بسم الله الرحمن الرحيم: (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) (الأحزاب - 23).

تنعى جماعة الإخوان المسلمين الأستاذ الجليل أحمد حامد السيد إدريس، من الرعيل الأول للجماعة، والذي توفي في مدينة القرين بمحافظة الشرقية، عن عمر يناهز السابعة والثمانين عاما.

ويُعد الراحل الكريم من أصدق الإخوان وأصفاهم، ويمثل نموذجا طيبا في الثبات على طريق الدعوة حسب شهادة إخوانه ممن عايشوه، ففي عام 1954م حُكم عليه بالسجن خمس سنوات - ظلما- وكان لا يزال طالبا، ومر داخل السجن بفتن عديدة نجا منها وظل ثابتا ملتزما بقول الله جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران -200)، مقتديا بقادته.

وخرج من السجن عام 1960 م فواصل دراسته حتي تخرج مدرسا لمادة الرياضيات، وكان محبوبا من طلابه، وظل على عهده مع جماعته حتى وقعت محنة عام 1965م حين أصدر الطاغية قرارا باعتقال كل من سبق اعتقاله من الإخوان، فاعتقل مع عشرات الآلاف من المصلحين، بينما تُرك الحبل على الغارب للمفسدين، وحُكم عليه مرة أخرى ظلما بالسجن عشر سنوات بعد نزع اعترافات باطلة منه تحت تعذيب بشع وبإشراف شمس بدران ومساعده حمزة البسيوني.

وبعد قرابة العامين وقعت هزيمة يونيو عام 1967م المروعة للجيش وقَتل الطاغية (فرعون عصره) نائبه عبد الحكيم عامر، وسجن شمس بدران وصلاح نصر وحمزة البسيوني.. "إن ربك لبالمرصاد".

وظل الراحل الكريم يتنقل بين السجن الحربي وسجن القناطر وطرة حتى تم الإفراج عنه عام 1974م ليواصل المسيرة بكل ثبات على طريق دعوة الإخوان من مسجده الذي بناه وربّى فيه مئات الشباب حتى لقي الله.

نسأل الله أن يتقبله في الصالحين، وأن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

وتتقدم جماعة الإخوان المسلمين بخالص العزاء والمواساة لعائلته الكريمة وإلى تلامذته ومحبيه حول العالم، سائلين الله أن يلهمهم جميل الصبر وحسن العزاء.. وإنا لله وإنا اليه راجعون.

الإخوان المسلمون

الخميس ١٠ رجب ١٤٤١ هـ = ٥ مارس ٢٠٢٠م