رحل الشهيد بسام السايح وترك حروفًا ملؤها الكثير من العزة والكرامة وقصصًا تروى وتحكى وتؤرخ.

وإليكم وصية الأسير بسام السايح الذي استشهد الأحد الماضي بعد صراع مع المرض وإهمال طبي داخل معتقلات الاحتلال.

وقال الشهيد في وصيته: السلام عليكم لعلها الكلمات الأخيرة لي، في أيامي الأخيرة، أو ساعاتي المعدودة، أو أنفاسي المتبقية، وأحب أن أبدأها بقولي: أحبكم جميعا.

وأضاف: سلام لكَ وطني السليب، سلام لكِ أرضي الطيبة، سلام لكِ نابلس المحبة، سلام لكل ذكرى وبسمة وفرحة ربطتني بك، سلام لأهلي وجيراني، ومسجدي ومحرابي، وجامعتي وخلاني.

وتابع: لن أعتب على أحد كان من الممكن له نصرتي ولم يفعل، ولكن وصيتي لكم ألا تتركوا إخواني الأسرى المرضى للقهر والظلم والألم، فهناك من ينتظر منكم أكثر مما منحتموني إياه من مساندة ودعم.

وطالب الشهيد بدفنه عند أهله وبين أبناء شعبه، قائلاً: "لا تحرموني من ضمة أرضي، لعل بعض أطفالها يحمل تُربي ويقذفني في وجه عدوي ويوقف ظلمه ولو لحظات عن شعبي وأرضي".

واستكمل: "اللهم عذرا إليك، فهذا ما أملك من قوتي، دفاعا عن أرضي ودحرًا لعدوي، وحفاظا على المسجد الأقصى، لا تؤاخذني بضعفي أو قلة حيلتي، فقد أتعبني المرض، وأعياني المسير وكبل السجن جوانبي، ولكني بقيت على العهد ثابتا ما بدلت ولا غيرت وأرجو أن ألقاك على ذلك".

واختتم وصيته قائلا: "وصيتي لكم المسجد الأقصى، وصيتي لكم تحرير الأسرى، لاخير فيكم إن تفرد الاحتلال بهم وفيكم عرق ينبض، سلام لكم وسلام عليكم في الأولين والآخرين ولنا موعد عند رب كريم".