شدد المفكر الإسلامي الكبير محمد أحمد الراشد على ضرورة التواصل مع الشعوب في الغرب لدعم الحريات للشعوب العربية، بعيدًا عن الأنظمة الغربية التي لا تسعى سوى لتكريس القمع والإرهاب الذي تمارسه الحكومات العربية ضد مواطنيها.

وقال - في فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر "الإخوان المسلمون.. أصالة الفكرة واستمرارية المشروع" - إنه قلّما يخلو بلد في العالم من مناصرين للحريات ومؤيدين للإسلام والمسلمين، لافتًا إلى أن هؤلاء توصلوا إلى معنى الحرية وصارت لديهم ثقافة عامة تحترم الديمقراطية وتنتصر للدستور.

وأكد أن المسلمين - وفي القلب منهم الإخوان - في حاجة إلى إشاعة ثقافة الديمقراطية وتربية الجماهير على الاقتداء بالغرب في الالتزام بمعايير الديمقراطية والحرية. موضحًا أن شعوبنا شوّهت من حجم ما أصابها من جهل فرضته عليها أمريكا والحكومات الغربية؛ فأصبحوا لا يدركون مصالحهم وفي حالة عداء مع الحرية، رغم أنهم سيكونون الأكثر استفادة بتحقيقها.

ولفت إلى أن النموذج الغربي احترم الدساتير والقوانين وحقوق الإنسان في الحياة الكريمة، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان في حاجة إلى أن تجعل من جملة سعيها الدعوي أن تكون لدينا دول تتمتع بنفس الحرية والديمقراطية، وفقه المصالح يسمح لنا بذلك من خلال رؤى الفقهاء الكبار من أمثال "القرضاوي" و"الريسوني" وغيرهما الذين تداولوا هذا الاجتهاد.

وأشار "الراشد" إلى أن الإخوان مطالبون بتخصيص فروع للتواصل مع هؤلاء المسلمين وغيرهم من المقيمين بالغرب، بما يوفر لنا ألوفًا من أهل الإنصاف يكونون سندًا لنا في الحصول على الحرية، مشددًا على أنه "لو حصلت شعوبنا على الحرية فلن يغلبنا أحد، وإذا تم حل إشكالية الحرية في بلادنا فما بعدها أسهل كثيرا".

وردا على مداخلة الناشطة الإسلامية د. كاميليا حلمي، التي استعرضت تجربتها في التعاون مع منظمات غربية فيما يتعلق بالقضايا المرتبطة بالمرأة والطفل، وتتفق مع المنظمات الإسلامية في نفس الأجندة، قال "الراشد": إن الغرب ليس لديه مانع في الاتفاق مع المسلمين في أية قضايا طالما جاءت بعيدة عن الحريات السياسية، وإن معظم المنظمات الغربية ترتبط بأمريكا وتسير وفقًا لأجندتها السياسية في منع المسلمين من الحصول على حريتهم السياسية، ما يستدعي من المسلمين الاستعانة بالشعوب الحرة بعيدا عن المنظمات التي تقف ضد رغبات الشعوب.

وأشار - في ختام كلمته - إلى أن من أكبر مميزات دعوة الإخوان انفرادها بأنها الوحيدة في العالم الإسلامي التي تتمتع بتنظيم واحد وفكر واحد، وإذا استثمرنا تلك الميزة فسوف يكون في ذلك خير كبير للإسلام والمسلمين.