بقلم : علاء فهمى
كل يوم فكرة جديدة وكلها تصبّ في التخلّص من التنظيم ، مع تغيير العناوين ، لكن الهدف في كل المحاولات واحد ويؤدي إلى هذه النتيجة ، مهما تزيّن بزخرف القول ..
يتميّز من يبدأ فيها أنه من المغمورين ، حتى يحرّك المياه الراكدة لمن يصطاد وراءه ، ولا يكشف أحدًا ، ولو حدثت مشكلة : "فعيِّل وغلط" ، وليس له صفة تنظيمية !! ..
ويتميّز كذلك بأن صفحات النظام وقنواته تنقل كلامه وتفرد له الصفحات !!
لا يسأله أحد : من أنت ؟ وما موقعك ؟ ولماذا احتفاؤهم بك ؟ لأن الدنيا "هايصة" والصيد في المياه العكرة ميسر ، والنيران الصديقة مستعدة للمعاونة والتغطية ، وتصفية الحسابات القديمة ، وحرية النقد متاحة للجميع ، ولا يراجعه أحد في أي ألفاظ خارجة أن هذه ليست أخلاق الإسلام ؛ خوفًا من سلاطة اللسان وبذاءة الردود ، أو الاتهام بأنه يعمل لحساب جهة معينة ..
حتى إن بعض المشاركات يعرف صاحبها أنها خطأ ولكنها تقوم بتجهيز الجو المطلوب، وتستدعي ردود الأفعال لتدرس ، أو تكون مهيئة لمثل هذه الأخبار ، لتتحدد الخطوة القادمة المهيئة للإجهاز ..
وكأنه أمر أبرم بليل !! وفينا سماعون لهم ..
ولا مانع من اختيار ألفاظ ضخمة وسمينة مثل : التنظيم صنم يعبد من دون الله ، أو ما شابه ذلك من انشطار محمود ، ومظلة تتسع للجميع ، وإطار فكري تندرج تحته كل التنظيمات ، وتحرر من القيود التنظيمية التي تخشاها السلطات ، وإطلاق للطاقات خارج التنظيم الكابت لها ، واستيعاب كل الصالحين بطريقة أو بأخرى ، وإسقاط هيمنة الحرس القديم ، أو أن التنظيم ليس صكا لدخول الجنة ..
وإن فشلت هذه الوسائل فهناك ما يؤدي لنفس الغرض : من التشكيك في كل الموجودين داخل البلاد وخارجها ، وتسفيه الأعمال المختلفة ، وتوزيع اتهامات العمالة والخيانة والصفقات ، وتهم الاستسلام وبيع الثورة والتضحية بالمعتقلين ، أو السرقة والكذب والتدليس ؛ المهم إسقاط الهيبة والتشجيع على الخروج من التنظيم وقيوده ، بما يخدم خططا تستهدفه ، وترغب في التخلص منه ..
وإن لم تنجح هذه الاتهامات في تحقيق الغرض فنشر المعلومات والأسماء من أقلام مستعارة ، وكأن الأمر "تسليم أهالي" لمن يخالف ، فإن لم ينجح هذا فالدعوة للتمرّد وعدم الالتزام ..
ثم تكرار ذلك ، والتبديل بين الوسائل ، والتقديم والتأخير ، بلا يأس أو استسلام للفشل ..
وسبق أن علمنا وتعلمنا من أساليب الغزو : التشكيك والاحتواء والتصفية ..
قد تكون بعض المشاركات بحسن نية ، أو حرص زائد ، أو فهم خاطئ ، أو فهم مخالف ، أو تنفيس بسبب أو بآخر ، ولكن النتيجة واحدة تصب نحو الهدف المحدد ..
لنكرِّر السؤال الذي يبحث عن إجابة : هل كل هذا مصادفة تفكير خارج الصندوق ؟ أم اختراق موجه ؟!!!
اللهم من أراد بالصف سوء فأبطلْ كيده ، وردّ سهمه في نحره ، وافضحْه في العالمين كائنًا من كان ..
"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون" ..
"فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين" ..