عندما كان لمصر رئيس قال: "لن نترك غزة وحدها"
عندما كان لمصر رئيس قال: نفوسنا جميعا تتوق إلى بيت المقدس
عندما كان لمصر رئيس توعد العدو الصهيوني بغضبة الشعب فارتدع العدو على الفور..

لقد كان الرئيس الشهيد محمد مرسي للقضية الفلسطينية رجل المواقف العملية والتحرك على الأرض لا الكلام فقط؛ حيث أرسل رئيس وزرائه إبان فترة حكمة القصيرة جدا هشام قنديل، على رأس وفد رفيع المستوى يضم عددًا من الوزراء والقيادات المصرية الدبلوماسية إلى قطاع غزة إثر قصف صهيوني غاشم.

وقد ضمَّ الوفد عددًا من مساعدي الرئيس ومستشاريه والوزراء. وهو ما فتح المجال لأن تقوم دول عربية وإقليمية أخرى بإيفاد وزراء خارجيتها إلى القطاع.

ومع تواصل الهجوم الصهيوني على قطاع غزة اليومين الماضيين على قطاع غزة، باتت "غزة وحدها" في ظل وجود سلطة انقلابية عميلة في مصر مع أنظمة أخرى جبانة أصابها الخوف من الصهاينة ومن البيت الأبيض بل تعمل على طمس القضية الفلسطينية وإضاعة حقوق الفلسطينين في أرضهم، إلا ما رحم ربي.

موقف الرئيس الشهيد 2012

وتزامنا مع قصف الكيان لقطاع غزة تداول نشطاء فيديوهات الرئيس الشهيد محمد مرسي والذي دعا للانتفاضة لأجل التضامن مع الشعب الفلسطيني ووقف العدوان عليه.

ففي عام 2012 ومع بدء الهجوم الصهيوني على قطاع غزة في عهد الرئيس الشهيد محمد مرسي واغتيال أحمد الجعبري، نائب القائد العام لكتائب عز الدين القسام، صرح الرئيس الشهيد محمد مرسي، يوم الجمعة 16 نوفمبر، بأن بلاده لن تترك غزة وحدها، ووصف الهجمات الصهيونية على القطاع بأنها عدوان سافر على الإنسانية.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن الرئيس الشهيد مرسي قوله للمصلين في مسجد أدى فيه صلاة الجمعة بالقاهرة: "أكرر تحذيري للمعتدين بأنه لن يكون لهم أبدًا سلطان على أهل غزة".

واعتبر المحلل السياسي هاني البسوس - في حديث لقناة "روسيا اليوم" - تصريحات الرئيس الشهيد حينها د. محمد مرسي التي حذر فيها الصهاينة من دفع ثمن باهظ في حال استمرارهم في عدوانهم، أنها تصريحات مهمة جدًّا وإيجابية.

وقال: إن هذه التصريحات تعني أن هناك تحولات سياسية في المنطقة، مؤكدًا أن الوضع الإقليمي السياسي أصبح في صالح القضية الفلسطينية، وأشار إلى أن ما فعلته مصر حاليًا يعد رادعًا قويًا للحكومة الصهيونية.

إجراءات حازمة

وقام الرئيس الشهيد بسحب السفير المصري من دولة الاحتلال، ودعا وزراء الخارجية العرب إلى عقد اجتماع عاجل، كما طالبت مصر بعقد اجتماع طارئ لمجس الأمن الدولي.

وشدَّد الرئيس الشهيد - بلهجة حازمة - على وقوف مصر إلى جانب قطاع غزة، مؤكدًا أن "مصر اليوم مختلفة تمامًا عن مصر الأمس، وأن الثمن سيكون باهظا" في حال استمرار العدوان.

وأعلنت السلطات المصرية وقتها فتح معبر رفح بين مصر وقطاع غزة على مدار الساعة، والسماح بعبور المساعدات الغذائية والطبية للقطاع، وفتح مستشفيات مدينة العريش المصرية لعلاج الجرحى الفلسطينيين.

موقف الشهيد 2014

وبعد الانقلاب على الشرعية واختطاف الرئيس الشرعي د. محمد مرسي لم تمنع قضبان السجن الرئيس الشهيد مرسي من الوقوف بجانب غزة، ففي عام 2014 هتف الشهيد في 2014 في إحدى جلسات محاكمته، بعد بدء العدوان، بـ"لبيك يا غزة".

واستجاب الثوار لنداء الرئيس، وشهدت المدن المصرية مظاهرات حاشدة بجمعة غضب تحت عنوان "لبيك يا غزة"؛ للتعبير عن التضامن مع قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان صهيوني؛ أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 270 شخصًا.

واتهم المشاركون في تلك المظاهرات نظام الانقلاب بالتواطؤ مع الصهاينة؛ بسبب إصراره على إغلاق معبر رفح، وعدم سماحه بمرور الجرحى الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية لتلقي العلاج.

كما رفعوا لافتات داعمة للمقاومة الفلسطينية، هاتفين: "يا قسامي يا حبيب .. اضرب دمر تل أبيب".

ولم تكن غزة وحدها التي حظيت بدعم ومساندة الرئيس المصري الشرعي، فكانت القدس حاضرة في خطاباته؛ حيث قال في إحداها: "نفوسنا تتوق إلى بيت المقدس، وأقول للمعتدي: خذ من التاريخ الدروس والعِبر، أوقِفوا هذه المهزلة وإراقة الدماء، وإلا فغضبتنا لن تستطيعوا أبدًا أن تقفوا أمامها، غضبة شعب وقيادة".

وهو ما أكدته حركة حماس في نعيها للشهيد الرئيس محمد مرسي؛ إذ قالت الحركة  في بيان صحفي: إن" مرسي توفي بعد مسيرة نضالية طويلة قضاها في خدمة مصر وشعبها وقضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، على جميع الأصعدة الإقليمية والدولية، في سياق المشوار الطويل في الصراع مع العدو الصهيوني، وقدم الكثير دفاعًا عن القدس والأقصى منذ أن كان عضوًا في البرلمان المصري".

وشدَّدت على أن "غزة ستسطّر مواقفه الخالدة والشجاعة تجاهها، والعمل على فكّ حصارها، والتصدي بكل مسئولية قومية للعدوان الصهيوني".

كذلك، نعت حركة "الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيًا بمصر، وقالت الحركة في بيان لها: إنه "قضى حياته مدافعًا عن قضايا الأمة، وفي مقدمتها فلسطين والقدس".

وأضافت: "تتقدم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، للأمة الإسلامية عامة، وللشعب المصري، ولأسرة الدكتور محمد مرسي، بأصدق التعازي بوفاة الرئيس المصري السابق".

وتابعت: "لقد قضى حياته مدافعًا عن قضايا الأمة وفي مقدمتها قضية فلسطين والقدس، والتصدي لعُدوان الاحتلال الصهيوني 2012 على قطاع غزة".

صمت مصري وعربي

وأصبح الوضع المصري بعد الرئيس الشهيد مخزيَا؛ حيث يشهد الوضع الآن حالة من الصمت العربي والتواطؤ، يدفع ثمنها شعب أعزل في غزة، حتى بيانات الإدانة والشجب وجمع التبرعات والتظاهرات في المدن العربية أصبحت نادرة، وما تشهده العواصم الغربية من مساندة واعتراض على العدوان أفضل من الحالة العربية.