أكد مؤسس معهد "يقين" للبحوث الإسلامية عمر سليمان أن شركة الخطوط الجوية "أمريكان إيرلاينز" قامت بإلغاء رحلة لمسلمَيْن في الولايات المتحدة لعدم ارتياح طاقم الطائرة لهما، بأن "المطارات باتت مكانًا مخيفًا للمسلمين".

وعقد المعهد الإسلامي بالولايات المتحدة مؤتمرا صحفيا مناصرا للمسلمين، وعلق "سليمان" على الحادثة، معتبرًا أنه تنميط عنصري وديني غير مقبول، مشيرًا إلى تزايد حالات العنصرية ضد العرب والمسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال مسلمان أمريكيان: إنّ شركة الخطوط الجوية "أمريكان إيرلاينز" ألغت رحلتهما ومنعتهما من السفر من برمنجهام بولاية ألاباما إلى دالاس شمالي الولايات المتحدة.

وأشار عبد الرءوف الخوالدة وعصام عبدلله إلى أنهما في 14 سبتمبر، كان ينويان المغادرة إلى مقر إقامتهما في دالاس، وأنهما لم يحجزا رحلتهما معًا، لكنهما التقيا على متن الطائرة وألقيا التحية على بعضهما؛ نظرا للمعرفة المسبقة بينهما لانتمائهما للجالية المسلمة في دالاس.

وعلى ضوء ما حدث، ألغت شركة "أميركان أيرلاينز" رحلة الرجلين المسلمين وتعرضا للتفتيش مرة أخرى وأجريت مقابلات معهما من قبل مكتب التحقيق الاتحادي(إف بي آي).

ويررت الشركة إلغاء رحلة المسلمين الخوالدة وعبدالله بالمخاوف التي أبداها أفراد طاقم الطائرة، ومسافر آخر كان على متنها، مضيفة أن على الولايات المتحدة  وجميع شركائها الإقليميين أخذ مخاوف السلامة والأمن التي أثارها أفراد الطاقم والركاب على محمل الجد، وحجزت الشركة للرجلين رحلة جديدة بعد الانتهاء من استجوابهما وإعادة تفتيش حقائبهما.

ورغم محاولات الاتصال والتبرير فإن الخوالدة رفض توضيح الشركة، وأكد رغبته في إجراء تحقيق حول الواقعة، وصعد للمنظمات الحقوقية وأشار إلى أن الشركة تتواصل حاليا مع محاميه، وأبدى قلقه حول مصير رحلته.

وتساءل مراقبون: لماذا تصبح المطارات مكان مخيف للمسلمين، وأردف أنه يسافر باستمرار إلى ولايته ووصف ما حدث بالأمر السخيف وغير المقبول.
وروى الخوالدة ما حصل معه قائلاً: "عندما تم إبلاغي بتأجيل الرحلة في البداية، ذهبت إلى المرحاض، وعندما غادرت أخبرني المسافرون على متن الطائرة أن الطاقم ارتاب في أمري، لأني قمت بتنظف المرحاض مرتين".

500 اعتداء سنويًّا

وكشفت صحيفة "دايلي بيست" الأمريكي، في 22 مايو الماضي، عن تنامي الهجمات ضد المسلمين في الولايات المتحدة هذا العام، مشيرةً في تقرير على موقعها الإلكتروني إلى أن المساجد في كاليفورنيا وكونيتيكت وكوينز كانت هدفًا لحرائق وكتابة شعارات عنصرية على جدرانها.

ورصدت هيئة مراقبة الإسلاموفوبيا أكثر من 500 حادث عنيف ضد المسلمين في الولايات المتحدة، منذ بداية العام، مضيفةً أن الرقم تقديري، وأن العدد الحقيقي للحوادث ربما يكون أكثر بكثي، بحسب الصحيفة.

وفي الشهرين الأخيرين، وبعد هجوم الأسترالي برنت تارانت - الذي يؤمن بتفوق العرق الأبيض على مسجدين في كرايستشيرش في نيوزيلندا وقتل 50 شخصًا في مارس الماضي - يواجه المسلمين الأمريكيين سلسلة من التهديدات.

وقال مدير الأبحاث في مؤسسة البحوث والدعوة الوطنية في مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، عباس بارزيغار: إن الجرائم ضد المسلمين بدأت في 2015، وبلغت اليوم مستويات مقلقة.

وأضاف: "تتابع المؤسسة في جميع أنحاء البلاد جرائم الكراهية ضد المسلمين، رغم أن أعدادها لا تزال مؤقتة، إلا أن العدد مثير للقلق".

وقال بارزيغار لـ"ديلي بيست": "أُبلغنا بالفعل عن أكثر من 500 حادث عنف أو تحرش ضد المسلمين هذا العام فقط، حتى الآن"، مضيفًا: "هذا هو التقرير الأولي، لكني أعتقد أن هذا التقدير منخفض جدًّا".

وأضاف بارزيغار أن العنصرية المعادية للمسلمين أو الإسلاموفوبيا لا تخيفنا نحن ندعم بعضنا بعضًا، وأكبر مثال على ذلك أن المساجد كانت ممتلئة بشكل خاص في صلاة الصباح الأولى بعد مجزرة مسجدي نيوزيلاندا.