شككت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية و"جارديان" البريطانية في المشروع المقترح لإقامة عاصمة جديدة لمصر بدءا من الصفر.

 

ونشرت "واشنطن بوست" مقالا لـ"إسحان ثرور" وصف فيه الخطة بأنها غريبة للتخلي عن العاصمة القاهرة مقابل بناء عاصمة أخرى بتكلفة 45 مليار دولار.

 

وذكرت الصحيفة أن الدول تقيم عواصم جديد لطي صفحة الماضي من الانقسام أو الاحتلال وهناك من يبنيها كذلك من أجل تخفيف الزحام.

 

وأضافت أنه لا توجد ضمانة لأي نجاح قريب لهذا المشروع في مصر.

 

وفي تحقيق أجراه "باتريك كينجسلي" شككت صحيفة "جارديان" البريطانية في نجاح المشروع الضخم نظرا لحجم المدينة الجديدة التي ستصبح عاصمة بدلا من القاهرة والفترة الزمنية القصيرة المقرر الانتهاء من المشروع خلالها.

 

وذكرت أن عاصمة مصر تغيرت 24 مرة خلال 5 آلاف سنة من تاريخها لكن القاهرة ظلت منذ حكم الفاطميين عام 969م عاصمة للبلاد.

 

واعتبرت الصحيفة أن الحجم الضخم للمشروع يتحدى الثوابت التاريخية المتعارف عليها، فالمدينة التي لا يعرف لها اسم بعد من المفترض أن تبنى على مساحة 700 كيلومتر مربع وهي مساحة تجعلها بذلك أكبر من سنغافورة ومع ذلك من المفترض أن ينتهى من إقامتها في غضون 5-7 سنوات، حيث ستضم 1.1 مليون وحدة سكنية بها 5 مليون مواطن.

 

وأشارت إلى أنه بالنظر إلى عدد السكان المستهدف فإنها ستصبح أكبر عاصمة مقترحة في التاريخ البشري، وهي بذلك تستهدف عدد سكان في حجم إسلام أباد وبرازيليا وكانبرا مجتمعين.

 

ونقلت عن "برينت تودريان" كبير المخططين السابقين لـ"فانكوفر" أنه وفقا للسجلات التاريخية والعالمية، فإن محاولة بناء مدينة جديدة من الصفر مغامرة ضخمةخاصة أن الإطار الزمني المستهدف لبناء العاصمة الجديدة فيه لا يمكن تصديقه، وإذا بنيت بالفعل في هذه الفترة الزمنية القصيرة فستصبح مدينة أشباح.

 

وكشفت الصحيفة عن مفاجأة وهي أن مدينة مصدر الإماراتية الجديدة التي أنشأها "سلطان الجابر" الوزير الإماراتي المسئول عن الاستثمار في مصر كان من المفترض أن تضم 50 ألف شخص لكنها في الحقيقة لم تجذب سوى مئات قليلة.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن مصر بنت 22 مدينة جديدة ومن بينهم مدن يعود تاريخ بنائها إلى أكثر من 30 عاما ومع ذلك لم تتمكن تلك المدن مجتمعة إلا من جذب ما يزيد عن مليون شخص بقليل وبها الآلاف من المنازل الخاوية.

 

وضربت الصحيفة مثلا بمدينة القاهرة الجديدة التي استهدف أن تجذب بعضة ملايين من السكان ولكن بعد مرور 15 عاما على إقامتها لم تتمكن سوى من جذب مئات آلاف قليلة من السكان.