بعدما وطئت قدما الصحفية المصرية آية حسني الإسفلت، بعد حبس استمرّ قرابة ستة أشهر، لتعود لرعاية ابنتيها همس وهيا, كانت أولى كلماتها: "الحرية لزوجي حسن القباني".

وفي 24 ديسمبر 2019، حصلت آية علاء حسني على قرار بإخلاء سبيلها واستبدال الحبس الاحتياطي بتدابير احترازية، بعد رفض استئناف نيابة أمن الانقلاب على قرار استبدال تدبير احترازي الصادر في القضية رقم 640 لسنة 2018 بالحبس الاحتياطي.

وكانت آية علاء قد ظهرت في نيابة أمن الانقلاب، في 29 يونيو 2019 على ذمة القضية رقم 640 لسنة 2018 لاتهامها بالتواصل مع قنوات إخبارية على خلفية الحديث عن قضيتها في أثناء اعتقالها في سجن العقرب، بعد اختفاء 12 يومًا منذ توقيفها في أثناء ذهابها لتأدية واجب العزاء لأسرة الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي في مدينة الشيخ زايد، وتقرر حبسها على ذمة القضية الهزلية.

أما زوجها الصحفي حسن القباني، فقد ألقي القبض عليه للمرة الثانية، الأربعاء 18 سبتمبر 2019، في أثناء حضوره جلسة تجديد التدابير الاحترازية.

وجاء اعتقال القباني بعد 3 أشهر من اعتقال زوجته الصحفية آية علاء، لاتهامها بنشر أخبار كاذبة على خلفية دفاعها عن زوجها خلال فترة اعتقاله؛ حيث كان يرعى ابنتيهما "همس وهيا" في ظل اعتقال زوجته.

وكانت آخر رسالة من القباني في محبسه: "بناتي أمانة في رقبتكم، حافظوا عليهم لحد ما أخرج أنا وأمهم من السجن، وربنا يرفع عنا هذا الظلم"، حملها نقلاً عنه المحامي الحقوقي البارز خالد علي، في جلسة تجديد حبسه الأخيرة على ذمة القضية 1480، بعد اختفاء قسري دام 67 يومًا.

وظهر القباني في 26 نوفمبر 2019 في نيابة أمن الانقلاب، منذ القبض عليه يوم 18 سبتمبر 2019، في أثناء حضوره جلسة تجديد التدابير الاحترازية، وانقطعت كل المعلومات عن مكان احتجازه حتى ظهر في نيابة الانقلاب.

القباني يدرك أن ابنتيه همس (9 سنوات) وهيا (6 سنوات) أصغر كثيرًا من إدراك محنة اعتقال والديهما، فكانت وصيته رعايتهما والاهتمام بهما.

مرت الطفلتان بوضع مشابه سابقًا، لكنه أقل حدَّة بكثير، عندما غاب والدهما لأول مرة عام 2015 لمدة أكثر من عام، وكانت والدتهما آية تحاول جاهدة أن تعوّض غيابه وتهوّن على طفلتيها المحنة.

كان الصحفي حسن القباني قد اعتقل في يناير 2015 قبل أن يُخلى سبيله بتدابير احترازية في نوفمبر 2017، حيث أفرجت سلطات الانقلاب عنه في 30 نوفمبر 2017، بعد انتهاء مدة حبسه الاحتياطي في يناير 2017، عقب مرور عامين تقريبًا على حبسه في سجن العقرب، بتهم "الاشتراك في جريمة التخابر مع من يعملون لمصلحة دولة أجنبية، والانقلاب على الدستور والنظام الجمهوري والانضمام إلى جماعة أسست على خلاف القانون".

حسن محمود رجب القباني، سبق اختفاؤه قسرًا لعدة أيام، بعد اعتقاله، وعُذِّب في مقرات أمن الدولة قبل إيداعه بسجن العقرب شديد الحراسة، هو صحفي متخصص في الشأن القضائي وعضو نقابة الصحفيين الصرية.

في حوار سابق مع آية حسني، بشأن فترة اعتقال زوجها الأولى، قالت: "يوم إخلاء سبيله، ذهبت للمدرسة كي أخبر بناتي، فقلت لهما: فيه مفاجأة، فردت همس: إيه يا ماما قوليلي. فقالت آية: لا فكري إنتي، فردت همس: بابا هيخرج".

ولكن في عام 2019، انقلب الوضع وتبدلت الأدوار، فكان الأب هذه المرة هو من يحاول التخفيف ورسم البسمة على وجهَي ابنتيه في غياب والدتهم. حتى يوم 17 سبتمبر الماضي؛ حيث قُبض عليه هو الآخر وبدأت أسئلة الطفلتان تلحّ: "هنروح لماما ولا بابا؟ هنروح لمين الأول".