والدي يعمل في شركة الدخان والسجائر، وهو الآن عنده 59 سنة، وهذا هو عمله الأساسي، علمًا بأنَّ لديه عملاً آخر منذ 10 سنوات، ولكنه عملٌ موسمي، ألا وهو جمع أفراد للحج والعمرة بنسبة، وهو كما تعلمون عمل موسمي، كما أنَّ والدي أيضًا لا يُدخِّن، والسؤال: ماذا يفعل والدي؟ وماذا علينا نحن أفراد الأسرة؟ فنحن نأكل ونشرب ونعيش من هذه الأموال؟ أخشى أن تكون أجسادنا نمت من حرام؟
المفتي: الشيخ علي غازي
الجواب: على المسلم تحري الحلالَ في كسبه، والعملَ في شركات الدخان حرام، فعلى الأب أن يبحث عن عملٍ مناسب غيرِ العمل في شركات الدخان، ولو كان براتبٍ أقل، ومع إخلاص النية وصدق التوجه يُرْزق التوفيق.
وعلى الأسرة أن تُساعدَه في ذلك بترشيدِ الإنفاقِ قدر الإمكان، ومساعدته من خلال قيام الشباب في الأسرةِ بالعمل، ولو في عطلاتِ الدراسة.
وإذا لم يتمكَّن الأب من تدبيرِ معاش الأسرة من تعليمٍ وإقامةٍ- ولو في مكانٍ مستأجر- وطعام ولباس مناسب فعليه أن يستمر في عمله إلى حين تدبير عملٍ آخر، لضرورةِ كفالةِ الأسرةِ (فإنَّ الميتةَ تُباح للمضطر).
وعلى المجتمع المسلم مساعدته في تدبيرِ عملٍ مناسب، أو المساعدة في إعاشةِ الأسرة وتزويج البنات، وقد شُرِّعت الزكاةُ لسدِّ مثل هذه الأبواب.
وما كان من كسبٍ سابقٍ فليس على أولاده منه إثم، إما لعدم علمهم بالتحريم، وإما للاضطرارِ لعدم ما يكفيهم، أما إن علموا التحريم ورضوا به وهم مكلفون (بالغون عاقلون) ورضوا بذلك واستحلوه فعليهم إثم، ويُلزمهم الإكثار من الاستغفارِ والتوبة وعمل الصالحات.