شتان بين خطاب رئيس دولة شرعي منتخب في مناسبة دينية، مثل ذكرى المولد النبوي، يشعر بالآم المسلمين، كما أوصى بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وبين جنرال عسكري لم يشبع من دماء الثوار، ورائحة البرود التي تفوح من ثنايا فحيح كلماته، التي لا تليق بمقام الذكرى العطرة، يهدد تارة ويتوعد الشعب الذي سحل إرادته بالرصاص.

وبينما يخادع قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي اليوم في ذكرى مولد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، الذي خالفه في أقواله وأفعاله،  وألقى الجنرال كلمته مواصلا سياسة التخوين بتمزيق جسد الشعب المصري تحت دعوى الإرهاب والإرهابيين، ليثير كالعادة جدلا بقوله: "طالبت عدلي منصور بالبقاء في منصبه رئيسا لمصر قبل الانتخابات الرئاسية في  2014".

الرئيس الشرعي

وخلال السنوات الماضية فشل قائد الانقلاب في أن يجاري أو يقتبس خطاب الرئيس الشهيد محمد مرسي، الذي وزع الجوائز على حفظة القرآن الكريم، ذلك القرآن الذي افترى عليه السيسي في وقت سابق، وقال "إنه يحتوي نصوصا مقدسة تدعو إلى التطرف والإرهاب".

وأذيعت كلمة الرئيس الشهيد محمد مرسي في 37 دقيقة فقط، تناول خلالها أوضاع الثورة في "سوريا"، التي تآمر علي شعبها الجنرال السيسي، وتحالف مع بشار الأسد شريكه في الدماء والديكتاتورية، وأرسل له دعمًا وعتادًا عسكريًّا، ورصاصا وصواريخ وقذائف من إنتاج الهيئة العربية للتصنيع.

وذكر الرئيس الشهيد محمد مرسي، في أثناء حديثه، مسلمي العالم الأيتام وعلى رأسهم ضحايا التطرف البوذي في "ميانمار" بالتنديد بالعنف الذي يحدث ضد المسلمين، معبرًا عن استيائه بمناشدة العالم الإسلامي بالتحرك لوقف نزيف الدم ضد المسلمين.

كما عبر عن عن رفضه التدخل الأجنبي في جمهورية مالي، معلنًا أن ذلك سيكون عواقبه خطيرة.

وتحدث الرئيس الشهيد - في ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم - عن الحقوق والحريات التي أرساها نبي الإسلام، وتطرق إلى تعديل "الدستور" الذي من شأنه تقليص سلطات رئيس الجمهورية، أي صلاحياته هو ومن يأتي منتخبًا إلى قصر الاتحادية من بعده.

ونوه في خطابه بتحسين الخبز للمواطن، متعهدًا بتحسين الأوضاع الاقتصادية للدولة، ولكن العسكر لم يمهلوه وانقلبوا عليه في 3 يوليو، في مشهد يعيد ما جرى من المنافقين في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم!

 

جنرال العسكر

أما جنرال الانقلاب فقد جاء خطابه الكذاب والزيف كالعادة فارغا  متمركزا على إثارة الخوف والتفرقة بين المصريين مملتئا بالأكاذيب للخداع الشعب؛ إذ قال إن لديه إرادة لا تلين في مواجهة الإرهاب بحسب زعمه، وذلك من أجل خاطر الدين؛ لأن الإرهاب المتوحش له تأثير سلبي على فكرة الإيمان والاعتقاد.

وتحدث المنقلب عن طلبه تفويضا من الشعب المصري في يوم 24 يوليو 2013 زعم محاربة محاربة الإرهاب، قائلا: "اوعوا تفتكروا يوم ما قلت في 24 يوليو 2013، الكلمة اللي هي بتاعة الإرهاب وعاوز تفويض، عاوز أقولكم في الوقت كتير من اللي كانوا معانا مستهجنين الدعوة، وتفويض إيه وإرهاب ايه اللي بتقول إننا هنقابله في مصر، وإنك عاوز تفويض تتعامل معاه بعد كده".

وأضاف: "أصل عندهم المنهج كده يا يحكموا ويقتلوا، فكنا رايحين للحرب ومكنتش هقدر أروح للحرب دي، ولما انتوا عملتوا 30 يونيو مكنتوش تعرفوا إن النتايج هتكون كده، إنهم هيفضلوا ورا منكم ويقاتلوكم بالكلمة والكذب والافتراء، غير السلاح والتخريب والتدمير، النفوس مريضة وقلوبهم مريضة، لا يمكن تكون قلوب سوية وسليمة تؤمن بالله تعمل في الناس كده".

وأضاف: لم أكن أنتوي الترشح للرئاسة طالبت عدلي منصور بالبقاء في منصبه رئيسا لمصر قبل الانتخابات الرئاسية في 2014، لكنه رفض وقال "كفاية كده".