السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا اسمي يارا ومن مصر، وأنا في مشكلةٍ كبيرة، فأنا أحبُّ أن أكون من الإخوان، ولكن أهلي في المنزل يعترضون، من فضلكم ساعدوني.

يُجيب على الاستشارةِ الدكتور حاتم آدم الاستشاري الاجتماعي للموقع فيقول:

الابنة العزيزة يارا.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

رسالتك فيَّاضة بالمشاعرِ الطيبة الراقية والعواطف المندفعة المتدفقة تجاه الخير، فشكرًا لكِ على مراسلتك، فقد أرجعتيني إلى الزمنِ الجميل.

 

أود أن أُلفت انتباهك إلى قضيةٍ مهمةٍ في حياةِ كل فرد يتعب كثيرًا إذا غابت عن ذهنه، ألا وهي قضية ترتيب الأولويات في محاورِ الحياة المختلفة، وأهمية ترتيب الأولويات تظهر عند التعارض لحظة تقدم رقم (1) على رقم (2) أو كما يقولون الأهم فالمهم.

 

فبالنسبة للمحور الديني:-

- الإيمان بالله والرسل والإسلام.

- إقامة فروض الشريعة وترك المحرمات في دائرةِ نفسك ومن تحت رعايتك.

- فعل الخيراتِ والطاعات والتي ننال بها القرب من الله عزَّ وجل والتي منها مساعدة العاملين لنصرةِ دين الله ومنهم الإخوان, ومساعدة أهل الخير والطيبات فيما يفعلوه, ومساعدة المحتاجين والمرضى والضعفاء والفقراء.

 

وبالنسبة للمحور الاجتماعي:-

- إقامة علاقات قوية ومتينة ومترابطة مع الدائرة الضيقة (الوالدان والإخوة والزوج والأبناء).

- توثيق علاقة صلة الرحم.

- الجيران والبر بهم والإحسان إليهم.

- الآخرون (زملاء العمل أو الدراسة أو المعارف).

 

وبالنسبة لحالتك:-

البر بالوالدين وعدم مضايقتهم والحرص على مشاعرهم هو عندك رقم (2) في المحور الديني ويتعارض مع رقم (3) في نفس المحور، وهو رقم (1) في المحور الاجتماعي ويتعارض مع رقم (4).

 

ولن يرضى أحدٌ من الإخوان على حسبِ علمي إن كان وجودك معهم مرتبطًا بغضبِ والديك أبدًا.

 

وافهمي عني:

والداك يخافان عليك فقط لا غير، وهذا ليس ضدَّ الدين ولا ضدَّ الإخوان، فقد أرادت أجهزة الإعلام على مستوى دولي أن تربط الإخوان بالإرهاب... أو الإخوان بالسجن والتشريد والضياع، وقد نجحوا إلى حدٍّ ما في ذلك (والدليل هو موقف والدك) وفشلوا أيضًا في ذلك (والدليل هو موقفكِ أنت).

 

فلنكتفِ الآن بالآتي:

- بكونك تحبيهم وتؤمنين بفكرتهم وتُعلنين ذلك.

- علاقات طيبة قوية مع والدك فيها حسن العشرة واعرضي عليه بهدوء ما عندك لعله يومًا ما يأخذك ويذهب معك إلى الإخوان.

- أجِّلي فكرة الانضمام على الأقل حتى تختبري مشاعركِ واستمرارها، وهل غيَّرت الأيام منها زيادةً أو نقصًا.

- أكثري من الطاعاتِ والقربات واكتفي في هذه المرحلةِ بإطلاع الله على قلبك وضميرك، واعلمي أنَّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال في غزوة خرج فيها: "إنَّ في المدينةِ أقوامًا ما قطعتم واديًا ولا سرتم مسيرًا إلا شاركوكم في الأجر حبسهم العذر".

وإن الله تعالى خاطب أسرى بدر قائلاً لهم: ﴿إِنْ يِعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ﴾ (الأنفال: من الآية71) والله يوفقكِ ويرعاك.