يُخاطر النازحون في الشمال السوري بالعودة إلى بلداتهم ومدنهم، التي خرجوا منها هرباً من حمم القذائف والصواريخ، للحصول على بعض الأغطية والألبسة علّها تُشعر عائلاتهم بالدفء، أو بعض المواد الغذائية وأغراض المطبخ التي خلفوها في منازلهم.

أهالي سرمين في ريف إدلب يعانون في الحصول على بعض من أشيائهم من منازلهم التي أجبروا على الرحيل عنها تحت القصف، إذ قال مسؤول الإعلام في المجلس المحلي في مدينة سرمين نصر الدين حسون، لـ"العربي الجديد"، إن "العائق الذي يقف أمام أهالي المدينة لإخراج أشيائهم من المدينة هو تواصل الرمايات المدفعية التي تستهدف أي تحرك بداخلها، من قبل القوات النظامية الموجودة في بلدات قريبة منها، فمثلاً الأحياء الشرقية والجنوبية من الصعب جداً دخولها، لأنها تعتبر منطقة عمليات عسكرية".

بالرغم من ذلك خاطر بعض الأهالي بحياتهم ودخلوا إلى المدينة، مواجهين إلى جانب مخاطر القصف سوء الطرقات وانتشار الشظايا والقذائف غير المنفجرة والركام المنتشر في الشوارع، في المقابل كثير من الأهالي بحاجة إلى إخراج العديد من الحاجيات، التي قد تعينهم على تحسين واقع النزوح المأساوي، إلا أن الخوف من القصف يمنعهم من ذلك"، مضيفاً أن "المدنيين الذين دخلوا إلى المدينة استعانوا بقبضات لا سلكية يتلقون عبرها التحذيرات في حال تم رصدهم من قبل القوات النظامية".

من جهته، رأى ابن مدينة دارة عزة بريف حلب والناشط الإعلامي ثائر عبيد، والذي ما يزال في مدينته بالرغم من نزوح معظم أهلها مؤخراً نتيجة القصف، خلال حديثه لـ "العربي الجديد"، أنه "بالرغم من أن تأمين إيجار السيارة والقصف من الصعوبات التي يواجهها النازح في الوصول إلى أغراض منزله، لكن هناك مشكلة أكبر وهي إلى أين سنأخذ تلك الأغراض ونحن لا نعلم وجهتنا ولا أين نذهب".

بدوره، قال رئيس المكتب الإعلامي في الدفاع المدني بحلب إبراهيم أبو الليث، لـ"العربي الجديد"، "يتعرض كل من يحاول العودة إلى البلدات والمدن التي تم تهجير أهلها عبر القصف، لأخذ بعض حاجياتهم، للاستهداف، إضافة إلى مخاطر مخلفات القصف غير المنفجرة، وهذه تشكل خطراً حقيقياً على حياة المدنيين".