أدانت الأمم المتحدة، الغارات الجوية الأخيرة على أجزاء مختلفة من ليبيا، أسفرت عن مقتل مدنيين، غالبيتهم من الأطفال والنساء.

جاء ذلك في بيان صادر عن يعقوب الحلو، مدير مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة للشئون الإنسانية في ليبيا.

ومنذ السبت، قتل 14 طفلاً وسيدتان، إحداهما حامل، نتيجة غارات طيران داعم لخليفة حفتر على العاصمة طرابلس ومدينة مرزق (جنوب)، وفق حكومة "الوفاق" المعترف بها دوليا.

مأساة جديدة في ليبيا.. غارات جوية لقوات حفتر على جنوبي طرابلس تقتل 14 طفلاً وامرأتين pic.twitter.com/udbDCTGWVI

— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 2, 2019

وأدان الحلو بـ"أشد العبارات الممكنة" الغارات الجوية التي حدثت خلال الأيام القليلة الماضية في أجزاء مختلفة من ليبيا؛ ما تسبب في مقتل مدنيين، غالبيتهم من الأطفال والنساء.

وقال: إن المدنيين في ليبيا، معظمهم من الأطفال، يواصلون دفع الثمن الأعلى لنزاع لم يبدءوه ولا يريدونه.

وأضاف المسؤول الأممي: أشعر بالفزع إزاء هذه الهجمات المروعة التي تشكل انتهاكاً صارخاً آخر للقانون الإنساني الدولي وقوانين حقوق الإنسان.

وجدد الحلو دعوته إلى جميع أطراف النزاع في ليبيا إلى التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان لحماية الأطفال والمدنيين.

وشدد على ضرورة توقف على الفور مثل هذه الهجمات التي لا ترحم المدنيين والعاملين في مجال الصحة، وكذلك البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس.

عبر المجلس الرئاسي لحكومة "الوفاق الوطني" الليبية المعترف بها دوليا، عن إدانته للغارات التي شنها طيران داعم لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على ضواحي العاصمة طرابلس؛ ما أسفر عن وقوع ضحايا بينهم أطفال ونساء، مؤكدا أنها ترتقي لـ"جرائم حرب".

وقال المجلس الرئاسي، الإثنين في بيان، إن "هذه الأعمال الإجرامية والإرهابية لن تمر دون رد شديد في ساحات المعركة".

وقال البيان إن "غياب الموقف الدولي الحازم والرادع تجاه مجرم الحرب (حفتر) هو من شجعه على مواصلة ارتكاب هذه الانتهاكات البشعة التي ترقى إلى جرائم الحرب".

كما حمل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا المسؤولية، قائلًا: "مع هذه الانتهاكات لا يجدي إصدار بيانات أصبحت عنوانًا للعجز".

وقال إن "الجهات المختصة بحكومة الوفاق الوطني تقوم بتوثيق هذه الجرائم والتنسيق مع المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية لتقديم الجناة للعدالة".

والأحد، أعلنت وزارة الصحة بحكومة "الوفاق" مقتل 3 أطفال وجرح 10 أشخاص جراء قصف جوي شنه طيران حربي داعم لحفتر، جنوبي العاصمة.

يأتي ذلك في الوقت الذي استقبل فيه مستشفى حكومي بمدينة مرزق جنوبي ليبيا، الأحد، جثامين 9 أطفال وامرأتين، إحداهما حامل، نتيجة قصف طيران إماراتي مسير داعم لحفتر.

وسبق أن ندد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بهجمات حفتر ضد المدنيين خلال هجومه على طرابلس، وطالب بإرسال بعثة تقصي حقائق دولية لتوثيق تلك "الانتهاكات الجسيمة".

واتهم المجلس، في بيان أصدره في أكتوبر، قوات حفتر بأنها "لا تعير اهتماما يذكر بما يصدر عن البعثة الأممية بليبيا أو المجتمع الدولي من إدانات".

وتشن قوات حفتر، منذ 4 أبريل الماضي، هجوما متعثرا للسيطرة على العاصمة طرابلس؛ ما أجهض جهودا كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر حوار بين الليبيين.