انتشرت دعوات عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى التظاهر أمام السفارة الأمريكية اليوم الأحد؛ رفضًا للتدخلات الخارجية بشئون لبنان، وأبرزها التدخل الأمريكي الأخير، الذي عبّر عنه السفير الأمريكي الأسبق (في لبنان)، جيفري فيلتمان، بحسب تلك الدعوات.

وقدم فيلتمان، الأستاذ الزائر لدى معهد "بروكنز"، قبل أيام، رؤيته للاحتجاجات في لبنان، أمام اللجنة الفرعية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا والإرهاب الدولي، المتفرعة من لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي. وهو ما اعتبره منتقدون تدخلًا في الشأن اللبناني.

وقالت السفارة الأمريكية - عبر "تويتر" في 16 نوفمبر الجاري-: "ندعم الشعب اللبناني في مظاهراته السلمية وتعبيره عن الوحدة الوطنية".

كما انتشرت عبر مواقع التواصل دعوات إلى إضراب عام الإثنين المقبل؛ احتجاجًا على الأوضاع السياسية والاقتصادية المتردية.

ويعاني لبنان من أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990.

كما يشهد لبنان تحركات شعبية مُتصاعدة منذ 17 أكتوبر الماضي، تطالب برحيل النخبة السياسيّة الحاكمة وتشكيل حكومة إنقاذ غير حزبية، لاسيما بعد استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري.

العراق.. احتجاجات وقتنلى

وفي العراق قال مصدر طبي عراقي، الأحد، إن حصيلة اشتباكات قوات الأمن ومحتجين بمدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار (جنوب)، أسفرت عن قتيلين اثنين و35 مصابًا.

وفجر الأحد، حاول مئات المتظاهرين اجتياز حاجز وضعته قوات الأمن على جسر الزيتون وسط الناصرية؛ ما دفع قوات الأمن إلى إطلاق الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع، حسب مراسل "الأناضول".

وقال مصدر طبي يعمل في دائرة صحة ذي قار لـ"الأناضول"، طالبًا عدم الكشف عن اسمه لاعتبارات أمنية: إن "قتيلين و35 جريحًا هي حصيلة الاشتباكات التي اندلعت فجر الأحد بين عناصر الأمن والمحتجين في مدينة الناصرية".

ويشهد العراق احتجاجات مناهضة للحكومة منذ مطلع أكتوبر الماضي، قتل خلالها 340 شخصًا على الأقل و15 ألف جريح، وفق إحصاء أعدتها "الأناضول"، استنادًا إلى أرقام لجنة حقوق الإنسان البرلمانية، ومفوضية حقوق الإنسان (رسمية تتبع البرلمان)، ومصادر طبية وحقوقية.

السودان.. رفض تصريحات البرهان

وفي الجانب السوداني استنكر "تجمع المهنيين" السودانيين، السبت، تصريحات لرئيس المجلس السيادي، عبد الفتاح البرهان، قال فيها إن السعودية والإمارات ظلتا تدعمان السودان منذ استقلاله عام 1956.

جاء ذلك في بيان صادر عن تجمع المهنيين السودانيين، أحد أبرز مكونات "قوى إعلان الحرية والتغيير" قائدة الحراك الاحتجاجي بالبلاد، اطلعت عليه الأناضول.

بيان "المهنيين" يأتي في ظل انتقادات واسعة وجهها ناشطون سودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي للبرهان، مذكرين بأن السودان نال استقلاله في 1956، بينما تأسست دولة الإمارات بعد ذلك بـ15 عاما في العام 1971.

كان الفريق البرهان قد أدلى بتلك التصريحات التي أثارت جدلا واسعا في بلاده، خلال لقاء مع فضائية "الجزيرة مباشر"، مساء الخميس.

وقال "تجمع المهنيين" في بيانه "ذكر الفريق البرهان أن السعودية والإمارات ظلتا تدعمان السودان منذ الاستقلال، وهو تصريح ذاهل عن واقع الحال ومستغرب".

ولفت "تجمع المهنيين" إلى أن "المفارقة أن تأتي هذه المغالطات ممن يمثل سيادة السودان في مجافاة بيِّنة لمقتضيات الموقع وحقائق التاريخ، وهو ما يجد منا كل شجب واستنكار".

وشدد على أن "ثورة ديسمبر لم تكن إلا طلبا لعزة هذا الشعب واستعادة لكرامة مواطنيه".

في سياق آخر، اعتبر تجمع المهنيين أن حديث البرهان خلال اللقاء الإعلامي ذاته عن عدم تسليم البشير للمحكمة الجنائية الدولية "استباق للتشاور الجاري حول أفضل السبل لضمان عقاب المجرم المخلوع عن جرائم نظامه في دارفور (غرب)".

وفي 4 نوفمبر الجاري، أعلنت قوى "إعلان الحرية والتغيير"، توافق جميع مكوناتها على تسليم البشير للمحكمة الجنائية، حال برأه القضاء السوداني.

وعزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل الماضي، البشير من الرئاسة، تحت وطأة احتجاجات شعبية منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية.

ويُحاكم البشير بتهمة "الثراء الحرام والتعامل غير المشروع مع النقد الأجنبي"، بعد العثور على 7 ملايين يورو في مقرّ إقامته بعد عزله.