رصدت  مجلة "إيكونوميست" البريطانية فشل مشروعات حكم العسكر السابقة في مصر مؤكدة ان  الاعلان عن انفاق نحو 45 مليار دولار لإنشاء عاصمة جديدة يسير في نفس طريق الفشل .


وقالت : إن هناك إشارات على أن قائد الانقلاب السفاح لا يتعلم من أخطاء قادة مصر السابقين، الذين اعتمدوا على مشاريع ضخمة لحل مشكلات مصر الاقتصادية والسكانية والتي جاءت في النهاية بنتائج كارثية.


وأشارت إلى أن صحراء مصر بها عدد كبير من المدن غير المستغلة عمليا والتي أنشئت بقرارات رئاسية .


وأبرزت المجلة مشروع توشكى في الصحراء الغربية الذي أطلقه الرئيس المخلوع حسني مبارك لإنشاء وادي جديد باستغلال مياه بحيرة ناصر ، إلا أن منطقة المشروع مازالت في أغلبها حتى الآن صحراء بسبب سوء التخطيط وافتقار القيادة إلى الكفاءة ومع ذلك يسعى السيسي لإعادة إحياء المشروع وصب الأموال في مدن أخرى سيئة التخطيط.


وتحدثت المجلة عن تولي الجيش مسؤولية وضع أجندة بعض المشاريع، مشيرة إلى إبرامه اتفاق مع "أرابتك" الإماراتية لبناء مليون وحدة سكنية منخفضة التكلفة، إلا أن المشروع توقف للافتقار إلى التمويل الذي من شأنه أن يتسبب في مشاكل لمشاريع أخرى (على الرغم من أن تمويل المشروع قد يبدأ قريبا).


وأضافت أن مصر تحتاج إلى إسكان رخيص لكن بناء مثل هذه المساكن لن يكون مربحا، وأشارت إلى أن مشروع بناء مليون وحدة سكنية في العاصمة المقترحة الجديدة لا يعرف بعد تكلفته أو الجهة التي ستموله.


واعتبرت المجلة أن القلق الأكبر من المشاريع الضخمة يتمثل في أنها ستصرف الحكومة عن الإصلاحات الهيكلية الواسعة، في وقت تمثل فيه البيروقراطية المتضخمة غير المتمتعة بالكفاءة بؤسا وشقاءا للشركات.


وأضافت أن تلك البيروقراطية تأكل نصيبا كبيرا من الميزانية التي كان من المفترض أن تذهب للتعليم والصحة والأبحاث، فمصر تأتي في النرتبة 119 في مؤشر التنافسية العالمية وفقا للمنتدى الاقتصادي العالمي.


وحذرت من أن المشاريع العملاقة في مصر ستخدم بشكل رئيسي الشركات الكبرى المهيمنة في البلاد والشركات الخليجية التي تتبع استثمارات بلادهم، في حين أن معظم الشركات الصغيرة والمتوسطة ستترك على الهامش على الرغم من أن حصتها هي الأكبر من حيث تشغيل العمالة وهذه الشركات لا تحظى سوى بالقليل من الدعم الحكومي.


وأضافت أن خطط بناء العاصمة الجديدة لمصر ستضع السيسي في العناوين الرئيسية للأخبار لكنها في المقابل لن تخدم الشعب المصري مقارنة بدعم المشاريع الأخرى التي تدعمها الشركات الصغيرة والمتوسطة.


http://www.economist.com/news/middle-east-and-africa/21646806-another-egyptian-leader-falls-false-promise-grand-projects-thinking-big