من تراث الدكتور/ محمد عبدالرحمن المرسي

مقدمة: المختصر

في الوقت الذي تتداعى فيه أصوات المبطلين ومدعي العلم تشكيكًا في تاريخ الإسلام وافتراء على جهاد الرعيل الأول من السابقين الراشدين نجلي صورة الفتوحات الإسلامية أمام أعين الدنيا ليروا نزاهة الإسلام وعفة الفاتحين ونقاء أجدادنا العظماء الذين أضاءوا الدنيا بنور الإسلام تنظيرًا وتطبيقًا.. وذلك من خلال "الفتح الإسلامي لمصر" بعرض موجز.

الفتح الإسلامي لمصر

الفتح الإسلامي إنما هو لإيقاظ الإيمان في القلوب.. وإعلاء كلمة الحق.. وإزالة الظلم، فلم يكن هناك فاتح غالب وخصم مغلوب، وإنما كل من آمن واستجاب لدين الله أصبح الجميع إخوانًا متحابين متآلفين.

وبذلك تذوب فكرة القومية أمام فكرة الأخوة الإسلامية.

الإمام حسن البنا

رسالة حب وعهد

روى الصحابة رضوان الله عليهم أرض مصر بدمائهم من الإسكندرية شمالاً حتى أسوان والنوبة جنوبًا... جهادًا واستشهادًا في سبيل الله... ولإخراج أهلها من الظلمات إلى النور؛ لينعموا بدين الإسلام.

فإليهم رسالة حب وتقدير، ونعاهدهم أن نحمل راية الإسلام التي سلمونا إياها، وأن نحافظ عليها وعلى كل شبر في مصر بدمائنا وأرواحنا، والله على ما نقول شهيد.

رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس

بسم الله الرحمن الرحيم

من محمد بن عبد الله ورسوله إلى المقوقس عظيم القبط.

سلام على من اتبع الهدى... أما بعد:

فإني أدعوك بدعاية الإسلام.... أسلم تسلم.... أسلم يؤتك الله أجرك مرتين.... فإن توليت فإن عليك إثم أهل القبط.

(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ(64)) (آل عمران)
(حمل الرسالة سيدنا "حاطب بن أبي بلتعة" سنة 7 هـ).

رسالة عمر بن الخطاب

إلى عمرو بن العاص

(بعد إبطاء الفتح)

أما بعد:

فقد عجبت لإبطائكم عن فتح مصر، إنكم تقاتلون منذ سنتين وما ذلك إلا لما أحدثتم، وأحببتم من الدنيا حب عدوكم لها، وإن الله تبارك وتعالى لا ينصر قومًا إلا بصدق نياتهم.

وقد كنت وجهت إليك أربعة نفر وأعلمتك أن الرجل منهم مقام ألف رجل على ما كنت أعرف، إلا أن يكونوا غيرهم ما غير غيرهم، فإذا أتاك كتابي هذا فاخطب الناس وحضهم على قتال عدوهم، ورغبهم في الصبر والنية.

وقدِّم أولئك الأربعة في صدور الناس، ومر الناس جميعا أن يكونوا لهم صدمة رجل واحد، وليكن ذلك عند الزوال يوم الجمعة، فإنها ساعة تنزل فيها الرحمة، ووقت إجابة، وليتضرع الناس إلى الله ويسألوه النصر على عدوهم.

ولما وصل خطاب عمر إلى عمرو بن العاص نفذ ما فيه، وندب الناس للصلاة، ففتح الله عليهم الإسكندرية وباقي أرض مصر.

عهد الأمان

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا ما أعطى عمرو بن العاص أهل مصر من الأمان على: أنفسهم... وملتهم... وأموالهم... وكنائسهم... وصلبهم.... وبرهم.... وبحرهم، لا يدخل عليهم شيء من ذلك، ولا ينقص، ولا يساكنهم النواب (أهل النوبة).

وعلى أهل مصر أن يعطوا الجزية... ومن دخل في صلحهم من الروم والنواب، فله مثل ما لهم وعليه مثل ما عليهم... ومن أبى واختار الذهاب فهو آمن حتى يبلغ مأمنه.

على ما هذا الكتاب عهد الله، وذمة رسوله، وذمة الخليفة أمير المؤمنين، وذمة المؤمنين، عمرو بن العاص.

(وقد وقع على عقد الصلح هذا مع المقوقس): عبادة بن الصامت... والزبير بن العوام... وابناه عبد الله ومحمد... وكذلك وردان – وهو الذي قام بالكتابة).

أخي المسلم القبطي

القبطي: تعني المصري، فهي جنسية وليست ديانة.

فتحت مصر صلحًا بموجب عقد الجزية الذي قدَّمه المقوقس حاكم أقباط مصر، وذلك بعد مفاوضته لسيدنا عبادة بن الصامت.

وكانت الجزية مقدارها ديناران عن كل نفس ممن بلغ الحلم منهم من الصبيان والرجال، ليس على الشيخ الفاني، ولا على الصغير الذي لم يبلغ، ولا النساء شيء، وذلك مقابل الحماية والدفاع عنهم.

وكان عدد من ينطبق عليهم ذلك من أهل مصر 6 ملايين، وإجمالي الجزية يومئذ 12 مليون دينار كل سنة، وأقر المسلمون للقبط أرضهم وأموالهم وكنائسهم، لا يعرض لهم شيء في ذلك.

ورفض هرقل الروم هذا العقد، فأعلن المقوقس انفصاله عن الروم والتزامه بالعقد مع المسلمين والدخول في سلطان المسلمين والإسلام ودفع الجزية، وبذلك فتحت مصر صلحًا في مستهل رجب سنة 20 هـ. (مايو 641م).

وقد حدث بعد ذلك دخول الأقباط في الإسلام أفواجًا حتى لقد نقص الخراج بشدة في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز لإسلام أغلب أهل مصر من الأقباط.

بذلك أصبحت مصر تضم:

- المسلمين من الأصول العربية وهم عدد محدود من القبائل التي جاءت مع الفتح واستوطنت مصر. (إجمالي من دخل مصر واستوطنها من القبائل العربية بين 12 ، 15 ألف سواء مع الفتح الإسلامي أم بعده).

- المسلمين من الأصول القبطية، وهم غالبية الشعب المصري الآن.

- النصارى من الأصول القبطية وهم عدد محدود ممن بقي من قدامى الأقباط على دينه 4.5% من إجمالي الشعب الآن.

- النصارى من غير الأصول القبطية، وهم نسبة من النصارى؛ حيث قدموا من الشام وأرمينيا واليونان إلى مصر (1.25% من إجمالي الشعب).

- والجميع تجمعهم القومية المصرية والمواطنة الواحدة التي تستظل براية الإسلام والحضارة الإسلامية.

مساجد لها تاريخ

بأسماء الصحابة والذين دخلوا مصر

- جامع عمرو بن العاص بالفسطاط.

- جامع سيدي شبل الأسود بالشهداء منوفية.

- جامع عقبة بن نافع بقرافة سيدي عقبة.

- جامع السيدة زينب بنت الإمام علي.

- جامع محمد بن أبي بكر الصديق – بشارع الوداع بمصر القديمة.

- جامع ضريح أبي الدرداء بالإسكندرية.

- جامع مسلمة بن مخلد بالإسكندرية.

 جامع عبد الله بن الحارث بصفط تراب – المحلة الكبرى.

- مسجد عبد الرحمن بن هرمز بالإسكندرية.

- مسجد سارية الجبل بالقلعة.

المسجد الجامع

(جامع عمرو بن العاص) والفسطاط

عندما حاصر عمرو بن العاص حصن بابليون، أقام الجيش بالفسطاط بالقرب من الحصن، ونصب عمرو رايته بتلك المحلة فسميت "محلة الراية".

وعندما توجه إلى الإسكندرية لفتحها، أمر بتقويض خيمته (فسطاطه) فإذا بيمامة قد باضت في أعلاه فقال عندما رأى ذلك: أقروا الفسطاط حتى تنتف وتطير فراخها، ولا تزعجوها، وترك هناك قوة عسكرية بهذا المكان للسيطرة عليه وعلى الحصن.

واستقر الأمر بعد ذلك أن تكون القاهرة بها العاصمة، وليست الإسكندرية؛ حتى يكونوا "على ماء وصحراء" حسب إستراتيجيتهم وقتها، فرجعوا إلى الفسطاط ليصبح هذا المكان عاصمة البلاد، وابتنى سيدنا عمرو المسجد الجامع، وكان وضع هذا المسجد: جبانة قديمة بجوارها ابتنى أحد المسلمين بالجيش منزلاً له ولعائلته هو (قيسبة ابن كلثوم التجيبي) وكنيته أبو عبد الرحمن، فسأله عمرو بن العاص أن يبيع منزله هذا ليكون لهم مسجدًا، فتصدق به قيسبة على المسلمين، فأدخلوه في بناء المسجد.

وبذلك بني المسجد في 21 هـ، وكان طوله خمسين ذراعًا في عرض ثلاثين ذراعًا.

وشارك في بنائه: الزبير بن العوام، والمقداد بن الأسود، وعبادة بن الصامت، وأبو الدرداء، وأبو ذر الغفاري، وغيرهم.

ثم في عهد معاوية سنة 53 هـ عندما ولي مصر مسلمة بن مخلد الأنصاري، قام بتوسيعه والاهتمام بعمارته.

وقد تهدم المسجد في أيام الوليد بن عبد الملك، فأعاد بناؤه" قرة بن شريك العبسي" والي مصر وقتها في سنة 92 هـ؛ حيث هدمه وزاد فيه وحسنه.

وفي عهد "السفاح" الخليفة العباسي، ولي مصر "صالح بن علي بن عبد الله ابن العباس" وهو أول من ولي مصر من بني هاشم فزاد فيه وجدده، وذلك في سنة 133هـ، وأدخل في الجامع دار الزبير بن العوام.

وفي عهد الرشيد سنة 175 هـ قام والي مصر موسى بن عيسى بزيادته وعمارته.

وفي عهد المأمون، دخل مصر عبد الله بن طاهر بن الحسين سنة 211هـ في شهر ربيع الأول؛ لقتال الخوارج، وبعد انتصاره وعودته إلى المأمون أمر بالزيادة في الجامع، وذلك من الجانب الغربي له، وكان ذلك في رجب 211هـ.

وفي أيام المعتصم سنة 258هـ قام صاحب الخراج بمصر- وهو أبو أيوب أحمد ابن محمد بن شجاع- بالزيادة فيه وعمارته.

ثم وقع حريق بالجامع سنة 275هـ؛ حيث دمر الجزء الذي أضيف بأمر عبد الله بن طاهر، فأمر خمارويه بن أحمد بن طولون بعمارته، وكتب اسمه عليه، ثم زاد فيه أبو حفص عمر القاضي العباسي في رجب سنة 336هـ، ثم زاد فيه أبو بكر محمد بن عبد الله بن الخازن رواقًا واحدًا مقداره 9 أذرع في سنة 357هـ، ومات قبل أن يتمها، فأتمها ابنه "علي" في سنة 357هـ.

ثم زاد فيه أيام الوزير يعقوب بن يوسف بن كلس، "الفوارة" التي تحت قبة بيت المال، وذلك في سنة 378هـ.

وجدد "الحاكم" الفاطمي بياض المسجد الجامع، ثم بدأ الانصراف وعدم الاهتمام به، وحدثت مجاعة ووباء أدى على خراب هذه الأماكن وغيرها، وكان ذلك في أيام المستنصر بن الظاهر بن الحاكم 457هـ، واستمرت سبع سنوات إلى سنة 464هـ.

ثم ورد أمير الجيوش "بدر الجمالي" من الشام إلى مصر في سنة 466هـ، وقد عمَّ الخراب جانبي الفسطاط الشرقي والغربي فعمره (عمروا بعضه وبقي بعضه على خرابه).

ثم حدث في سنة 564هـ نزول الإفرنج على مصر وتهديدهم للقاهرة، فأضرمت النار في مصر، لئلا يملكها العدو.

وفي سنة 572هـ قدم صلاح الدين بن أيوب من الشام فملك مصر واستردها من الفاطميين، فعمر المسجد وجدده وبنى سورًا ضخمًا على الفسطاط والقاهرة والقلعة، فكان طوله تسعة وعشرين ألف ذراع هاشمي وثلاثمائة ذراع (29300 ذراع).

قادة فتح مصر

·      عمرو بن العاص السهمي.

·      الزبير بن العوام الأسدي.

·      عبادة بن الصامت الخزرجي.

·      المقداد بن الأسود.

·      مسلمة بن مخلد.

·      عبد الله بن سلام.

·      عبد الله بن حذافة السهمي.

·      خارجة بن حذافة العدوي.

·      عمير بن وهب الجمحي.

·      عقبة بن عامر الجهني.

·      وردان مولى عمرو بن العاص.

·      عبد الله بن عمرو بن العاص.

من قادة الفتح:

(1) عمرو بن العاص السهمي رضي الله عنه

فاتح فلسطين ومصر وليبيا

·      هو عمرو بن العاص بن وائل السهمي، أحد سادات قريش.

·      اشتغل بالجزارة والتجارة ومهر فيها.

·      عرف بـ"داهية العرب" وبالبراعة السياسية.

·      أسلم عام 8 هـ مع خالد بن الوليد.

·      بدأ فتح مصر في ذي الحجة عام 18هـ، وأتم فتحها عام 20هـ.

·      أنشأ الفسطاط واتخذها عاصمة، وبنى مسجده الشهير بها.

·      توفي بمصر عام 43هـ، وعمره سبعون عامًا.

 (2) الزبير بن العوام الأسدي رضي الله عنه

مقتحم أسوار حصن بابليون

·      أبوه العوام بن خويلد بن أسد.

·      أمه حنيفة بنت عبد المطلب.

·      أحد العشرة المبشرين بالجنة.

·      حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم.

·      رجل بألف رجل.

·      أسلم وعمره 16 عامًا، وهو خامس الذين أسلموا.

·      هاجر إلى الحبشة والمدينة.

·  أول من سل سيفه في سبيل الله في مكة؛ دفاعًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

·      قائد جيش المدد لفتح مصر والساعد الأيمن لعمرو بن العاص.

·  قام بمفرده باقتحام أسوار حصن بابليون؛ عن طريق سلم طويل، ونزل إلى الحصن، وفتح الباب للمسلمين، بعد أن كبَّر وكبر المسلمون.

·      استشهد عام 36هـ وعمره 64 عامًا.

 (3) عبادة بن الصامت الأنصاري رضي الله عنه

فاتح الإسكندرية

·  من الذين شهدوا بيعتي العقبة الأولى والثانية، وكان أحد النقباء الاثنى عشر في البيعة.

·  كان ممن جمع القرآن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان ممن بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم على قول الحق في الله، وألا يخشى في الله لومة لائم.

·      شهد بدرًا وباقي الغزوات.

·      كان شديد سواد البشرة، وطوله يزيد عن المترين (مهيبًا).

·      أقام فترة بحمص لتعليم الناس القرآن والإسلام.

·      قال عنه عمر بن الخطاب: (إنه رجل بألف رجل).

·      تولى مفاوضة المقوقس على شروط الصلح والتسليم.

·      تولى اقتحام حصن الإسكندرية، وحمل يومها لواء الجيش.

·      بعد الفتح عاد إلى أرض الشام، وشهد مع معاوية فتح قبرص.

·      توفى بالرملة (ببيت المقدس) عام 34هـ وعمره 72 عامًا.

(4) المقداد بن الأسود رضي الله عنه

·      هو المقداد بن عمرو، ويعرف بابن الأسود.

·      أحد السبعة الذين كانوا من أول من أظهروا الإسلام.

·      أول من قاتل على فرس في سبيل الله، شهد بدرًا وغيرها.

·      أبلى بلاءً حسنًا أثناء فتح مصر.

(5) مسلمة بن مخلد رضي الله عنه

·      هو مسلمة بن مخلد بن صامت الأنصاري.

·      من كبار الأمراء، شارك في فتح مصر، تولى إمارة مصر عام 47 هـ.

·      سيَّر الغزاة من مصر إلى المغرب برًّا وبحرًا.

·      أول من جعل المنائر التي هي محل الأذان بالمساجد.

·      توفي ودفن بالإسكندرية.

(6) عبد الله بن سلام رضي الله عنه

فاتح جزر بحيرة المنزلة

·      هو عبد الله بن سلام بن الحارث، من نسل يوسف بن يعقوب.

 ·      أسلم عند قدوم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.

·      فتح حصون الروم ببحيرة المنزلة، وأهمها: حصن تنيس الرومي.

·      توفي بالمدينة المنورة.

·      أول من وصف اليهود، بقوله للرسول صلى الله عليه وسلم: إنهم قوم بهت.

(7) عبد الله بن حذافة السهمي

فاتح رأس الدلتا وطنطا وعين شمس

·      هو عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي

·      هاجر إلى الحبشة.. وشهد بدرًا.

·      أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم مبعوثًا إلى كسرى.

·      كان شاعرًا صاحب دعابة.

·  أسره الروم في أيام عمر بن الخطاب، ثم أطلقوه بعد أن قبَّل رأس ملك الروم (هرقل) ليطلق سراح أسرى المسلمين، وعندما قدم إلى عمر بن الخطاب قال: "حق على كل مسلم أن يقبل رأس ابن حذافة، وأنا أبدأ به" وقبل رأسه.

·  فاتح مدينة هليوبوليس "عين شمس حاليًّا" (إن جامعة عين شمس يجب أن يطلق عليها جامعة "عبد الله بن حذافة").

·      توفي بمصر في عهد عثمان بن عفان عام 33هـ.

(8) عمير بن وهب الجمحي رضي الله عنه

فاتح الدقهلية ودمياط

·      هو عمير بن وهب الجمحي رضي الله عنه وأرضاه.

·      شهد بدرًا قبل أن يسلم.

·      تآمر معه صفوان للذهاب للمدينة لاغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم.

·      أسلم بالمدينة عندما أخبره الرسول صلى الله عليه وسلم بما أسرَّه مع صفوان.

·      شهد أحدًا وما بعدها من الغزوات.

·      كان يتميز بالشجاعة والقدرة على الاستطلاع الدقيق.

·      عاش حياته فقيرًا زاهدًا مجاهدًا في سبيل الله.

·      توفي في خلافة عثمان بن عفان عام 24هـ.

(9) خارجة بن حذافة العدوي رضي الله عنه

فاتح الفيوم والصعيد

·      هو خارجة بن حذافة من بني كعب بن لؤي، صحابي، من الشجعان.

·  كان يعد بألف فارس، أمدَّ به عمر بن الخطاب أثناء فتح مصر عمرو بن العاص، فكان قائد الفتح لمنطقة الفيوم وما بعدها، وساعده في ذلك "وردان".

·      قاد معارك الفيوم: (أبريط - أهناسيا - البهنسا) ثم أسوان.

·      تولى الشرط في فترة ولاية عمرو بن العاص على مصر.

·      روى عنه المصريون أحاديث كثيرة.

·      توفي بمصر عام 40هـ.

 (10) عقبة بن عامر رضي الله عنه

فاتح الصعيد والنوبة

·      هو عقبة بن عامر بن عيسى الجهني.

·      كان يعمل راعيًا قبل إسلامه وبعده.

·      أسلم بعد الهجرة.

·      شهد غزوة أحد وما بعدها من المشاهد.

·      أنفق ماله في الجهاد في سبيل الله.

·  أغلب الأحاديث التي رواها عن الرسول صلى الله عليه وسلم (55) حديثًا في الجهاد والحث عليه.

·  كان يحب الرمي بالقوس ويجيده، وكان كل رأس ماله- بعد وفاته- بضعًا وسبعين قوسًا مع توابعها، أوصى بها في سبيل الله.

·  قائد فتح الصعيد، كما قام بدحر الهجوم المضاد على الفسطاط من الروم بالفيوم، وطاردهم وهزمهم حتى الفيوم.

·      توفى عام 58 هـ بمصر، ودفن بالمقطم.

 (11) عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه

قائد المقدمة يوم كريون

·      ولد في مكة سنة 7 هـ (616م) وتوفي 65هـ (674م).

·      أسلم قبل أبيه، وكان يجيد الكتابة واللغة السريانية.

·  كان كثير العبادة حتى قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لجسدك عليك حقاً...".

·  وكان يشهد كثيرًا من الحروب والغزوات، ويضرب بسيفين، وحمل راية أبيه يوم اليرموك.

·  قاد مقدمة الجيش في معركة كريون التي سبقت فتح الإسكندرية. وأصيب فيها إصابة شديدة، واستمر يحمل الراية ويقاتل رغم نزيف دمائه.

·  اعتزل في عهد يزيد بن معاوية بجهة عسقلان منقطعًا للعبادة، وقد عمي بصره في آخر حياته وتوفي هناك.

(12) وردان مولى عمرو بن العاص رضي الله عنه

حامل اللواء يوم كريون

·      هو جد الفرات بن يزيد.

·  من أهل الطائف الذين أعتقهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد جعل ولايته لأبان بن سعيد بن العاص ليعلمه القرآن، ثم انتقلت ولايته إلى عمرو بن العاص.

·  كان شجاعًا مقدامًا في الحروب، لا يعرف الانسحاب ولا يتردد، قاد الجيش في معركة كريون، وكانت من أعنف المعارك. ونصحه البعض بالانسحاب والتراجع مؤقتًا فرفض وتقدم ببسالة، حتى فتح الله على يديه المدينة وشارك في فتح الإسكندرية بعدها رغم جراحه.

·      كما شارك في فتح الصعيد والنوبة مع عقبة بن عامر سنة 36هـ.

موجز معارك الفتح

(1)

* دخل عمرو بن العاص العريش دون مقاومة في 10 ذي الحجة 18 هـ ديسمبر 639م، (وسمي المكان الذي خيَّم فيه بـ"المساعيد").

1- معركة الفرما "مكانها الآن رمانة بشمال سيناء"، المحرم 19هـ / 640م.

2- معركة بلبيس: المسلمون 4 آلاف، والروم 12 ألفًا بقيادة أرطبون، ربيع أول 19 هـ.

3- معركة حصن أم دنين "مكانها الآن مسجد الفتح بميدان رمسيس"، اقتحم في رجب 19 هـ/ أوائل يوليو 640م.

4- إبادة كتيبة الملاحقة الرومية: وكانت غرب الجيزة، وقتل جميع أفرادها.

5- معركة عين شمس "مكانها الآن منطقة العباسية"، المسلمون 12 ألفًا والروم 30 ألفًا.

6- اقتحام حصن بابليون: اقتحمه الزبير بن العوام بعد حصار دام 7 أشهر، الروم بالحصن 50 لفًا، وتمَّ الفتح في أواخر جمادى الأولى 20 هـ/ 6 أبريل 641م.

7- معركة ترنوط.

8- معركة كوم شريك.

9- معركة سلطيس "على بعد 9كم من مدينة دمنهور".

10- معركة مدينة كريون، وقد استمر القتال ليلاً ونهارًا بضعة عشر يومًا، قاد الفتح وردان مولى عمرو بن العاص يساعده عبد الله بن عمرو بن العاص.

11- معارك الجيزة ونقيوس: عندما حاول الروم الانقضاض من الفيوم على الفسطاط والطريق إلى الإسكندرية فردهم وهزمهم عقبة بن عامر.

12- حملة عقبة بن عامر الجهني نحو الفيوم لضرب الروم بها.

13- استكمال فتح الدلتا بقيادة أربع قواد، وهم:

* خارجة بن حذافة العدوي لمنطقة المنزلة.

* عمير بن وهب الجمحي لدمياط وفرع دمياط.

* عبد الله بن حذافة السهمي لرأس الدلتا حتى طنطا.

* عقبة بن عامر الجهني لغرب الدلتا وباقي قراها.

14- فتح الإسكندرية:

كانت معركة الإسكندرية في يوم الجمعة أول محرم 21 هـ / أواخر نوفمبر 641م، اقتحمها عبادة بن الصامت بعد حصار أربعة أشهر.

15- فتح الفيوم والصعيد حتى أسوان على يد خارجة بن حذافة العدوي، ودارت هناك معارك متعددة مثل: الفيوم- أبريط– أهناسيا– البهنسا حتى أسوان سنة 21 هـ.

16- فتح النوبة ودنقلة على يد عقبة بن عامر سنة 36هـ، وساعده فيها وردان.

وصف معارك الفتح

وصف معارك القاهرة (1)

معركة أم دنين

والحصار الأول لحصن بابليون

1- التقدم من بلبيس حتى وصل حصن أم دنين وعسكر أمام الحصن وعند حديقة الأزبكية.

2- وصل المدد 4 آلاف، وأصبح المسلمون 8 آلاف، وفتح الحصن بعد شهر ونصف (رجب 19هـ/ أوائل يوليو 640م).

3- تقدم جنوبًا باتجاه حصن بابليون، ويعرف الآن بقصر الشمع والكنيسة المعلقة.

4- مناورة لاستدراج الروم خارج الحصن.

5- تقدم جنوبًا، ثم عبر النيل إلى الضفة الغربية، ثم تقدم جنوبًا باتجاه الفيوم، ثم عاد واستدار باتجاه الجيزة، ثم تحرك غربًا داخل الصحراء، لاستدراج كتيبة الملاحقة ثم الفتك بها وإبادتها، وقتل قائدها "حنا" الرومي، وكان مقربًا لهرقل، فأرسل إليه جثمانه ليدفن بالقسطنطينية.

6- العودة للضفة الشرقية للنيل لاستقبال المدد.

7- استقبال المدد في عين شمس ليصبح إجمال العدد 12 ألفًا، وحصن بابليون به 50 ألفًا من الروم بقيادة تيودور.

 الصورة غير متاحة

 (خريطة رقم (1))

 

 

 الصورة غير متاحة

 (خريطة رقم (3))

 

وصف معارك القاهرة (2)

معركة عين شمس

وحصار حصن بابليون

1- التقدم من عين شمس لملاقاة الروم.

2- أرسل عمرو بن العاص كمينًا في جهة المقطم عند القلعة حاليًّا، وكمينًا آخر في أم دنين.

3- تقدم الجيش الرومي بالسفن في النيل، وبرًّا باتجاه عين شمس.

4- التقى المسلمون والروم في العباسية.

5- هاجم الكمين الأول المؤخرة، ثم هاجم الكمين الثاني الأجناب، وانهزم الروم وهربوا باتجاه صن بابليون.

6- تحرك المسلمون جنوبًا وحاصروا حصن بابليون مرة أخرى.

7- المفاوضات الأولى بين المقوقس وعمرو بعد انتقال المقوقس لجزيرة الروضة.

8- اقتحام الحصن بقيادة الزبير بن العوام في أواخر جمادى الأولى 20 هـ/ 6 أبريل 641م، وإتمام عقد الجزية لقبط مصر على يد المقوقس رجب 20 هـ/ أواخر مايو 641.

 

 الصورة غير متاحة

 (خريطة رقم (3))

 

فتح حصن بابليون

- أواخر جمادى الأولى 20 هـ/ 6 أبريل 641م.

- مكانه الآن قصر الشمع والكنيسة المعلقة بالقرب من الفسطاط، مقابلاً الجيزة على الضفة الأخرى للنيل.

- يحيطه الماء من خنادق وترع من كل جانب، وعلى اتصال مباشر بالنيل، وتوجد على المياه قنطرة متحركة لا يمكن فتحها أو تحريكها إلا من الداخل.

- أبواب الحصن من الحديد السميك.

- أسوار الحصن ارتفاعها: 60 قدمًا، وسمكها: 18 قدمًا، وعليها أبراج مرتفعة حصينة.

- يحمى بسفن راسية في النيل، والترع المحيطة به للحماية والدفاع عنه.

- إجمالي فترة الحصار للحصن 7 أشهر.

- تم فتح الحصن بعد معركة عين شمس التي انتصر فيها المسلمون.

- اقتحمه الزبير بن العوام ليلاً بمفرده عن طريق سلم طويل جدًا، تسلقه ثم قتل من على الأسوار والأبراج ثم قفز داخل الحصن وفتح الأبواب، وقد تدافع المسلمون على السلم الذي تسلقه الزبير، وكان تكبير الزبير والصحابة في جوف الليل يهز الحصن هزًّا وفتح الحصن.

- قام عمرو بن العاص برص السفن والمراكب في مجرى النيل من الحصن إلى جزيرة الروضة، ثم من الروضة إلى مجرى النيل الرئيسي، وبذلك أصبح هناك ما يشبه الجسر، للانتقال بسرعة إلى الضفة الأخرى من النيل، وكذلك السيطرة التامة على الملاحة البحرية فيه.

معركة: كوم شريك

بعد معركة نقيوس العنيفة، والتي خاض المسلمون فيها حربًا بحرية (في النيل) مع السفن الرومية، هرب الروم، وأرسل عمرو بن العاص "شريك بن سُمّى" لمطاردتهم، فاستدرجوه وحاصروه، فاعتصم بتل هناك– أصبح يعرف باسمه بعد ذلك "كوم شريك" وهو أحد مراكز كوم حمادة، فبلغ الخبر سيدنا عمرو بن العاص؛ حيث نجح أحد الفرسان ممن مع سيدنا شريك أن يخترق الحصار الرومي بفرسه ويخبر عمرو بن العاص، الذي أسرع بجيشه فهزم الروم عندها، وفك الحصار عن شريك ومن معه.

معركة: كريون

كانت حصينة وقوية، وتشكل خط الدفاع الرئيسي عن الإسكندرية، وتقع على ترعة رئيسية من النيل "ترعة الثعبان".

قاد المعركة "وردان" وحمل لواء الجيش، وكان على المقدمة "عبد الله بن عمرو بن العاص"، واستمر القتال العنيف حولها بضعة عشر يومًا، في اليوم الأول من المعارك استمر القتال طوال الليل حتى صباح اليوم التالي.

أصيب عبد الله بن عمرو إصابة شديدة، واستمر يحمل الراية ويقاتل رغم نزيف دمائه، وعندما اشتد النزيف سأل وردان أن يتقهقر هذا اليوم؛ ليريح الجسد ويعالج الجراح، فقال وردان- وقد بدأت صفوف الروم تضعف-: الروح تريد؟!، الروح أمامك وليس خلفك... فالجنة لا تُنال إلا بالتقدم، فأجاب عبد الله– يخاطب نفسه–: رويدك يا نفس تحملي... تحمدي أو تستريحي، واستمر القتال حتى فتح الله عليهم الحصن والمدينة يومها.

 الصورة غير متاحة

 (خريطة رقم (4))

 

وصف معارك فتح الدلتا قبل فتح الإسكندرية

* حملة عقبة بن عامر الجهني تجاه الفيوم؛ لتأديب الروم هناك ثم العودة للدلتا.

* حملة عمير بن وهب الجمحي باتجاه دمياط والبلاد التي تقع على فرع دمياط؛ ففتح هذه المناطق وصالحها على عقد الجزية.. فتح: دمياط- تدنة- دميرة- شطا- دقهلة- سمنود- أبو صير.

* عبد الله بن حذافة السهمي استكمل المنطقة المحيطة بعين شمس ثم رأس الدلتا: منوف- أتريب- طنطا.

* حملة عقبة بن عامر الجهني في استكمال فتح قرى الدلتا (غرب الدلتا) بعد العودة من مطاردة الروم باتجاه الفيوم.

* خارجة بن حذافة العدوي لمنطقة المنزلة وما يحيط بها وشرق الدلتا.

* أقام عبد الله بن سلام في جزر بحيرة المنزلة لفتح باقي الحصون الرومية في بحيرة المنزلة، وعلى شاطئ البحر المتوسط هناك وأخضعها جميعًا، ويعرف مكان إقامته هناك باسم "كوم ابن سلام".

 الصورة غير متاحة

(خريطة رقم (5))

فتح الإسكندرية

الجمعة أول محرم 21 هـ - أواخر نوفمبر 641م.

كانت تحميها الحصون والأسوار والمياه. وتم فتحها بعد أربعة أشهر من الحصار. كان بداخلها خمسون ألف مقاتل، والمسلمون خارجها ثمانية آلاف.

اقتحم الأسوار عبادة بن الصامت بمساعدة الثلاثة الذين وصفهم الخليفة عمر: الواحد منهم يعدل ألفًا (الزبير بن العوام- المقداد بن الأسود- مسلمة بن مخلد).

فتحت في الجمعة أول محرم 21 هـ- نوفمبر 641م، وبعد ذلك أغار عليها الروم مرتين:

الإغارة الأولى:

أغار الروم من البحر بجيش كبير (300 سفينة) وأعادوا احتلالها، فعاد عمرو بن العاص بسرعة واقتحم المدينة بالسيف، واستخلف عليها عبد الله بن حذافة.

الإغارة الثانية:

أغار الروم في عهد قسطنطين بن هرقل، فاستولوا عليها وتقدموا باتجاه الفسطاط، تصدى لهم عمرو بن العاص، فكانت معركة قرب سلطيس فانهزموا وفروا إلى الإسكندرية، فاقتحمها عمرو بالسيف، وقتل قائد الجيش الرومي وجميع قادته، ومن ساعدهم من الأهالي، ثم هدم جميع أسوار المدينة.

فتح الصعيد والنوبة

1ـ حملة عقبة بن عامر باتجاه الفيوم قبل فتح الإسكندرية.

2ـ بعد فتح الإسكندرية، حملة خارجة بن حذافة بدءًا من الفيوم حتى أسوان (21هـ).

3ـ وقد دارت معارك عنيفة في: الفيوم- أبريط- أهناسيا- البهنسا حتى أسوان.

4ـ فتح النوبة: حملة عقبة بن عامر تحت إمرة عبد الله بن سعد بن أبي سرح والي مصر في عهد الخليفة عثمان بن عفان؛ ففتح النوبة إلى دنقلة من أرض السودان 36هـ، وساعده فيها "وردان". وكانت معارك النوبة عنيفة؛ حيث اشتهر أهلها بدقة رمي السهام، وإصابة العيون، فسموا بـ: "رماة الحُدق".

 الصورة غير متاحة

 (خريطة رقم (6)).

أيام لا تنسى

1ـ 10 ذي الحجة 18 هـ / 5 ديسمبر 639م: دخول عمرو بن العاص بجيش الفتح إلى العريش ومعه 4 آلاف مقاتل.

2ـ أواخر جمادى الأولى 20 هـ / 6 أبريل 641م فتح حصن بابليون وفتحه الزبير بن العوام.

3ـ الجمعة رجب 20 هـ/ أواخر مايو 641م إقرار عقد الجزية والصلح مع المقوقس، وبذلك فتحت مصر صلحًا وبقي بعد ذلك تطهيرها من الروم المحتلين.

4ـ أول المحرم 21هـ/ أواخر نوفمبر 641م: فتح الإسكندرية.

أرقام

بلغ جملة من شارك في الفتح شاملاً الدلتا والصعيد: خمسة عشر ألفًا وخمسمائة مسلم؛ استشهد منهم ما يزيد عن ستة آلاف:

* 2200 شهيد حتى فتح حصن بابليون.

* 2000 شهيد في فتح الدلتا أغلبهم في الطريق إلى الإسكندرية وفي فتحها واستردادها مرتين من الروم (ملحوظة: استشهد من حامية المسلمين بالإسكندرية حوالي 700، قتلهم الروم غدرًا، عندما نقضوا الأمان واحتلوا الإسكندرية في المرة الثانية).

وباقي الستة الآلاف شهيد (حوالي 2000) استشهدوا في فتح صعيد مصر. واختلف في تعداد أهل مصر وقتها، أكثر الروايات تقدر أنهم كانوا أكثر من 9 ملايين، حيث ورد أن عدد من ضربت عليهم الجزية هو 6 ملايين، فكان خراجها 12 مليون دينار، وقيل إن الـ6 ملايين هو تعداد أهل مصر، وأن من ضربت عليهم الجزية كانوا مليونًا فقط؛ أي أن خراج مصر كان مليوني دينار من الجزية سنويًّا فقط، وقد انكسر هذا الخراج في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز بدرجة كبيرة حيث أسلم أغلب أهل مصر.

أما بعد..

فقد جاهد هؤلاء الصحابة وحملوا راية الإسلام وبذلوا دماءهم وأرواحهم على أرض مصر ليقيموا شرع الله فيها.. ولينعم أهلها بالإسلام ويحرروهم من ظلم الرومان- ليس فقط تلك الملايين الستة وقتها- وإنما أبناؤهم وأحفادهم إلى يوم القيامة.. لقد سلموا راية الإسلام عالية منتصرة على هذه الأرض الطيبة بعد أن خضبوها بدمائهم.

واليوم ماذا نحن فاعلون بها وبهذه الأمانة؟!!

إن التهاون والتفريط في دعوة الله ليس فقط تفريطًا في المسئولية نحاسب عنه أمام الله، والأجيال القادمة، وإنما هو خيانة لهذه الدماء الطاهرة ولهؤلاء الشهداء من الصحابة رضي الله عنهم.

----------

مراجع للإفادة:

- فتح مصر لابن عبد الحكم.

- أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير.

- تاريخ الطبري.

- البداية والنهاية لابن كثير.

- الطبقات الكبرى لابن سعد.