حذرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية من أن الهجوم المتسارع المدعوم من روسيا ضد إدلب في شمال غرب سوريا، يتحول بسرعة إلى أسوأ كارثة إنسانية للحرب، وستشعر أوروبا بتداعياتها قريبا.

وقالت الصحيفة: "شرد ما يقرب من نصف سكان سوريا قبل الحرب البالغ عددهم 22 مليون نسمة، لكن هذا التدفق الجديد للاجئين، الذي يصل إلى الحدود التركية قد يتضاعف بسرعة".

وأضافت أن أزمة اللاجئين التي جاءت بعد دخول روسيا إلى الحرب لإنقاذ نظام الأسد المتعثر، وأدت إلى صفقة تركيا مع الاتحاد الأوروبي لتكون بمثابة نوع من التمسك باللاجئين السوريين.

ودخلت روسيا وتركيا في ذلك الوقت في تحالف للراحة في سوريا بجانب إيران، رغم أنهما كانا على طرفي نقيض، موسكو مع الأسد، وأنقرة تدعم مجموعة من الجماعات المتمردة، في عام 2017 ، توصلوا إلى اتفاق لإنشاء أربع "مناطق لإزالة التصعيد"، بما في ذلك إدلب.

"نظام الأسد كان بحاجة إلى مساحة لالتقاط الأنفاس لقد انهارت الصفقة بين رئيسي روسيا فلاديمير بوتين، تركيا رجب طيب أردوغان بسبب فشل الأتراك ووكلائهم السوريين، لكبح جماح تنظيمات القاعدة، التي لديها ما يقدر بنحو 20 ألف مقاتل في إدلب، وأعطت روسيا الضوء الأخضر لدفع الأسد لاستعادة السيطرة على المقاطعة".. تتابع الصحيفة.

وأوضحت أن أنقرة في مسار تصادمي مع موسكو، حتى لو وجهت نهاياتها إلى دمشق، ويصب على إدلب النيران سكان إدلب البالغ عددهم ثلاثة ملايين، وتحملوا الرعب المحسوب من الغارات الجوية وقصف المستشفيات والمدارس والأسواق والمخابز.

ونقلت الصحيفة عن مقال فابريس بالانش باحث فرنسي من سوريا قوله: "هدف أردوغان هو استبدال هؤلاء الأكراد في شمال سوريا مع العرب السنة من أجل إقامة منطقة عازلة غير كردية على طول الحدود بأكملها.