هل يمكن للمسلم أن يعرض على مَن يثق في دينه وخلقه بنته أو أخته للزواج بها؟

الإجابة لفضيلة الشيخ عبد الله الخطيب- أحد علماء الأزهر الشريف وعضو مكتب الإرشاد-:
هذا أمر جائزٌ ومرغوبٌ فيه حين يوجد المستوى الذي يقدر هذه الصراحة، ويحترم مَن يقدم على هذا الأمر، ولقد كان الآباء من أسلافنا- لعظمتهم- يعرضون بناتهم على الرجال على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو مَن يرغب في تزويجهن منهم، كان يتم هذا في صراحة وصدق وأدب، فلا تخدش كرامة، بل يصبح من يعرض هذا موضع التقدير والإكبار والاحترام، فقد عرض عمر- رضي الله عنه- ابنته حفصة على أبى بكر فسكت، وعرضها على عثمان فاعتذر، فلما أخبر النبي- صلى الله عليه وسلم-، قال له: "عسى الله أن يجعل لها نصيبًا فيمن هو خير منهما"، ثم تزوجها صلى الله عليه وسلم، وعرضت امرأةٌ نفسها على النبي- صلى الله عليه وسلم- فاعتذر لها، فجعلت ولاية أمرها إليه يُزوجها بمَن يشاء، فزوجها رجلاً لا يملك إلا سورتين من القرآن، علمها إياهما، فكان هذا صداقها.

 

هذا هو المجتمع الراقي، وعلى هذه البساطةِ سار يبني نفسه، ويُقيم كيانه الكريم، بعيدًا عن التكلف والتعقيد، والتصنع والمزايدة... والله أعلم.