وقّع 107 أعضاء ديمقراطيين بمجلس النواب الأمريكي عريضة طالبوا خلالها وزير الخارجية مايك بومبيو بالتراجع عن قرار "شرعنة" المغتصبات الصهيونية في الضفة الغربية, وقالوا إنه "مسّ بمصداقيته الولايات المتحدة كوسيط نزيه بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وألحق أضرارا بالغة بعملية السلام، وعرض أمن أمريكا وإسرائيل والشعب الفلسطيني للخطر".

والعريضة قادها العضو الديمقراطي في مجلس النواب عن ولاية ميشيجان، آندي ليفين، ونشرها على موقعه الإلكتروني، وتأتي العريضة بعد 4 أيام من إعلان بومبيو، في مؤتمر صحفي، أن بلاده لم تعد تعتبر المغتصبات الصهيونية في الضفة الغربية "مخالفة للقانون الدولي"، فيما لاقت تصريحاته إدانات دولية وعربية.

وذكرت العريضة أن الموقعين عليها يعلنون رفضهم الشديد لقرار وزارة الخارجية، والذي يخالف ما جرت عليه السياسة الأمريكية على مدار عقود بشأن المغتصبات الصهيونية في الضفة الغربية المحتلة، والتي ارتكزت على الرأي القانوني الصادر عن وزارة الخارجية عام 1978 بأن المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة "تتعارض مع القانون الدولي".

وأشارت العريضة إلى أن هذا القرار بالإضافة إلى ما سبقه من قرارات لإدارة ترامب بخصوص القضية الفلسطينية، ومن بينها قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس خارج إطار اتفاق تفاوضي، مسّ بمصداقية الولايات المتحدة كوسيط نزيه بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية، وألحق أضرارا بالغة بعملية السلام، وعرّض أمن أمريكا والكيان الصهيوني والشعب الفلسطيني للخطر.

وبينت العريضة أن إعلان بومبيو بخصوص المغتصبات يجعل حل الدولتين "غير قابل للتطبيق؛ ما يهدد مستقبل إسرائيل كوطن آمن وديمقراطي للشعب اليهودي".

وأشارت إلى أن "قرار وزارة الخارجية هذا يتجاهل بشكل صارخ المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة، التي تؤكد أن أي قوة محتلة يجب ألا تقوم بترحيل أو نقل أجزاء من سكانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها".

ولذلك، وفق العريضة، فإن القرار يرسل برسالة مفادها أن احترام الإدارة الأمريكية لحقوق الإنسان والقانون الدولي "لم يعد موجودا"؛ ولذا لا يمكننا أن نتوقع في القرن الحادي والعشرين سوى أنه سيكون "الأكثر فوضوية ووحشية للأمريكيين وحلفائنا، بما في ذلك الشعب الإسرائيلي".

ويعدّ المجتمع الدولي بأغلبية ساحقة المغتصبات غير شرعية، ويستند هذا جزئيًا إلى اتفاقية جنيف الرابعة، التي تمنع سلطة الاحتلال من نقل صهاينة إلى الأراضي المحتلة.

وتشير تقديرات صهيونية وفلسطينية، إلى وجود نحو 650 ألف صهيوني في مغتصبات الضفة الغربية والقدس المحتلة، يسكنون في 164 مغتصبة و116 بؤرة مغتصبة.