أكد الدكتور طلعت فهمي المتحدث الاعلامي باسم جماعة الاخوان المسلمين أن وحدة الصف هي واجب الوقت الآن وليس الإيديولوجيا، وأن على الجميع تقديم تنازلات لتوحيد الصف وإسقاط حكم العسكر، موضحًا أن الجميع الآن استوعب مؤامرة العسكر على أول تجربة مدنية للحكم في مصر والشعب يتقدم الآن في الوعي مما يفتح الطريق لرحيل حكم العسكر وعودة الديمقراطية والحكم المدني.

جاء ذلك في حديث أدلى به الدكتور طلعت فهمي إلى الإعلامي معتز مطر في برنامجه على قناة الشرق؛ أوضح فيه أن الجماعة تعمل على الصعد كافة في وقت واحد، ولا يقتصر عملها على مجال واحد؛ فهي تعمل بالتربية والدعوة ورعاية أسر الشهداء والمعتقلين ورفع الروح المعنوية للصف، ومن ذلك المؤتمر الذي نظمته الجماعة في إسطنبول بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيسها.

وقال: إن المؤتمر كان يختص بذكرى تأسيس الجماعة التي هي ليست في مصر وحدها وإنما في أكثر من ثمانين دولة، وقد شارك في المؤتمر عدد كبير من القيادات الدعوية والعلماء وأفراد الجماعة من مختلف الدول العربية والإسلامية، يتقدمهم الأستاذ إبراهيم منير، نائب المرشد العام، والدكتور محمود حسين، الأمين العام، ومستشار رئيس الجمهورية التركي، والدكتور همام سعيد، المراقب العام السابق للإخوان المسلمين بالأردن، والدكتور محمد حكمت وليد، المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بسورية، وخالد مشعل الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس.

وأضاف: فإذا كان إخوان مصر يتعرضون لأزمة كبرى فإن كثيرًا من الإخوان المسلمين في العالم ليسوا كذلك، كما أن هذا اللقاء يرفع المعنويات ويؤكد أن الجماعة قائمة مهما تعرضت للظلم والطغيان وأنها متمسكة بمبادئها ونهجها الإسلامي الوسطي.

وأشار في هذا الصدد إلى توصيات فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين ـ فك الله أسره ـ بأن نعلن اسم الإخوان في كل مكان وأن نتحدى محاولات التعتيم على الجماعة.

واستدل على ذلك من السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي بضرورة إظهار القوة أمام العدو الذي يريد أن يشمت بنا، وعندما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة استقبله المسلمون بالأناشيد.

وشدد على أن الجماعة تقوم بدورها على مستوى العالم ولم تأسرها اللحظة ولم تنكسر أمام الضغوط.

وأشار إلى دور الجماعة في تحرير مصر من الاحتلال البريطاني ودورها في حرب فلسطين ولم يتم إعلان الكيان الصهيوني إلا بعد اغتيال الإمام الشهيد حسن البنا، كما أن الاستبداد الحاكم في مصر وقتها اعتقل الأبطال المجاهدين بعد عودتهم من الميدان.

وحول رفض الإخوان المسلمين رفع السلاح في وجه الحكم الناصري رغم ما طالهم من أذى وتعذيب واضطهاد؛ أكد الدكتور طلعت فهمي أن هذا يثبت سلمية دعوة الإخوان، موضحًا أنه لو حدث اقتتال داخلي في مصر وقتها ما كانت القوات البريطانية لتخرج من مصر؛ ما يكشف عن تضحيات الإخوان في سبيل الوطن ومثل ذلك ما فعله فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد العام ـ فك الله أسره ـ عندما أعلنها صريحة واضحة في الميدان : "سلميتنا أقوى من الرصاص" فكانت ميثاقا لسلمية مواجهة الانقلاب العسكري رغم ما لحق بالإخوان جراء الانقلاب.

وردًا على سؤال حول تكرار سجن الإخوان واضطهادهم في العصور المختلفة وتطور ذلك إلى الإعدام والمطاردات، قال الدكتور طلعت فهمي: إن التضحيات لا بد منها في طريق الدعوة، وأشار في هذا الصدد إلى موقف الرئيس الصامد الدكتور محمد مرسي اليوم، وماذا لو كان استجاب لما طلبوه منه، متسائلاً: أين نتوقع أن يكون الأن؟ موضحًا أنه لو استجاب لإملاءات عصابة الانقلاب لكان خارج سجونهم الآن لكنه آثر أن يضحي، ويضرب المثل في الحفاظ على إرادة الشعب والصمود أمام خيانة عصابة الانقلاب التي يئست من استجابته لمطالبها.

وأضاف: إن ما يجري في مصر الأن تقف وراءه قوى عالمية لتهجير أهالي سيناء والتنازل عن سيادة مصر ومقدراتها وخيراتها لصالح دول وقوى أخرى، ولو كان في حكم مصر رئيس منتخب ما حدث كل ذلك الذي يهدد مستقبل الأجيال القادمة.

وأكد أن جماعة الإخوان المسلمين أسست حزب "الحرية والعدالة" لكل المصريين وقررت رعاية الحزب لأربع سنوات لينطلق بعدها بعيدًا عن الجماعة.

وحول سؤال عن انقلاب العسكر في 2013 وكيف لم يتوقعه الإخوان قال الدكتور طلعت فهمي إن المشكلة وقتها لم تكن مع الجيش وإنما كانت مع القوى المعارضة المدنية التي تستدعي الجيش إلى القيام بانقلاب عسكري، وقارن في هذا الصدد بين انقلاب 2013 في مصر ومحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، وكيف وقفت الأحزاب السياسية والمعارضة إلى جانب الشرعية ضد الانقلاب؛ ما أفشل مؤامرة الانقلاب.

وقال: ومع ذلك فإننا لا نبرئ أنفسنا وليس لنا معصومية، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الانقلاب يزداد تأزمًا، وأن الوقت المقبل للشعب لإزاحة الانقلاب، والطريق مفتوح للشعب، خاصة أن مساوئ الانقلاب باتت مكشوفة أمام الداخل والخارج.

وأكد أن الحالة الراهنة في مصر لن تدوم، وسيأتي يوم القصاص العادل من المجرمين.

وحول وحدة الصف الثوري الآن أوضح الدكتور طلعت فهمي أن الوقت ليس وقت الأيديولوجيا وإنما واجب الوحدة وعلى الجميع تقديم تنازلات لتوحيد الصف وإسقاط حكم العسكر.

وأضاف: نحن على طريق الوعي والجميع الآن استوعب مؤامرة العسكر على أول تجربة مدنية للحكم في مصر والشعب يتقدم الآن في الوعي ولا بد من تضحيات حتى يرحل حكم العسكر وتعود الديمقراطية والحكم المدني.