أكدت حركة حماس أن محاولات الاحتلال الصهيوني لتهويد المسجد الإبراهيمي والبلدة القديمة في الخليل ستفشل، وذلك بفضل رباط أبناء شعبنا وإصرارهم على رد العدوان وحماية المقدسات.

وقالت الحركة في بيانٍ لها، اليوم الثلاثاء، في الذكرى السنوية الـ26 لمجزرة الحرم الإبراهيمي، "لقد كان الرد على مجزرة خانيونس عنوانًا جديدًا للمقاومة، أثبتت فيه قدرتها على حماية دماء شعبنا والرد على تطرف الاحتلال ومستوطنيه، الذين يعتدون على الأرض والإنسان دون رادع".

وأضافت: "إن مسيرة شعبنا البطل لن تتوقف إلا بنيل حقوقه كاملة بما فيها طرد المشروع الاستيطاني من أرضنا المحتلة، وخلاص المقدسات الإسلامية والمسيحية من الهجمات العدوانية".

واعتبرت حماس، أن صلاة الفجر العظيم في المسجدين الأقصى والإبراهيمي وبقية مساجد فلسطين شكلت عنوانًا للعمل الوحدوي لأبناء شعبنا كافة، وحالة متقدمة يجب البناء عليها لإطلاق برنامج وطني شامل لمواجهة الاحتلال وإجراءاته، ووقف مشاريع الضم التي تتسلح بالقرارات الأمريكية وسياسة الأمر الواقع.

وتابعت: "إن القتل والإجرام والمجازر هي هوية المشروع الصهيوني منذ انطلاقه، فمنذ نشأته دأب على قتل شعبنا وتشريده من أرضه، لكن إرادة هذا الشعب البطل جعلته ينطلق مدافعًا عن حقه، يصنع هويته النضالية من وسط خيام اللاجئين".

اختتمت حماس بيانها، بالقول: "في ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي نستذكر شهداءنا الأبرار الذين ارتقوا برصاص المجرم "باروخ غولدشتاين" مدفوعًا من حكومة الاحتلال التي شاركت في المجزرة لتقسم المسجد الإبراهيمي"، مشيرة أن "المجزرة شكلت برغم آلام جراحها، بداية مرحلة جديدة قادها مهندس الأجيال يحيى عياش، ليقول لقادة الاحتلال إن شعبنا سيدافع عن دماء أبنائه، وسيقاوم في قلب المدن المحتلة".

توُصادف اليوم؛ 25 فبراير، الذكرى السنوية الـ 26 لمجزرة المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل (جنوب الضفة الغربية المحتلة)، والتي ارتكبها المستوطن المتطرف باروخ غولدشتاين، بحق المصلين أثناء تأديتهم لصلاة الفجر، عبر إطلاق النار عليهم.

وقد أسفرت تلك المجزرة عن استشهاد 29 فلسطينيًا وإصابة نحو 200 آخرين، قبل قتل المتطرف غولدشتاين، والذي نفذ جريمته بمساعدة مستوطنين آخرين وبتواطؤ من قبل جيش الاحتلال.

وبدأت فصول الجريمة فجر يوم الـ 25 من شهر رمضان لعام 1994 (الموافق تاريخه الميلادي 25  فبراير)، وتبعها فرض الاحتلال لوقائع على الأرض من خلال تقسيم المسجد الإبراهيمي والإجراءات التي فرضت لاحقًا وغيرت معالم المنطقة برمتها.

وعقب المجزرة أغلق الاحتلال المسجد الإبراهيمي والبلدة القديمة في الخليل مدة 6 شهور كاملة بدعوى التحقيق في المجزرة.

ولم تقتصر فصول الجريمة على ما ارتكبه المستوطن غولدشتاين، بل أطلق جنود الاحتلال الرصاص على المشيعين مما رفع عدد الضحايا إلى 50 شهيدًا و350 مصابًا، وعم التوتر والمواجهات الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل المحتل 48.

لم تكن المجزرة سوى حلقة من حلقات الإرهاب المستمر بأشكاله المختلفة من قتل وتهويد واعتداءات متواصلة بحق الإنسان والمقدسات الإسلامية، في محاولة يائسة لتغييب وطمس الهوية العربية والإسلامية للحرم الإبراهيمي الشريف.

تهويد يتصدى له الفلسطينيون بكل الأدوات الممكنة، وليس أدل على ذلك من حملة الفجر العظيم التي انطلقت في 31 من يناير الماضي حماية للمقدسات الإسلامية من خطر التهويد، لتعكس مرحلة جديدة من الصراع مع الاحتلال الصهيوني.