تنتشر المساجد ذات الطراز المعماري التاريخي المميز بكثرة في مدينة إسطنبول التركية، وتحظى باهتمام كبير من قِبل السياح الأجانب والمحليين على السواء.
ولا عجب في أن تحظى تلك المساجد بذلك الاهتمام، كونها موروثة من قبل عهدٍ عريق، وتشكل لوحة تاريخية تسافر بزائريها إلى قرون من التاريخ العثماني.
ويرتاد تلك المساجد أفواج كبيرة من السياح الأجانب الذين يروق لهم فنون عمارتها، ويستمتعون بالتقاط صور لهم تكون خلفيتها تلك المساجد.
وقبل أن يدخل السياح المساجد، يهيئوا أنفسهم وفقًا لتعاليم الشريعة الإسلامية المحتشمة، فتغطي النساء شعورهن والأجزاء المكشوفة من أجسادهن.
وينبهر الحضور بجمال المشهد، فألوان القباب من الداخل تسحر عيونهم، فيلتقطون لأنفسهم صورا تذكارية ومقاطع فيديو يقومون بنشرها على مواقع التواصل الإجتماعي متباهين بوجودهم بجوار تلك المساجد.
وللدولة العثمانية وسلاطينها الذين حكموا تلك المدينة لنحو 6 قرون، الفضل في تكوين ذلك الموروث المعماري، الذي شكل فيما بعد أهم أعمدة الحضارة الإسلامية في العالم الإسلامي.
من بين تلك المساجد، مسجد السلطان أحمد، ومسجد السلطان محمد الفاتح، ومتحف آياصوفيا الذي كان مسجدا سنة 1453، ومسجد أبو أيوب الأنصاري، ومسجد أمينونو الجديد، تلك المساجد التي تتربع في قلب إسطنبول.
ويعد مسجد السلطان أحمد، الذي يقبل على زيارته السياح، من أكبر مساجد العالم، حيث يضم مكتبة تاريخية، والعديد من المرافق الصحية والتعليمية، وعشرات الدكاكين التي تلتف حول أسوار المسجد، إضافة إلى حديقة خضراء ذات مساحة ضخمة تزينها ورود ملونة.
أما متحف آياصوفيا، الذي كان مسجدا بعد أن فتح العثمانيون مدينة إسطنبول، فيعتبر دليلا ومثالا هاما على نبوغ وتطور فن العمارة والبناء والزخرفة في العهدين البيزنطي والعثماني، ويظل "آيا صوفيا" شاهدا على ذلك التاريخ.
أما مسجد أبو أيوب الأنصاري، فأثناء فتح إسطنبول، عسكر المسلمون قرب قبر الصحابي أبو أيوب الأنصاري، الذي توفي أثناء محاولة المسلمين الأولى فتح المدينة.
فأُمر ببناء المسجد بجوار قبره وسميّ نسبة له، كما تذكر روايات أن أسبابًا استراتيجية للمكان كانت لها شأن كبير في بناء المسجد بتلك المنطقة.
ويعرف مسجد أمينونو الجديد، بأنه من روائع المساجد المقامة على شاطيء البحر، وهو من أهم رموز المدينة العتيقة، ويقع في منطقة "أمينونو" المعروفة بحيويتها ووجود مركز تنقل بحري فيها، كما يوجد بجانبها أسواق تعج بالزوار.