كتب- مروة مسعد

ننتظر جميعًا- أبناءً وآباءً- الإجازة الصيفية لنستريح من عناءِ عامٍ دراسي محتشد بمواعيدِ المدارس والدروس والمذاكرة والامتحانات لنجدد نشاطنا بمزيدٍ من الحريةِ والترفيه والتدريبِ على مجالاتٍ جديدةٍ غير دراسية.

 

أصحاب التجارب والخبراء والمتخصصون ينصحون بالتخطيط للإجازة لتحقيق الاستفادة القصوى من وقتها الذي لو لم تتم الاستفادة منه لكان المردود سيئًا.

 

تقول فاطمة محمد (ربة منزل): يجب أن نخطط لكل شيء في حياتنا؛ حتى لا يضيع وقتنا بلا فائدة، ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ"، فعلى المسلم أن يضع هذا الحديث نصب عينيه، فأنا دائمًا أجمع أسرتي قبل امتحانات نهاية العام ونضع برنامجًا للإجازة وأقوم بوضعه في هذا الوقت تحديدًا ليكون حافزًا لهم ودافعًا للمذاكرة، وتكون هذه الخطة بمثابةِ برنامجٍ أسبوعي أقوم بوضعه أنا والوالد والأبناء، ويكون بالمشاركةِ والاتفاق لا الإجبار على رأي معين دون أن يكونوا مقتنعين، وبذلك أُعلمهم حرية الرأي والمشاركة والاعتماد على النفسِ في اتخاذِ القرار، فالأولاد ينتظرون الإجازة؛ لأنها هي المحطة ليمارسوا هواياتهم، فابني الصغير حباه الله بموهبةِ الاكتشاف؛ لأنه كان يُحب تفكيك اللعب ويجمعها، ومن هنا بدأت عنده موهبة الاكتشاف؛ ولذلك سألحقه ببعضِ مراكز الاستكشاف العلمية.

 

وتقول خديجة حسن (ربة منزل): الإجازة مع أُسرتي تختلف بعض الشيء، عندما تنتهي امتحانات الأولاد نقوم أولاً برحلةٍ ربانيةٍ إلى المدنيةِ المنورة ومكة المكرمة ونمكث فيها بعض الأيام لنبدأ الإجازة بقربٍ وصلةٍ مع الله عز وجل، وبعد عودتنا نضع برنامجًا، ويكون هذا البرنامج يوميًّا، فنحدد ماذا نفعل كل يومٍ، بالإضافة إلى بعضِ الأشياء الثابتة، وهي الورد القرآني والأذكار وقراءة الصحف؛ وذلك بعد صلاة الفجر، وبفضل الله أولادي يحفظون القرآن الكريم كاملاً منذ الصغر، فكان دور الوالد تحفيظ الأولاد في بدايةِ اليوم وأنا أسمِّع لهم في نهايةِ اليوم، فكنا نقوم بحفلاتِ تشجيعيه لهم لمواصلة الحفظ.

 

 

وتضيف: إننا نحرص على ممارسةِ الرياضة في الإجازة؛ حتى نكون أقوياء الجسم أصحَّاء البدن، وكان والدهم أيضًا يُرسلهم لمَن يعلِّمهم بعضَ الحِرَف في السباكةِ والكهرباء؛ حتى يعلمهم الاعتماد على النفسِ ويكونوا قادرين على الكسبِ بجانب تعليمهم الأساسي، أما عن البنات فكنتُ أُشركهم في كل شيء داخل المنزل وخارجه، وكنت أُعطي لنفسي إجازةً في الصيفِ وكنَّا نقوم معًا بعمل كل شيء من ترتيبِ المنزل وإعدادِ الطعام، مع الإرشاداتِ والتوجيهاتِ من جانبي، أما دوري معهم خارج المنزل فكنت أُلحقهن بمراكزِ الطهي والخياطة حتى أصبحن الآن يعتمدن على أنفسهن في هذه الأشياء كبدايةٍ، لتكون كل واحدة منهن زوجةً ناجحةً في بيتها.

ومن برنامجنا أيضًا نقوم بعمل زياراتٍ للأقارب والجيران، وأقول لكل شابٍ وفتاةٍ وقتك في تناقصٍ مستمرٍ فاستغله بما هو مفيدٌ؛ لأنك مسئول عنه أمام ربك، وأقول لكل أم وأب املأوا فراغ أولادكم بما هو نافعٌ ومفيدٌ؛ لأن الله سيحاسبكم عليهم.

 

وتوضح: نحن في أسرتنا عندما نجتمع للتخطيط للإجازة الصيفية نسترجع ما لم ننجزه في الإجازةِ السابقة ونضعه في مقدمةِ ما سنقومِ به في الإجازة الحالية، مثل تكملة الدورات في مجال الكمبيوتر واللغات، ونضع ميزانيةَ الصيف ونجعل لكل فردٍ في الأسرة يومًا يكون مسئولاً عنها في هذا اليوم حتى نُدرِّبهم على تحمُّل المسئولية وتقليل الاستهلاك في الكماليات.

 

ويتنوع برنامح الإجازة في رحلاتٍ سياحيةٍ وترفيهيةٍ وعلميةٍ، بالإضافةِ إلى زيارة دور الأيتام وتقديم المعونة لهم، ونجعل أولادنا هم الذين يتقدمون بهذا العمل لينشأوا على حبِّ الخيرِ والعطاء لكل الناس.

 

الاستفادة أو الضياع