تكافح أسر المعتقلين في جامو وكشمير من أجل لقاء أبنائهم وأقربائهم الذين اعتقلتهم السلطات الهندية عقب إلغائها صفة الوضع الخاص للإقليم في الخامس من أغسطس الماضي.

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن تلك العائلات أنها لم تتلق أي أخبار عن أبنائها منذ فترة طويلة بعد اعتقالهم من قبل السلطات الهندية.

وقالت الكشميرية حميدة بغوم (70 عامًا): إن الأمن داهم غرفة ابنها صباح الخامس من أغسطس، واقتاده من فراشه بالقوة، رافضةً ذكر اسم ابنها خشية معاقبته في السجن.

وأضافت أنها بحثت عن ابنها في جميع سجون جامو وكشمير على مدار 10 أيام من اعتقاله، وذهبت إلى مناطق أقصى الشمال قرب الحدود الباكستانية إلا أنها لم تجد له أي أثر.

وأشارت إلى أن شخصًا غريبًا لا تعرفه، طرق باب منزلها ذات يوم، وأخبرها أن ابنها موجود في سجن مدينة "أغرة"، مضيفة بالقول: "لم أسمع باسم هذا المكان من قبل، وكدت أفقد صوابي في هذه المدينة الكبيرة".

وأوضحت أنها قطعت مسافة 965 كيلومترًا لرؤية ابنها بعد أن علمت بوجوده في سجن أغرة؛ حيث انتظرت إلى جانب العديد من الأسر خارج السجن أملاً في رؤية أبنائهم.

ولفتت إلى أنه بعد انتظار لمدة طويلة، استدعاها موظفو السجن لمقابلة ابنها، موضحة: "أنا أم، ورؤية ابني كانت عيدًا بالنسبة لي".

من جهته، قال جوهر مالا: إنه جاء من كشمير إلى أغرة لرؤية زوج أخته أمير برواز راثر، مؤكدًا أن رحلته كلفت الأسرة ألف دولار، وأنه استدان المبلغ من أقربائه.

وأضاف أن رؤية قريبه كان بالنسبة له شعور لا يوصف، مشيرًا إلى أنه غير مبالٍ بالدين الذي تكبده بغية الوصول لزيارة صهره.

وبيّن أن قوات الأمن الهندية أوقفت صهره راثر صبيحة 6 أغسطس في جامو وكشمير (الإقليم المتنازع عليه بين الهند وباكستان)، ولم يحصلوا على معلومات عنه طيلة 48 يومًا.

من جانبها، قالت مريم رسول، زوجة راثر: إن صحة زوجها تدهورت في السجن، بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، مشيرةً إلى أن وجهه متورم جراء ذلك.

وأضافت: "عندما قابلته تعانقنا وبكينا، وإذا احتجزوه لفترة طويلة، فلن يبقى على قيد الحياة، نحن نعيش تحت ضغوط".

من جهته، قال الكشميري أشرف مالك: إن ابنه أصيب بالرصاص في منطقة البطن أثناء مظاهرة حدثت في مارس الماضي، وبعدها رقد في المستشفى للعلاج.

وأضاف: في أغسطس الماضي جاءت قوات الشرطة وأخذوا ابني من المستشفى ونقلوه إلى أغرة.

وأردف مستنكرًا: في أي بلد في العالم يتم سجن شخص مصاب بالرصاص؟

ورفض مساعد المفتش العام في سجن أغرة المركزي سانجيف تريباتي، الإدلاء بمعلومات حول وضع المعتقلين الكشميريين.

وقال تريباتي: أبلغتني الحكومة بعدم إعطاء أي تفاصيل لوسائل الإعلام على وجه التحديد.

وفي 5 أغسطس الماضي، ألغت الحكومة الهندية بنود المادة (370) من الدستور، التي تمنح الحكم الذاتي لولاية "جامو وكشمير"، الشطر الخاضع لسيطرتها من الإقليم.

كما قطعت السلطات الهندية الاتصالات الهاتفية والإنترنت والبث التلفزيوني في المنطقة، وفرضت قيودًا على التنقل والتجمع.

ويرى مراقبون أن خطوات نيودلهي من شأنها السماح للهنود من ولايات أخرى بالتملك في الإقليم، وبالتالي إحداث تغيير في التركيبة السكانية للمنطقة، لجعلها ذات أغلبية غير مسلمة.

ويطلق اسم "جامو كشمير"، على الجزء الخاضع لسيطرة الهند، ويضم جماعات مقاومة تكافح منذ عام 1989، ضد ما تعتبره "احتلالاً هنديًا" لمناطقها.

ويطالب سكانه بالاستقلال عن الهند، والانضمام إلى باكستان، منذ استقلال البلدين عن بريطانيا عام 1947، واقتسامهما الإقليم ذي الغالبية المسلمة.

وفي إطار الصراع على كشمير، خاضت باكستان والهند 3 حروب أعوام 1948 و1965و1971؛ ما أسفر عن مقتل نحو 70 ألف شخص من الطرفين.