سيسقط السيسي وفي سقوطه لن يقتتل مصريان اثنان..

لو كان السيسي قد سقط مبكرا لكانت حرب أهليةأشرسة بين رافضيه ومؤيديه.

انظر إلى الملايين الذين كانوا يصدقون أنه الزعيم المخلص الملهم.. كشف الله دجله وسحره بمشروعاته الفنكوش ووعوده الزائفة، وانظر منحنى التأييد المتساقط كأنه الحجر للهاوية منذ التفويض حتى البرلمان، مرورا بانتخابات الرياسة المزعومة والدستور، حتى إنه لم يفكر لحظة في استنساخ حشد التفويض بعد ان فضح الله ستره.
 
حكمة الله وإرادته بالخير لمصر الكنانة تتجلى في تأخير السقوط السيساوي، حتى يتبين لكل المصريين بل والعرب، الخيط الأبيض من الخيط الأسود في أمر الزعيم الوهمي الفاشل المستبد القاتل.
 
نعم.. سنجلس يوما ونقر جميعا بأن فضل الله تجلى على مصر في أشياء ثلاثة:
 
أولها: الانقلاب العسكري نفسه.. فلولاه لكنا بنينا بنياننا على شفا جرف هارٍ يوشك أن ينهار ليوقع بنا في  بئر ماله قرار.. ما كنا لنخرج منه أبداً
 
أما بالانقلاب (المحنة) فقد كانت (المنحة) في تمايز صفوف الثورة من دجاليها و جسحرتها وعرافيها وأفاقيها وأفاكيها ومنافقيها.
 
الانقلاب كان النار التي صقلت الذهب بعد أن أزالت عنه الخبث والتي قوّت عود الحديد بعد ان انصهر فانصرف عنه الصدأ.
 
ثانيها: تلك المقولة التي سيخلدها التاريخ، تاريخ الإسلام والعروبة ومصر لعصرنا هذا (سلميتنا أقوى من الرصاص) فلولا رحمة الله التي نزلت على قلوب عباده المعذبين بسياط الجلاد.. المقتول فلذات أكبادهم برصاص السفاح.. المذبوحة أوردتهم بسكين القتلة والمجرمين.. لولا رحمة الله على هؤلاء إذ أنزل  على قلوبهم السكينة ..فعلموا أن في موتهم طريقا لرضوان الله وأحاط نفوسهم بالرضا ..فتيقنوا أن ما هم فيه وأهلوهم ورفاقهم إنما هو حال كل عصر عاش فيه الذين آمنوا وتواصوا بالحق و تواصوا بالصبر.
 
فهانت عليهم دنياهم ..ورضوا ان يشروها بالآخرة حتى و لو كان الثمن آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أو أموال اقترفوها أو تجارة كانوا يخشون كسادها .. فكان الله و رسوله أحب إليهم من كل ذاك .. فكانت النتيجة الايمانية الغالية.. (سلميتنا أقوى من الرصاص) ولولاها - بفضل الله - لكانت مصر محرقة ما لمثلها ذكر في التاريخ.
 
ثالثها: هو تأخر سقوط الانقلاب..
 
برغم الجهد الجهيد ..والسعى الحثيث ..و الدماء التى قدمت بين يدى الحق و الشرعية ..و الرقاب التى شنقت على باب الحرية ..و الأجساد المعذبة فى سجون القهر و الاستبداد، حاول الجميع فى معسكر رفض الانقلاب بما اسطاعوا لذلك سبيلا ..أصابوا و أخطأوا ..و قاموا و انتكسوا.
 
لكنهم ما زالوا صامدين مكملين بعون الله، و فى هذا حكمة بالغة ستظهر يوماً كما قلت لكم سيزول السفاح و يسقط لكن بدلا من سقوطه فى أول الانقلاب فيقتتل فيه المعسكران، وتكون حربا اهلية شرسة أعطاه الله الحبل ليشنق نفسه به بعد ان انفض عنه الناس أفواجا كما اجتمعوا حوله - مخدوعين أفواجا.
 
نعم.. سيسقط السفاح سقوطاً سنعجب فيه جميعا من نهايته، لكن الفرق هو انه فى لحظة السقوط المتأخرة هذه سينتهى أمره بشكل ما توقعه أحد.