قتل ستة أشخاص وأصيب آخرون في غارات روسية على بلدة كفر جوم بريف حلب الغربي الذي يتعرض لحملة عسكرية، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية في المنطقة.

وقال شهود عيان: إن طائرات النظام السوري وروسيا شنت غارات مكثفة على مناطق أخرى بريف حلب الغربي، مما أسفر عن دمار في الأبنية والممتلكات.

وقالت منظمة "منسقو الاستجابة السورية": إن نحو 27 ألف مدني نزحوا من بلداتهم في ريف حلب الغربي باتجاه الحدود مع تركيا، وعزت المنظمة ذلك إلى الحملة العسكرية لقوات النظام وروسيا على المنطقة.

من جهتها، قالت الجبهة الوطنية للتحرير التابعة للمعارضة السورية المسلحة إنها قتلت نحو عشرين من أفراد قوات النظام وأصابت آخرين في هجوم شنه مقاتلوها على محور أبو دفنة بريف إدلب الشرقي، وجمعية الزهراء بريف حلب الغربي.

بينما قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن قوات النظام تصدت لهجوم شنه من وصفتهم بالإرهابيين بريف إدلب وقتلت عددا منهم ودمرت آليات لهم.

وأضافت الوكالة أن قوات النظام أسقطت طائرات مسيرة أطلقها من وصفتهم بالإرهابيين نحو مطار حميميم العسكري الروسي بريف اللاذقية.

حذر رائد الصالح مدير الدفاع المدني من كارثة إنسانية كبيرة تهدد إدلب شمال غربي سوريا، بسبب استمرار هجمات قوات النظام وحلفائه، بهدف تفريغها من سكانها للسيطرة عليها.

وأضاف الصالح -في مقابلة مع وكالة الأناضول- أن وقف إطلاق النار يبدو أنه انهار، بعد أن بدأ في منطقة خفض التصعيد في إدلب باتفاق تركي روسي، في 10 يناير/كانون الثاني الجاري.

وتابع أن هناك غارات مكثفة استهدفت المدن والأسواق، مع سقوط قتلى وجرحى، بينهم متطوع في الخوذ البيضاء قتل بإدلب، وهناك قصف على السوق الشعبية في أريحا، وغارات مكثفة على مدن وبلدات بالبراميل المتفجرة والقذائف الصاروخية.

واستطرد أن النظام وروسيا قوى متحالفة، ولهما سياسة واضحة بإخلاء المنطقة من سكانها للسيطرة عليها، وكل حملة قصف تبدأ بالمنشآت الحيوية والمستشفيات ومحطات المياه والكهرباء، ثم الأسواق والأحياء السكنية، لإخلاء المنطقة من سكانها.

وأشار إلى أن أكثر من 350 ألف شخص أخلوا مناطقهم في معرة النعمان وريفها، وقبلها خان شيخون ومناطق أخرى وريف حماة الشمالي، موضحا أن أكثر من مليون نسمة تركوا منازلهم منذ أبريل الماضي.

وشدد الصالح على أنه كان هناك حملات تطهير وجرائم مرتكبة بحق الشعب، بدأت من ريف دمشق، من داريا ومضايا الزبداني ووادي بردى والغوطة الشرقية، وانتقلت إلى حمص وأحيائها القديمة التي رغم مرور أربع سنوات من سيطرة النظام عليها فإنها لا تزال خالية من أهلها، ثم انتقل إلى ريف حمص الشمالي، ومناطق كثيرة، وحاليا يتبع السياسة نفسها في إدلب وريف حماة.

ويعاني النازحين من تلاشي إمكانيات تأمين أساسيات العيش، في ظل وجودهم داخل خيمة على أرض سرعان ما تتحول إلى مستنقعات طينية خلال الشتاء، لكن في تلك المخيمات يوجد تفاصيل أخرى دقيقة قد لا يلتفت إليها أحد لكنها مهمة بالنسبة إلى أصحابها، وربما أبرزها مسألة الأمراض المزمنة، مثل السكري والضغط والربو وغيرها، التي تعد مشكلة حقيقة لأصحابها ولا يتمكنون من الحصول على الدواء.

فقد أكد الدكتور أنس فتيح الذي يعمل في وحدة تنسيق الدعم، أن أصحاب الأمراض المزمنة بحاجة إلى أدوية بشكل مستمر، لأنها ليست أمراضا حادة يمكن أن تُغطى بالدواء لمرة واحدة ويشفى بعدها المريض.

ومن الصعب وجود إحصائيات دقيقة لأصحاب الأمراض المزمنة في المخيمات في ظل انتشار عدد كبير من المخيمات العشوائية داخل سوريا، وتعجز النقاط الطبية أحيانا عن تقديم العلاج واستيعاب جميع المخيمات لأنها تنتشر على مساحات واسعة تضم أعدادا كبيرا من النازحين الهاربين من القصف للنجاة بأرواحهم.