وإِنْ أَبْعَدَتْنِي عَنْ حِمَاكَ خَطِيئَتِي   فَيَا خَيْبَةَ المَسْعَى وَضَيْعَةَ جَانِبِي

 

- إلَهَنا تَعَاظَمْتَ على الكُبَراءِ والعُظَماءِ فأنتَ اللهُ الكبيرُ العظيمُ، وتَكَرَّمْتَ على الفُقَراءِ والأغْنِياءِ فأنتَ اللهُ الغَنِيُّ الكرِيم، ومَنَنْتَ على العُصَاةِ والطَّائِعِين بِسَعةِ رَحْمَتِك فأنتَ اللهُ الرَّحْمنُ الرَّحيم، تَعْلَمُ سِرَّنا وجَهْرَنا وأنتَ أَعْلَمُ بنا مِنَّا فأنتَ اللهُ العَليم، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنّا كُنَّا مِنَ الظَّالِمِينَ.

 

- اللَّهُمَّ إِنِّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ أنْفُسِنا، وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا، إِنَّ رَبّنا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.

 

- اللَّهُمَّ اجْعَلْ سَرِيرَتنا خَيْرًا مِنْ عَلَانِيَتنا، وَاجْعَلْ عَلَانِيَتنا صَالِحَةً، اللَّهُمَّ إِنّا نَسْأَلُكَ مِنْ صَالِحِ مَا تُؤْتِي النَّاسَ مِنَ الْمَالِ وَالأَهْلِ وَالوَلَدِ، غَيْرِ الضَّالِّ وَلاَ الْمُضِلِّ.

 

- اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإسلامَ والمُسْلِمينَ، وارْفَعْ بفَضْلِكَ كلمةَ الحَقِّ والدِّين، ونَكِّس راياتِ الظَّالِمِين والمُسْتَبِدِّين، وأَرِنَا فيهِم عجَائِبَ قُدْرَتِك، وعظِيمَ سَطْوَتِك، اللَّهُمَّ اجْعَلِ الخُلْفَ فِي صفُوفِ الظَّالِمين وأَعْدَاءِ الدِّين، واقْذِفِ الرُّعْبَ في قُلُوبِ الانقِلابِيِّين الآثِمِين، والْطُفْ بِعبادِك المُؤْمِنين من المُضطهَدِين والمُعَذَّبين في كلِّ مكانٍ يا ربَّ العَالَمِين.

 

- اللَّهُمَّ أَغِثْنَا وإخْوانَنا المعتَقَلين عاجلًا غير آجلٍ، اللهم امْسَحِ عَبْرَتَهم، وسَكِّن لَوْعَتَهم، وفَرِّجْ همَّهُم، ونَفِّسْ كَرْبَهُم، وعَجِّلْ فَرَجَهُم، وزِدْ إِيمَانَهم، وعَظِّمْ يَقِينَهم، وابْسُطْ رِزْقَهُم، ولا تَجْعَلْهُم من القَانِطِين، وصلِّ اللَّهُمَّ على عبدِك ونبيِّك وصَفِيِّك وخِيرَتِك من خلقِك سيدِنا مُحَمَّدٍ النَّبِي الأُمِّيِّ، وعَلى آلِه الطيِّبينَ الطاهِرِين وأصحابِهِ مصَابيحِ الدُّجَى وأَئِمَّةِ الهُدَى، وارزُقْنا النَّصْرَ على عبْدِكَ (........) ومَنْ مَعَهُ ومَنْ سانَدَه من الظَّالمينَ والجبَّارِين، واصْرِفْ عنَّا أَذَاهُمْ، وشَرَّهُم، ومَكْرُوهَهُم، ومَعَرَّتَهُم.

 

- اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ عَمَلٍ يُخْزِينَا، ومِنْ كُلِّ صَاحِبٍ يُؤْذِينَا، ومِنْ كُلِّ أََمَلٍ يُلْهِينَا, ومِنْ كُلِّ فَقْرٍ يُنْسِينَا, ومِنْ كُلِّ غِنًي يُطْغِينَا.

 

يَا مَنْ يَرَى مَا فِي الضَّمِيرِ وَيَسْمَعُ   أَنْتَ الْمُعَدُّ لِكُلِّ مَا يُتَوَقَّعُ

 

يَا مَنْ يُرَجَّى لِلشَّدَائِدِ كُلِّهَا    يَا مَنْ إِلَيْهِ الْمُشْتَكَى وَالْمَفْزَعُ

 

يَا مَنْ خَزَائِنُ رِزْقِهِ فِي قَوْلِ كُنْ    امْنُنْ فَإِنَّ الْخَيْرَ عِنْدَكَ أَجْمَعُ

 

مَا لِي سِوَى فَقْرِي إِلَيْكَ وسيلةٌ    فَبِالِافْتِقَارِ إِلَيْكَ فَقْرِيَ أَدْفَعُ

 

مَا لِي سِوَى قَرْعِي لِبَابِكَ حِيلَةٌ    فَلَئِنْ رُدِدْتُ فَأَيَّ بَابٍ أَقْرَعُ؟

 

وَمَنِ الذي أرجو وَأَهْتِفُ بِاسْمِهِ    إِنْ كَانَ فَضْلُكَ عَنْ فَقِيرِكَ يُمْنَعُ؟

 

حَاشَا لِمَجْدِكَ أَن تُقَنِّطَ عَاصِيًا    الْفَضْلُ أَجْزَلُ وَالْمَوَاهِبُ أَوْسَعُ

 

بِالذُّلِّ قَدْ وَافَيْتُ بَابَكَ عَالِماً   إنَّ التَّذَلُّلَ عِنْدَ بَابِكَ يَنْفَعُ

 

وجَعَلْتُ مُعْتَمَدِي عَلَيْكَ تَوَكُّلاً   وبَسَطْتُ كَفِّيَ سَائِلا أَتَضَرَّعُ

 

فاجْعَلْ لَنَا مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجاً   والْطُفْ بِنَا يَا مَنْ إِلَيْهِ المَرْجِعُ

 

- اللَّهُمَّ اخْتِمْ بعَفْوِكَ آجَالِنَا، وحَقِّقْ فِي رَجَاءِ رَحْمَتِكَ أَمَلَنَا، وَسَهِّلْ إِلَى بُلُوغِ رِضَاكَ سُبُلَنَا، ونَبِّهْنَا لِذِكْرِكَ فِي أَوْقَاتِ الغَفْلَةِ، وَاسْتَعْمِلْنَا بِطَاعَتِكَ فِي أَيَّامِ الْمُهْلَةِ، ومَهِّدْ لَنَا فِي مَحَبَّتِكَ سَبِيلًا سَهْلَة، وزَوِّدْنَا بِالتَّقْوى فَإِنَّهَا خَيْرُ الزَّادِ، وَاغْفِرْ لَنَا مَا حَمَلْنا مِنْ ذُنُوبِنَا، فَإِنَّا إِلَى مَغْفِرَتِكَ مُحْتَاجُون.

 

- اللَّهُمَّ استَجِبْ لَنا كَما استَجَبت لأنبيائِكَ وأوليائِكَ والصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِك، بِرحمَتِكَ عَجِّلْ عَلَينا بِفَرَجٍ مِن عِندِكَ، بِجودِكَ وَكَرَمِكَ وَارتِفاعِكَ في عُلُوِّ سَمائِكَ، يا أرحَمَ الراحمين.

 

- اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدينَا وَلجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَم الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ وبَارَكَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، والْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين.