بسم الله الرحمن الرحيم

في فجر يوم الأحد الماضي نفَّذت المقاومة الفلسطينية عمليةً نوعيةً استهدفت موقعًا عسكريًّا صهيونيًّا، وأسفرت عن مقتل جنديَّيْن واختفاء ثالث.

 

وقد جُنَّ جنون المؤسسة العسكرية الصهيونية، وأطلق قادةُ الصهاينة التصريحاتِ التي تهدِّد باجتياح القطاع، وتمَّ حشدُ القواتِ العسكرية الضخمة؛ استعدادًا لتنفيذ ذلك الاجتياح.

 

وإزاء التهديدات الصهيونية والخطر الماحق الذي يوشك أن يدهمَ إخوانَنا الفلسطينيين الذين يعانون من ويلاتِ الحصار المفروضِ عليهم ظلمًا وعدوانًا من المهم أن نشيرَ إلى عددٍ من الأمور:

 

1- إن العملية استهدفت موقعًا عسكريًّا به عسكريون، ولم يكن بينهم أحدٌ من المدنيين، وهي عمليةُ مقاومةٍ مشروعة ضدَّ جيش يحتل الأراضي الفلسطينية، ويرفض الجلاء عنها، كما أن الجندي المختفي ينطبق عليه وضعُ أسيرِ الحرب.

 

2- جاءت العملية ردًّا على سلسلة الاعتداءات الصهيونية التي لم تتوقفْ عن قطاع غزة، وفي وقت صرَّح فيه رئيس الوزراء الصهيوني بأن الهجماتِ على القطاع لن تتوقَّفَ رغم سقوطِ ضحايا مدنيين.

 

3- لا يتصوَّر الصهاينة ولا يتصوَّر العالم أن الشعب الفلسطيني سيركن إلى الاستسلام والكفِّ عن مواجهةِ العدوان، مهما كلَّفه الصمودُ من تضحياتٍ، فالشعبُ الفلسطيني مصمِّمٌ على نوالِ حقِّه في الحرية والاستقلال كبقيةِ الشعوب، والشعوب العربية والإسلامية تقف من ورائه تؤيِّده وتدعم حقَّه الشرعي.

 

4- كما ينبغي للعالم أجمع ألا يترك الصهاينة يكررون عربدتهم في الأراضي الفلسطينية، كما حدث عند اجتياح سجن أريحا؛ حيث أسرت القوات الصهيونية عددًا من السجناء الفلسطينيين بعد انسحاب مخزٍ ومدبرٍ من المراقبين الأوروبيين والأمريكيين، ولا يزال هؤلاء الأسرى لدى جيش الاحتلال الصهيوني، ومع ذلك لم تلقَ تلك الجريمة ما تستحقه من الإدانة.

 

5- إن التهديداتِ الصهيونيةَ باجتياح قطاع غزة تُثبت بما لا يدع مجالاً للشكِّ أن اتفاقاتِ أوسلو لم تمنح الفلسطينيين الحقَّ في إقامةِ دولةٍ مستقلة، فالصهاينة يحتفظون بحقِّ اجتياح الأراضي الفلسطينية والعدوان على الشعب الفلسطيني في أي وقت يرونه وتحت أي حجة يتذرَّعون بها.

 

6- إن أيَّ عدوان على قطاع غزة يمثل تهديدًا للأمن القومي المصري، ومن ثم ينبغي على مصر بذلُ كلِّ جهدٍ، واستخدامُ كلِّ وسائلِ الردع المتاحة لديها لمنع وقوع هذا الاجتياح.

 

إن الإخوان المسلمين يهيبون بالشعوبِ العربيةِ والإسلاميةِ ومنظماتِ ومؤسساتِ المجتمع المدني ويهيبون بشعوب العالم وبكلِّ أحرار العالم أن يعلنوا رفضَهم وغضبتَهم لأي محاولةٍ صهيونيةٍ لاجتياح قطاع غزة سيكون ضحاياها المدنيين من الفلسطينيين، وستزيد الوضعَ المأساويَّ هناك تدهورًا، كما يدعون لاعتبار يوم الجمعة القادم 5 من جمادى الآخرة 1427هـ الموافق 30 يونيو 2006م موعدًا للتضامن مع الشعب الفلسطيني ولإظهارِ الغضبِ على الغطرسةِ والعدوان الصهيونيَّيْن.

 

كما يدعون في الوقت نفسه مختطفي الجندي الصهيوني إلى اعتباره أسيرَ حربٍ يعامَل معاملةً إنسانيةً، وفقًا لما يفرضه الإسلام والمعاهدات الدولية، ويجري تبادلُه مقابل إفراج الصهاينة عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وخاصةً النساء والأطفال.

محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين
القاهرة في: 2 من جمادى الآخرة 1427هـ= الموافق 27 من يونيو 2006م