(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (آل عمران   169- 170)
 
اليوم ارتقى شهيدًا الرئيس محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر؛ دفاعًا عن حق الشعب في الحرية والسيادة والحياة الكريمة.. ارتقى شهيدًا في واحدة من المحاكمات الهزلية الباطلة التي لفقوها له؛ لتكون آخر لحظات حياته شاهدةً على صموده وصبره وبطولته في مواجهة الخيانة والغدر، كرمز لأعظم مشروع تحرري من الاستبداد والتبعية.
 
سيبقى الرئيس الشهيد "أيقونة" ثورة يناير المجيدة، وسيذكره التاريخ زعيمًا من أعظم زعماء مصر؛ الذين قدموا أروع صور التضحية والفداء من أجل حرية مصر ونهضتها ونيل استقلالها، كما أنه سيظل واحدًا من أعظم زعماء الأمة الذين ضحَّوا بأرواحهم في سبيل أمتهم، فقد ظل حتى آخر لحظة في حياته ثابتًا على موقفه ومبادئه، ولم يمنح أي شرعية للخونة القتلة؛ الذين اختطفوا الوطن، وباعوا أراضيه، ويهدرون ثرواته ومقدراته، وستظل كلمته الخالدة: "الشرعية ثمنها حياتي.. حياتي أنا" محفورة في التاريخ، ويتردد صداها في سمع الزمان، وتحفظها الأجيال جيلاً بعد جيل، مؤقنين أن الرئيس الشهيد كان - بحق - رجلاً لم يُعط الدنية في حرية بلاده أو وطنيته أو دينه.
 
وجماعة الإخوان المسلمين تحتسب الرئيس محمد مرسي عند الله شهيدًا، وتُحمّل سلطات الانقلاب العسكري الغادر كامل المسئولية عن اغتياله عمدًا، إثر وضعه في زنزانة انفرادية في ظروف بالغة القسوة، وحرمانه من أبسط حقوقه في العلاج والدواء والعرض على الأطباء، وحرمانه من رؤية أسرته أو الالتقاء بمحاميه لفترات طويلة.
 
وإن إعلان الرئيس الشهيد أكثر من مرة خلال المحاكمات الهزلية أن حياته تتعرض للخطر يؤكد ما كان يُبيّته له هؤلاء المجرمون الخونة، كما أن عدم الاكتراث بطلباته وطلبات أسرته ومحاميه المتكررة بضرورة وضعه تحت الملاحظة في مستشفى خاص، وعلى نفقته الخاصة، يؤكد أن ما لحق بالرئيس الشهيد هو جريمة اغتيال بالإهمال الطبي مكتملة الأركان مع سبق الإصرار.
 
ويطالب الإخون المسلمون بفتح تحقيق دولي في هذا الحدث الجلل عن طريق لجنة طبية محترفة غير تابعة لسلطة الانقلاب لبيان السبب الحقيقي للوفاة، والكشف عن هذا التقرير للعالم.
 
كما تطالب جماعة الإخوان العالم أجمع بكل مؤسساته الحقوقية والإنسانية - وفي القلب منها الأمم المتحدة - بالتحرك لوقف جرائم القتل البطيء بالإهمال الطبي التي تمارس بحق الآلاف من المعتقلين المختطفين في سجون الانقلاب.
 
وتدعو الجماعة الأمة الإسلامية جمعاء إلى صلاة الغائب يوم الجمعة القادمة على فقيد الأمة الرئيس الشهيد محمد مرسي، ثم الانطلاق في مظاهرات في كل ميادين العالم وأمام السفارات المصرية ضد سلطات الانقلاب العسكري الفاشي.
 
لقد رحل الرئيس محمد مرسي شهيدًا، ولكن مسيرته النضالية من أجل مصر وشعبها لم تتنه، ولن تتوقف بإذن الله، وسيظل كل أحرار الشعب المصري بل والأمة جمعاء باقين على العهد، حتى تتحرر مصر، وينال الشعب المصري كامل حقوقه في الحرية والاستقلال والكرامة الإنسانية.
 
والله أكبر ولله الحمد 
 
الإخوان المسلمون
 
الإثنين الموافق ١٣ شوال ١٤٤٠ هجريا - ١٧ يونيو ٢٠١٩ ميلاديا