- نسعى لحل مشكلة العنوسة بشكل عملي.

- برنامج "بيت عرسان" لتثقيف الشباب أسريًّا.

 

حوار: علي عبد الوهاب

يؤكد الدكتور علي المالكي- المستشار الإعلامي لقناة (زواج) الفضائية- على خطورة المشكلات التي تهدد الأسرة العربية، وفي مقدمتها مشكلتا العنوسة والطلاق، اللتان وصلت معدلاتهما إلى نِسَبٍ تدعو للقلق، فكل ست دقائق تقع حالة طلاق في مصر، إضافةً إلى تسعة ملايين شاب وفتاة بلا زواج، وكل أربعين دقيقة يتم تطليق امرأة في السعودية، إلى جانب وجود أكثر من خمسة ملايين عانس، والوضع في البلدان العربية الأخرى لا يختلف كثيرًا عن مصر والسعودية.

 

ويقول: إن قناة (زواج) الفضائية هي أول قناة عربية تسعى لحل مشكلة العنوسة بشكل عملي، من خلال رصد ميزانية كبيرة لمساعدة الشباب الراغب في الزواج، وإعداد برامج تثقيفية للتوعية بأسس التعامل الجيد بين الزوجين، وحلّ المشكلات التي تحدث بينهما، بما يقلل من حالات الطلاق، وفيما يلي تفاصيل المقابلة:

 

* ما هو الهدف من وراء إنشاء قناة (زواج)؟!

** لكل عمل فكرة محورية تدفع صاحبه إلى القيام به، فالتاجر والطبيب والصيدلي يقومون بعملهم، إما لرفع ضررٍ أو لخدمة غيرهم ومجتمعهم أو أنفسهم، ولم تنطلق فكرة قناة للزواج إلا كردِّ فعلٍ للتحدي الذي يواجه الأسرة العربية، والعنوسة التي تزايدت بشكل كبير تنذر بالخطر على الأوضاع الاجتماعية للمجتمعات العربية، إلى جانب المشكلات الأخرى كالطلاق والفقر وغيرهما، والهدف الذي تسعى القناة إلى تحقيقه هو تزويج العوانس شبابًا وفتياتٍ على مستوى الوطن العربي.

 

* كم تبلغ نسبة العنوسة داخل المملكة العربية السعودية وغيرها من البلدان العربية؟

** النسب مزعجة، ففي السعودية هناك ما يقرب من خمسة ملايين عانس وعانسة، ونفس الأرقام تقريبًا موجودة في البلاد العربية الأخرى ولكن بنسب متفاوتة، وفي السعودية هناك امرأة واحدة يتم تطليقها كل أربعين دقيقة، وفي مصر تطلق امرأةٌ كل ست دقائق، ويبلغ عدد العوانس تسعة ملايين شاب وفتاة وفق أرقام الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وفي تونس يوجد 16.000 حالة طلاق من بين 2 مليون حالة زواج، وتبلغ نسبة العنوسة في دولة الإمارات 35% من عدد من هم في سن الزواج.

 

* ولكن العنوسة ليست فقط هي المشكلة أو التحدي الذي يواجه الأسرة العربية، فهناك مشكلة الطلاق وتزايد معدلات البطالة والفقر، وهي التي تُلقي بظلالها السلبية على العلاقات الأسرية، فأين موقع تلك التحديات على خريطة برامج قناة (زواج)؟

** يجب أن يعرف الجميع أن إطلاق قناة (زواج) لن يحل المشكلات التي تعاني منها المجتمعات العربية كلها، ولكنَّ القناة تسهم إلى جانب قنواتٍ أخرى في حل تلك المشكلات، ولا شكَّ أن قضايا الفقر والمرض والبطالة والإعاقة تعاني منها سائر المجتمعات في العالم وليس المنطقة العربية فقط، ونحن نناشد البلدان العربية أن تحشد جهودَها الرسمية والشعبية من أجل الحدِّ من هذه المشكلات والتقليل من آثارها السلبية على العلاقة بين أفراد الأسرة، والعالم العربي تنتشر فيه الجمعيات الخيرية والقنوات الفضائية ووسائل الإعلام التي تسعى لعلاج مشكلات الفقر والبطالة إلا قضية العنوسة كإحدى التحديات الرئيسة التي تواجه الأسرة العربية، فلم يتبنَّاها بشكل علمي وعملي إلا قناة (زواج) والحمد لله أن سبقنا غيرَنا في هذا الأمر.

 

* ولكنَّ هناك مواقع على الإنترنت وصحفًا ومجلاتٍ وقنواتٍ فضائية سبقتكم في مجال السعي للتزويج والإعلان عن الشباب والفتيات الراغبات في الزواج؟

** هذه القنوات والمواقع تسعى لحل المشكلة بطريقةٍ لا تحفظ على المرأة حياءَها، والوسيلة التي تعتمد عليها من شأنها فتح المجال أمام العلاقات المحرَّمة وغير المشروعة بين الجنسين؛ حيث تدفع الفتاة ثمنًا غاليًا من سمعتها وشرفها، كما أن المرأة التي تتزوج عن طريق غرف الدردشة أو إعلانات الصحف سيأتي اليوم الذي يُعيِّرها زوجها بأنها عرَّضت نفسها للزواج عبر وسائل الاتصال والإعلام، ويجرح كرامتَها، أما نظام العمل داخل قناة (زواج) فهو يختلف كليًّا عن غيرها من القنوات ووسائل الاتصال المتعددة، فهو يقوم على أسس راسخة من تعاليم الشريعة السمحاء ويحفظ أسرارَ من تريد الزواج، ولا يبوح بها لأحدٍ، وخلف كواليسها مشايخ وعلماء وأساتذة ودعاة، يعملون وفق نظام دقيق يحمي المرأة وكرامتها.

 

* ما هي أوجه التميز أو الاختلاف بين قناة (زواج) وغيرها من القنوات والمواقع على شبكة الإنترنت التي تهتم بالزواج؟

** قناة (زواج) لا تقتصر برامجها واهتماماتها على قضية العنوسة فقط، رغم أهميتها وخطورتها، ولكنها تعالج كل قضايا الأسرة؛ ولذلك ستبثُّ برامج خاصة بالتثقيف للجنسَين، سواءٌ قبل الزواج أو بعده، وسنطرح كيف تتعامل الزوجة مع زوجها وكيف يتعامل الأبناء مع والديهم، ولعل برنامج "بيت عرسان" وهو باكورة بثّ القناة سيُري المشاهدين كيفية تثقيف الشباب الذي يريد الزواج على يد مجموعة من الدعاة وخبراء الاجتماع والأسرة.

 

والاختلاف الأساسي بين قناة (زواج) وغيرها أننا نسعى بالفعل لتزويج الشباب بمساعدتهم ماديًّا وليس فقط توفير فرصة التعارف لمن يريد الزواج من الفتيات والشباب، وهذا التعارف يتم طبقًا لنظام لا يُتيح الاختلاط بين الشباب والفتيات كما تفعل القنوات الأخرى ومواقع الإنترنت والصحف والمجلات، بل يتم وفق ضوابط شرعية محددة؛ بحيث لا تتم الرؤية الشرعية إلا بعد التأكد تمامًا من رغبة الشاب في الزواج وقدرته عليه وجديته، وقد رصدنا المبالغ اللازمة لتزويج ألف شاب خلال هذا العام إن شاء الله.

 

التمويل

* ومن أين ستوفِّرون المواردَ التي تعتمدون عليها في تنفيذ مشروعكم بتزويج هذا العدد من الشباب؟

** القناة ستبث خدمة رسائل المحمول (SMS) ومن دخل هذه الرسائل سيتم توفير المال اللازم لمشروع تزويج الشباب المُعسِر، إلى جانب أموال أخرى من عدد من المتبرعين وأهل الخير من البلدان العربية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، ومن المنتظَر تخصيص من 10- 17 مليون ريال سعودي لتزويج أعداد أخرى من الشباب؛ ليصل العدد إلى مائة ألف شاب وفتاة من البلدان الإسلامية المختلفة، ويمكن لأي شاب داخل منطقة الخليج أو من أي بلد إسلامي آخر أن يستفيد من هذا المشروع، وأرقام قناة (زواج) موجودة على شاشة القناة، ويمكن لأي شاب مُعسِر أن يتصل بالقناة للاستفادة من هذه الخدمة، إما بالتليفون الخاص أو البريد الإليكتروني، وسيتم عمل بحث اجتماعي عن صاحب الطلب بطريقة غير معلَنة للتحقُّق من كل البيانات التي يرسلها الشاب للتأكد من جدية طلبه.

 

وسيلة الاتصال

* قناة (زواج) تعلن عن أسماء ومواصفات الشاب الذي يريد الزواج، فماذا عن الفتيات اللاتي يرغبن هن أيضًا في الزواج ولهن شروط في الشباب المتقدم للزواج بهن، كيف يتم التعرف على ملايين الفتيات العوانس؟

** وضعنا برامج وأرقام تليفونات لتسهيل الاتصال بالقناة واستقبال مكالمات واتصالات صديقات أو قريبات الفتاة التي ترغب في الزواج، فنحن لا نقبل أي اتصال مباشر من جانب الفتاة أو أمها أو أبيها؛ حفاظًا على كرامتهم، وحتى لا تغير الفتاة وأهلها فيما بعد من جانب الزوج بأنهم عرضوا ابنتهم للزواج على الملأ، ويتم تدوين المعلومات المتعلقة بالفتاة وإبلاغها لأم الشاب الذي يبحث عن زوجة، ونقول لها اتصلت علينا قريبة أو صديقة فتاة، مواصفاتها كذا وكذا، وتذهب أم الشاب إلى المرأة الواسطة لتَرى البنت وتتعرف عليها، وتستمر إجراءاتُ الزواج إذا تم الاتفاق، ومن خلال ما نبثه من القناة سنَكسر الحاجز النفسي لدى الفتيات الراغبات في الزواج وكذلك الشباب والآباء والأمهات، وسنسمح باستقبال الرسائل والاتصالات عبر البريد الإلكتروني، وسنعمل بكل جدية وسرية ومحافظة شرعية للتوفيق والتزويج في الحلال.

 

* كيف يتم تزويج شاب من السعودية بفتاة من دولة أخرى مثل الكويت أو العكس؟

** نحن نحترم أنظمة وقوانين البلدان العربية والإسلامية، فإذا كانت هناك رغبة من الطرفين في الزواج وبدأت الإجراءات فإن هذه الإجراءات تتم بموافقة الجهات الرسمية في الدولة التي سيتم فيها الزواج ووفق اللوائح المنظمة لذلك، وسنسعى من جانبنا ومن خلال علاقاتنا الطيبة مع بعض أمراء السعودية والكويت والمسئولين في مصر وغيرها من البلدان العربية ونبذل كل ما في وسعنا للتوفيق وإتمام الزواج بين كل شاب وفتاة يرغبان في بناء عش الزوجية وتسهيل الإجراءات المتعلقة بهذا الزواج أيًّا كانت جنسية وبلد الشاب والفتاة.

 

* لماذا تحرص على إحاطة ما يتعلق بالفتيات الراغبات، مع أن عمر- رضي الله عنه- لم يجد غضاضةً في أن يعرض ابنته حفصة- رضي الله عنها- للزواج على كل من أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما؟

** ليس عيبًا أن يسعى الأب لتزويج ابنته لصاحب خلق ودين، ولكنَّ العيبَ أن تَعرض الفتاة نفسَها على من ترغب الزواج منه بطريقة غير شرعية، والاحتجاج بخديجة- رضي الله عنها- غير مناسب؛ لأنها خديجة وعرضت الزواج على رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم- وليس من البشر الآن من يستطيع الوصول إلى مرتبته صلى الله عليه وسلم، ونحن نجد في زماننا هذا شبابًا يضحكون على الفتيات تحت زعم الزواج، ثم بعد أن ينال منها ما يريد يتركها تواجه مصيرها السيئ وحدها.

 

بيت عرسان

* ما هي قصة برنامج "بيت عرسان" والهدف منه؟

** الهدف من البرنامج تثقيف الشباب وأسرهم بالطرق السليمة والتي تتفق مع تعاليم الإسلام للتعامل بين الزوج وزوجته وبين الأبناء والوالدين للوصول إلى الأسرة السعيدة التي تحقق مقاصد الشرع من الزواج.

 

ويتم بث البرنامج على الهواء مباشرةً من أحد القصور الفخمة بطريق مصر الإسكندرية الصحراوي، الذي سيتم فيه تصوير البرنامج الذي تتضمن فكرته استضافة 12 شابًّا من مختلف البلدان العربية لمدة ثمانية أسابيع، ويحاول الشباب تقديم صورة واقعية لما يمرون به من مشكلاتٍ تتعلق بالأسرة وتحمُّل المسئولية، من خلال الواقع الذي يعيشونه، ثم يتم مساعدتهم في تجاوز هذه المشكلات، بواسطة خبراء متخصصين في الدين والاجتماع والصحة والطبخ والرياضة، وذلك وفق خطة إعداد هادفة تمزج ما بين التثقيف والترفيه.

 

وخلال بث البرنامج سيتم فتح خط مباشر بين المتسابقين والجمهور للتعليق والمشاركة، ولتحديد استمرارية المتسابق من عدمه؛ حتى يتم في النهاية اختيار فارس الأحلام الذي سيُطلَق عليه (فارس بيت عرسان)، ويشرف على البرنامج نخبةٌ منتقاةٌ من الإعلاميين وعلماء الاجتماع والنفس من مختلف الأقطار العربية، وقامت بإعداد حلقاته ومراحله مجموعةٌ متميزةٌ من المُعدِّين العرب المحترفين، ولديهم مهنيةٌ عاليةٌ وخبرةٌ كبيرةٌ في تنفيذ البرامج الشبابية المشوِّقة.

 

وستبدأ مراحل التنافس بين المتسابقين بعد مرور ثلاثة أسابيع من انطلاق البرنامج؛ حيث سيبدأ العمل بنظام تصويت المشاهدين عبر رسائل sms من خلال التصويت، ويتحدد بقاء المتسابق أو خروجه وفق مشاركته وصفاته الشخصية وتعاونه مع زملائه، وقد تم رصد جوائز قيّمة للفائز الأول تصل إلى نصف مليون ريال، إلى جانب جوائز عينية مقدمة من بعض الشخصيات البارزة في الخليج.