بعد نجاح جمعة "الفجر العظيم"، الجمعة الماضي، من خلال المشاركة الواسعة من قبل المصلين الفلسطينيين في صلاة فجر الجمعة في الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل بالضفة المحتلة، الذي يتعرض لعمليات تهويد وتدنيس مستمر من قبل الاحتلال وعصابات المستوطنين، أطلق الفلسطينيون حملة واسعة لصلاة الفجر غداً وأسموها "جمعة الثبات والرباط"؛ وذلك في الجمعة الثانية من الحملة لحماية الحرم الإبراهيمي من التهويد والاستيطان.
الحرم الإبراهيمي لن نتركه وحيدا
قال مدير أوقاف مدينة الخليل الشيخ جمال أبو عرام لـ"المجتمع": لن نترك الحرم الإبراهيمي وحيداً يواجه التهويد والاستيطان وعدوان المستوطنين، لذلك تواجدنا وصلاتنا المكثفة فيه خاصة صلاة الفجر ستحميه من تغول الاحتلال والمستوطنين، الذين أعدوا مخططات لتغيير ملامحه الإسلامية والحضارية.
وأشار أبو عرام إلى أن جمعة "الفجر العظيم"، الجمعة الماضي، أرعبت الاحتلال والمستوطنين من خلال مشاركة أكثر من 15 ألف مصل في صلاة الفجر، ونأمل أن يتضاعف العدد في جمعة "الثبات والرباط" غداً الجمعة.
وشدد أبو عرام على أن الأسبوع القادم سيشهد سلسلة من الفعاليات المسائية والأمسيات الدينية والثقافية ابتداء من يوم 11 من هذا الشهر، وستستمر تلك الفعاليات التي تأتي في إطار الدفاع عن الحرم الإبراهيمي الشريف.
حملات وطنية لمجابهة الاستيطان
بدوره، قال الخبير في مجال الاستيطان غسان دغلس لـ"المجتمع": إن هناك مشاركة فلسطينية واسعة في الحملات الوطنية لمجابهة الاستيطان والتهويد، لافتاً إلى أن مدينة الخليل تتعرض لحرب تهويد شاملة تستهدف هويتها وحضارتها، وأن هناك التفافاً جماهيرياً كبيراً لحماية الحرم الإبراهيمي الشريف من عمليات التهويد وعدوان المستوطنين.
وأشار دغلس إلى أن عصابات المستوطنين يستخرجون أكياساً من الرمل من الجزء الذي يسيطرون عليه داخل الحرم الإبراهيمي الشريف، وإن دل ذلك فإنما يدل على أن الحرم يتعرض لعمليات تهويد، والخطر بات محدقاً به.
رفض فلسطيني
رفض وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، حسام أبو الرب، الخميس، سياسة الاحتلال الإسرائيلي بحق الحرم الإبراهيمي، على اعتبار أن الحرم يدخل ضمن الاتفاقيات الموقعة.
وقال أبو الرب، خلال مؤتمر صحفي نظمته الوزارة بالتعاون مع بلدية الخليل، إن “سياسة سلطات الاحتلال بحق الأماكن الدينية والأملاك الوقفية سياسة معروفة، ولا بد من وقفة جماهيرية في وجه هذه المخططات”.
وأضاف أبو الرب، أن “تعليمات القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء بضرورة استنفاذ كافة الوسائل في الدفاع عن هذه الأرض، وتم التنسيق مع كافة مؤسسات محافظة الخليل، وعملنا على توجيه المواطنين من كافة المحافظات باتجاه الحرم الابراهيمي الشريف من خلال باصات مسيرة من الوزارة، ورفضنا بشكل قاطع أية سياسة تغيير بحق الحرم الإبراهيمي، أو إدخال أي تغيرات داخل الحرم، على اعتبار أن الحرم يدخل ضمن الاتفاقيات الموقعة.
وأوضح أبو الرب، أن الاعتداءات أصبحت جزءا من المنافسة في الانتخابات وكسب الأصوات، إضافة إلى خطط اليمين الإسرائيلي في ضرب الساحة الفلسطينية والاستيلاء على الأماكن الدينية والنيل منها، داعيا المواطنين إلى الاسمرار بالتواجد بكثرة خلال الصلوات في الحرم الإبراهيمي.
إعلان حرب
بدوره، أشار تيسير أبو سنينة، رئيس بلدية الخليل، إلى أنه بعد قرار الرئيس ترامب بشرعنة الاستيطان تصاعدت اعتداءات المستوطنين في المناطق المغلقة والمناطق المحاطة بالاستيطان.
وقال إن القرار الأخير الخاص بإقامة حي استيطاني في قلب مدينة الخليل هو بمثابة إعلان حرب حقيقية على كل مواطن في المدينة، للذين لا يملكون إلا إرادتهم بالصمود، مشيرا إلى أن مساحة الحي هي 700 متر مربع، بها 25 محل تجاري، أما مساحة المنطقة فهي 5 آلاف دونم تقريبا.
لجنة لحماية الحرم
من جانبه، أكد نائب المحافظ، خالد دودين، أنه تم تشكيل لجنة رئاسية يرأسها المحافظ لمتابعة ما يجري في البلدة القديمة، واليوم كان هناك قرار تاريخي لرئيس الوزراء باتجاه إعطاء صلاحيات مطلقة لوكيل الوزارة وطاقم وزارة الأوقاف في الخليل لعمل كل ما يلزم من إجراءات لحماية الحرم الإبراهيمي الشريف.
وأشار أبو سنينة إلى قرار الاحتلال الأخير بإعادة بناء مساكن للمستوطنين في سوق الخضار القديم، الذي يقع تحت أملاك بلدية الخليل، ونحن باتجاه تجهيز ملف كامل في موضوع سوق الخضار للتوجه به إلى القضاء، والمؤسسات القضائية الدولية.
وأكد على أن الوصاية الدائمة للحرم الإبراهيمي هي للأوقاف فقط، وهي صاحبة تغير أي معالم فيه، ولا نقر ولا نعترف بأي إجراء من قبل الاحتلال، وقال “ودورنا هو تنسيقي بين المؤسسات الأهلية والوطنية لتوحيد الجهود لعمل تراكمي في البعد القانوني والسياسي والنضالي”.