علَّق رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية بلبنان الدكتور عماد الحوت عن التطورات التي تشهدها لبنان تزامنًا مع المظاهرات التي تطالب بإسقاط النظام.

وقال - في تصريحات صحفية - إن الأحزاب والقوى السياسية في السلطة راهنت على أنها قادرة على تدجين الناس، فمدت يدها إلى لقمة عيش الناس وخنقتهم؛ ما دفع المواطنين إلى النزول والتعبير عن اليأس، مبينًا أن الجماعة نبهت مرارًا من هذا المشهد وراهنت على وعي الناس ومطالبتهم بحقوقهم.

وأضاف أن حجم الحراك الشعبي يؤشر إلى مستوى غياب ثقة المواطن اللبناني بالطبقة الحاكمة، معتبرًا أنّ هذا الحراك في موجته الأولى وصل إلى النتائج المرجوّة، وهي إلزام القوى السياسية الحاكمة بإعادة النظر إلى موقفها والعودة خطوات إلى الخلف.

ودعا إلى استمرار الحراك الشعبي حتى يصل إلى مراميه النهائية ومكتسبات حقيقة وفعلية، مبديًا توقعه ألا يتيح حجم فقدان الثقة للحكومة امتصاص حراك الشارع بمجموعة من الإصلاحات والمبادرات الاقتصادية، فالناس لن توافق على مجرد عدد من الإجرءات البسيطة التي قد تتخذها الحكومة نتيجة عامل فقدان الثقة.

واعتبر الحوت أن البعض من الطبقة السياسية يحاول أن يُخرج نفسه من هذه الورطة بالقول إنه مع هذا الحراك، كيف ذلك وهو شريك في السلطة وشريك بالفساد وبالصفقات، شركاء السلطة بدءًا من رئيس الجمهورية وصولاً إلى شركاء السلطة من القوى السياسية مسئولون عن الوضع الذي نحن فيه، وهم مطالبون بتقديم الحلول لكل ما وصلنا إليه.

ونبَّه الحوت إلى ضرورة قطع الطريق على كل من يحاول استثمار هذا الحراك أو تخريبه أو تحوير وجهته، فهناك من يريد أن يضع يده على البلد بالكامل أو يدخله في المجهول.

وأكّد من جهة أخرى أن أهم ما في هذه التحركات أنها شعبية، داعيًا إلى عدم تدخل الأحزاب بشكل رسمي، وأن تترك جمهورها يتخذ قراره كمواطنين حتى لا تتغيّر وجهة التحرك، إذ لا مصلحة لتسييس هذا الحراك المطلبي.

وفيما يخص المبادرة التي أطلقتها الجماعة الإسلامية، قال الحوت: إنّها تدعو إلى مرحلة انتقالية مدتها ستة أشهر يتم خلالها إعادة تكوين السلطة انطلاقًا من مطالب الناس وإعادة تكوين السلطة من خلال إلغاء الطائفية السياسية، وتشكيل مجلس نيابي على قاعدة لا طائفية، بالإضافة إلى خطوت على مستوى محاربة الفساد والهدر وتحسين الأوضاع المعيشية، والمبادرة تنطلق من عدم إعفاء القوى المتشاركة في السلطة من واجب ما أفسدته بسبب سوء إدارتها، وذلك خلال المرحلة الانتقالية نفسها.

ورأى الحوت أنّ هذا النوع من المبادرات لن يكون قبوله سهلاً من قبل السلطة السياسية التي ترى فيه تهديدًا حقيقيًا لوجودها، موضحًا أنّ الجماعة تعوّل على حراك الناس ووعيها ونبض الشارع واستمرار ضغطه على هذه السلطة.