أثار إعلان سلطة الانقلاب العسكري عن قرب افتتاح قصرين رئاسيين جديدين - أحدهما شتوي بالعاصمة الإدارية والآخر صيفي بمدينة العلمين - استنكار المصريين وغضبهم، خاصةً في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه البلاد، مطالبين بوقف بناء هذه القصور وتوجيه هذه الأموال إلى مشروعات تخدم الطبقات الفقيرة وتوفّر فرص عمل للشباب العاطل.

وقال ناشطون ومتابعون: إن هناك نحو 90 قصرًا واستراحة "رئاسية"، ومصر ليست في حاجة إلى بناء قصور جديدة، محذرين من أن استمرار الخائن عبدالفتاح السيسي في انتهاج سياسة البذخ والإنفاق الترفي على ملذاته وشئونه الخاصة سيؤدي إلى مجاعة وإشعال حرب أهلية.

كانت حكومة الانقلاب قد افتتحت الشهر الماضي مقرًّا جديدًا لها بمدينة العلمين الجديدة، ويتم استكمال بناء "قصر رئاسي" هناك، كما أن العاصمة الإدارية تشهد بناء مقر للحكومة الانقلابية و"قصر رئاسي" جديد.

يشار إلى أن بناء القصرين يأتي في وقت تتبع فيه مؤسسة رئاسة الانقلاب قصور تاريخية كثيرة، منها القبة (1842)، وعابدين (1863) - بناهما الخديوي إسماعيل - والعروبة (1910)، والطاهرة (1920) - أفخم قصور العالم - وجميعها بالقاهرة.

بجانب قصور رأس التين (1847)، والمنتزه (1892)، ورأس الحكمة - بناه الملك فاروق كمقرات صيفية بالإسكندرية والساحل الشمالي - بجانب استراحة رئاسية بقاعدة "محمد نجيب" الجوية، وأخرى بمرسى مطروح.

وبالإضافة إلى 3 قصور واستراحات بالاسماعيلية، تضم القناطر الخيرية وقناطر إدفينا استراحات على نهر النيل، بجانب استراحة رائعة في أسوان.

وتضم شرم الشيخ 3 قصور كانت بحوزة عائلة المخلوع حسني مبارك، وأصبحت تابعة لـ"مؤسسة الرئاسة"، مع استراحة بقاعدة عسكرية بالمدينة.

في سياق متصل، حوّل مغردون وسم "#فلوسنا_بتروح_فين" إلى منصة لمساءلة سلطة الانقلاب العسكري عن الأموال المسلوبة من جيوب المواطنين، بعد ارتفاع تكاليف وفواتير الخدمات من كهرباء ومياه ومواصلات، ورفع الدعم عن الوقود، وارتفاع مصاريف التعليم، سواء الحكومي أو الخاص.

وهاجم ناشطون - عبر الوسم الذي دشنه طلاب للشكوى من ارتفاع مصاريف الجامعات والمدارس، بالتزامن مع قرب موسم العام الدراسي وتصدّر قائمة الأكثر تداولاً على موقع "تويتر" - السياسات الاقتصادية للمجرم عبدالفتاح السيسي، وقالوا: إن هذه السياسات تقوم على مبدأ "شخلل علشان تعدي".

واستنكر رواد مواقع التواصل الاجتماعي توجه عصابة الانقلاب إلى بناء قصور جديدة، في وقت يتحدث السيسي المنقلب فيه عن الفقر ومحاولته إخراج المصريين من حالة العوز، ومطالبتهم بالصبر على الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تشهدها البلاد، والإجراءات التي يتخذها كإلغاء الدعم على الوقود ورفع أسعار تذاكر القطارات ومترو الأنفاق في إطار ما يسميه خطة الإصلاح الاقتصادي، بحسب زعمه.

فلوسنا بتروح فين؟

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي هاجم تاشطون سلطة الانقلاب ووصفوها بالسفه، مؤكدين أنها تتجاهل الضروريات واحتياجات الفقراء ورفع الأسعار وفي الوقت نفسه ينفق الأموال ببذخ على القصور والمصايف والسفريات التي لا فائدة فيها.

وكتب محمود العراقي: "‏يا ريت على مصاريف الجامعة بس.. كل حاجة بقت استغلال في استغلال لغاية ما هيحولوا شخصك لمستغل تستغل الناس عشان تعرف تعيش".

وسخر السعدني صابر: "‏‎#فلوسنا_بتروح_فين؟ بتتسرق مننا بطريقة جميلة جدا".

وقال أبوأحمد: "‏‎#فلوسنا_بتروح_فين؟ أولا نحاسب على فاتورة المؤتمرات والسفر والرحلات. ثانيا مرتبات الجيش والشرطة. ثالثا الهيئات والوزارات. رابعا إنتو عايزين الحكومة تكون ماما وبابا لازم تعرفوا أن الشعب مديون ليه من غير ليه هتدفع هتدفع إحنا مش في طابونة.... الشعب لازم يدفع".

وغردت حبيبة عبد الرحمن: مصر منهوبة من عصابة انقلابية استولت على خيرها وأعطته لغيرها. فين فلوس منجم السكري؟ ما الفائدة التي ستعود على محدودي ومعدومي الدخل من بناء عاصمة إدارية؟".

الضرائب

وأضاف محمد كمال: "‏‎فلوسنا بتروح فين لا أبدا إحنا كناس مسرفين حبينا نزين البلد بالأرصفة البلاستيكية اللي اتكسرت قبل ما تركب والمؤتمرات الهادفة اللي شكلها حلو في التلفزيون وتطوير الطرق لمدن غير آهله بالسكان وديزني لاند للغلابة والتاب للتعليم الممتاز والعديد من المشاريع العملاقة لهذا البلد المتقدم".

وكتبت فاطمة نبلاوي: "‏‎#فلوسنا_بتروح_فين؟ بتروح في الضرايب أنا أي مكان بدخله بقيت أدفع ضرايب. والله دخلت محل بتاع كفرات موبايل دفعت، دخلت مطعم أو كافيه دفعت، سوبر ماركت دفعت. حتى تذاكر النوادي عليها ضرايب".

ولخص صاحب حساب "كده رضا": "‏‎#فلوسنا_بتروح_فين؟ بتاخدها على شكل مرتب بما يرضي الله.. وناخدها منك على شكل كهربا ومياه وبنزين وغلاء أسعار بما لا يرضي الله".

وقال مصري: "‏‎#فلوسنا_بتروح_فين؟ القصور والمؤتمرات ورفاهية سيادته ‎#السيسي".

وغرد يوسف: "‏القصر الرئاسي الجديد في العلمين بمناسبة أننا فقراء أوي وغلابة أوي وظروفنا صعبة.. مع مبارك واللي قبله لم يتم بناء قصر رئاسي واحد لأن مصر بها من القصور الرئاسية والاستراحات ما يكفي من الفخامة مثل الاتحادية وعابدين والمنتزه .. لكن نعمل ايه مع انقلابى مريض نفسيا بداء العظمة..".

وكتب حساب "راجعين": "‏‎تكلفة تلك القصور الرهيبة ما كانت لتستغل في بناء أعداد من المدارس أو المستشفيات أو المساكن أو المصانع التى تحل مشاكل البطالة أو كانت تنقذ كام عيلة من الضياع والدمار".

احنا فقراء أوي!!

وعلقت أم حمزة: مصر اللي فيها ٣٠ قصرا رئاسيا بتبني 3 قصور رئاسية جديدة في العلمين وفي العاصمة الإدارية وقصر ضخم بيتعمل في مدينة المستقبل".

ولفت جابر إلى ان "‏الحكومة عاملة قصر رئاسي جديد في منطقة العلمين في الساحل.. القصر ده شبه البيت الأبيض اللي كان بيولع ف call of duty 11.. فيا رب بقى".

وقالت هالة صلاح: ‏"أعمال إنشاء قصر رئاسة الجمهورية في مدينة العلمين الجديدة.. إهدار فلوس على الأرض في أعمال بناء لا تدر عائد مالي مستقبلي!!.

وسخر "أبو ابتهال" من عبد الفتاح السيسي: "‏كان ياما كان واحد بيقول إنه مستعد ياكل مرة واحدة علشان يبني البلد راح يبني قصر في العلمين على الرغم من وجود 30 قصرا رئاسيا".

وغردت أسيل: "‏‎شايفين قصر الخاين في مدينة العلمين عامل ازاي ودي صورة أثناء انتشال السيسي لنا من العوز قصر فرعي قد البيت الأبيض في واشنطن.. بس متنسوش اننا فقراء قوي!! بعد الثورة أردنا تحويل قصور الرئاسة إلى مدارس ومستشفيات وبعد الانقلاب صارت مدارسنا قصور للفاسدين".