أوقفت السلطات الأمنية في مطار الكويت مساء أول أمس أحد المواطنين المصريين ويدعى إسلام (ع)؛ حيث كان قادمًا من تركيا، وذلك بزعم علاقته بجماعة "الإخوان" التي أعلنت عنها الكويت في منتصف يوليو الماضي، وتم ترحيل العديد من المصريين وتسليمهم لسلطات الانقلاب, على إثرها, وفق ما أوردته صحيفة "الرأي" الكويتية".

وقالت "الرأي" إن "إسلام (ع) طبيب أسنان يعمل في الكويت، بعدما كان يعمل سابقًا في مستشفى سوهاج، وهو على علاقة بأعضاء الخلية الذين ضبطتهم الكويت وحققت معهم ثم رحّلتهم إلى مصر بموجب اتفاق أمني بين البلدين.

وكان قد غادر الكويت مع آخرين إلى تركيا ودول أخرى، ومكث هناك نحو 4 أشهر, وعند عودته ألقى الأمن الكويتي القبض عليه بحجة تورّطه مع خلية الإخوان.

وأفادت صحيفة "الرأي" بأنه تم ترحيل إسلام إلى القاهرة، أمس، رغم تدخل عدد من النواب الحاليين والسابقين في البرلمان الكويتي بغية إبقائه موقوفًا في الكويت أو ترحيله إلى تركيا أو أي دولة أخرى غير مصر، إلا أن الرد كان صادمًا بأن الكويت ستسلمه لسلطات الانقلاب بمصر.

وفي 12 يوليو الماضي، أعلنت السلطات الكويتية ضبط خلية وصفتها بـ"الإرهابية"، قالت إنها هاربة وصدر بحق عناصرها أحكام قضائية في مصر.

وفي بيان لوزارة الداخلية الكويتية آنذاك، قالت إنه تم "ضبط خلية إرهابية (لم يحدد عددها) تتبع تنظيم الإخوان المسلمين، صدر بحقهم أحكام قضائية من قبل القضاء المصري وصلت إلى 15 عامًا".

ونفت جماعة الإخوان المسلمين، في بيان، صحة اتهام هؤلاء المصريين بالإرهاب، متهمة سلطات الانقلاب بـ"تلفيق التهم وإصدار الأحكام القضائية الجائرة".

ودعت جماعة الإخوان آنذاك الكويت إلى عدم تسليمهم إلى سلطات الانقلاب، خشية تعرضهم لـ"ظلم واضطهاد ومعاملات غير إنسانية" إلا أن السلطات الكويتية لم تمتثل لتلك النداءات.

كما ندّدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية آنذاك بترحيل الكويت 8 مصريين بعد اتهامهم بأنهم عناصر في "خلية إرهابية" مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، معتبرة أن ترحيلهم إلى مصر يعرّضهم لخطر التعذيب.

وقالت المنظمة في بيانها: إن ترحيل هؤلاء "يبدو أنّه يخرق التزامات الكويت بموجب القانون الدولي".

ودعت المنظمة الحقوقية - ومقرها نيويورك - الكويت إلى إنهاء عمليات الترحيل إلى مصر لأي شخص.

وقالت مديرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة سارة ليا ويتسن: "لقد عرّضت السلطات الكويتية ثمانية رجال هربوا من القمع  في مصر إلى خطر شديد"، مضيفةً أنّ الثمانية "اعتقدوا أنّهم وجدوا ملاذًا في الكويت".

واعتبرت أنّه من "المروّع أن تتصرّف الكويت بأوامر من أجهزة أمن الانقلاب، وتقوم بإعادة المعارضين لمواجهة التعذيب والاضطهاد".