مؤامرة واضحة، يستكمل بها الصهاينة مخططهم للتوسع فى حدود كيانهم الحرام، وتحقيق حلمهم الديني: "أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل".. أقصد ذلك الفيديو الذى تم بثه مساء الأحد ويذبح فيه عشرون قبطيًا على يد ملثمين يتحدث قائدهم الذى يبدو غير عربى الإنجليزية الأوروبية كما يتحدث بها أهلها.

لقد نجح اليهود فى تدمير أكبر الجيوش العربية، ونشروا الفوضى ولغة الدم فى معظم بلاد الطوق، أو الأخرى التى تشتم منها رائحة التيار الإسلامى، ولم يبق أمامهم سوى مصر وجيشها، وها هم ينجحون فى استدراج ذلك الجيش إلى مستنقع دموى ما له من قرار.

يسير بنا العسكر نحو الموت، تقودهم أمريكا ويصفق لهم -تشجيعًا وتحميسًا- باقى دول الغرب؛ من أجل تحويل مصر كما سوريا والعراق واليمن والصومال، فإذا ما اكتمل (السيناريو) فأضف إلى الدول السابقة -لا سمح الله- مصر وليبيا.

لم يثبت أحد أن الشريط المبثوث وقعت تفاصيله فى ليبيا، كما لم يثبت أحد أن هناك ما يُعرف بداعش فى الدولة الشقيقة، إلا الذين بثوا هذا الفيديو؛ كى يصلوا إلى النتيجة التى وصل الانقلابيون إليها. ليسأل المتشككون أنفسهم: لِمَ لم يقع هذا الأمر فى غرب ليبيا ووقع فى شرقها؟، وكيف تم تجهيز الطيران المصرى بهذه السرعة وقد تعرّف على مواقع الإرهابيين، وحدد مخازن أسلحتهم والجهات التى يسكنونها -إلا إذا كانت هناك نية مبيتة للتدخل فى ليبيا، وضرب مواقع بعينها، ما يلزم وجود مبرر للتدخل، وليكن التضحية بعشرين نفسًا بريئة تكون مسوغًا لدك أحياء المدنيين وقتل أطفال فى عمر الزهور.
لن أشكك فى الفيلم، الذى لا يتردد طفل في أن مخرجيه خبراء كبار فى مجال التأثير العاطفى على نوعيات شعوبنا التى لا تعرف فى مثل هذه المواقف عن لغة العقل شيئًا.. ولكنى أتحدث كأنه حقيقة فأقول: إذا كنتم تعرفون الأماكن التى يئوى إليها هؤلاء القتلة وقد وجهتم طائراتكم لدكها؛ فلم لم تحرروا الأسرى قبل وقوع القتل؟!، وأين (خلية الخارجية) التى انعقدت لحل الأزمة؟، وأين المفاوضات مع الخاطفين كالتى تجرى فى مثل هذه الحالات؟ 

لقد أكدت (فجر ليبيا) -قبل الحادثة- وهى التى تسيطر على 90% من الأراضى الليبية وتدير شئون الدولة وتمثل خيار الشعب الليبى أنه لا يوجد فى الأراضى الخاضعة لها ما يعرف بداعش، وأنها -أى فجر ليبيا- لا تقبل ولا تسمح لغيرها بممارسة مثل هذه التهديدات على أراض ليبية، فأين يكمن السر فيما جرى للضحايا المصريين؟! 

الأمر واضح، كشفه الفضاء الإعلامى الذى لم يعد من السهل السيطرة عليه.. هذا الفيديو تمت صناعته بأيدى أجهزة مخابرات غربية صهيونية، ربما على الجزء الشرقى الذى يسيطر عليه حفتر ذنب الانقلابيين في البلد الشقيق، وقد تم تسويقه بهذه الفظاعة ليكون مبررًا للتدخل العالمى للسيطرة على مصادر النفط الليبى، واستخدام الجيش المصرى ليكون طليعة فى هذه المهمة التى لن تكون نزهة بالمرة -فإذا ما تحقق للغربيين ما أرادوا من تأمين مصالحهم، يبدأ الصهاينة فى تنفيذ مخططهم التلمودى، باستهداف مصر التى يكون جيشها قد أنهك كجيشى سوريا أو العراق، فلا تجد صعوبة فى التمدد شرقًا وغربًا، فإن الطريق إلى سوريا والعراق ممهدة الآن لليهود دون مقاومة، أما غربًا إلى مصر فالسيناريو الجديد كفيل بتمهيدها، وإخضاع شعوب المنطقة -التى تصير مهيضة الجناح لا حول لها ولا قوة- للكيان الغاصب الذى بقى وحيدًا محتفظًا بقوته وسلاحه. 

إننا ندق ناقوس الخطر، ونخاطب أصحاب الضمائر التى لم تمت بعد، أن يجنبوا البلاد والعباد هذه الفتنة المدمرة، وأن يحفظوا جيش مصر، وأبناءها وأبناء الشعب الليبى الشقيق من الانزلاق فى هذه الجحيم أو اتباع الغرب الصليبى الحاقد الذى لا يمل من إشعال الحروب ضد المسلمين، إذ بعدما خسر فى مواجهاته المباشرة معنا، صار يوقع العداوة بين الأشقاء، ويصنع التارات بين المسلمين، فيكون القاتل مسلمًا والمقتول مسلمًا كذلك، أما هو فيجمع السلب ويحصد الغنيمة. 

إننا نؤكد أن هناك عملاء يدركون حجم المخطط وينفذونه طائعين، لمصالح تافهة وخشية أن تدور عليهم الدائرة.. لكننا نؤكد كذلك أن هناك وطنيين ذوى انتماء، وهؤلاء هم الذين نعول عليهم فى رفض الانجرار إلى هذا الجحيم الذى لن ينجو منه أحد..

نسأل الله السلامة.