لليوم الـ17 على التوالي، يواصل طالبو اللجوء الانتظار على الحدود التركية اليونانية، على أمل الوصول إلى دول أوروبا الغربية، رغم مرارة ما يصيبهم، بدءا من الطقس السيئ إلى عنف الأمن والأسلاك الشائكة اليونانية التي تنزف عندها آمالهم.

ويحاول غالبية الباحثين عن اللجوء - وفق مراسل الأناضول - اجتياز الحدود من خلال عبور نهر مريج الفاصل بين البلدين، فيما ينتظر قسم آخر في المنطقة العازلة بين معبري "بازار كوله" التركي وكاستانييس اليوناني على أمل أن تفتح اليونان أبوابها أمامهم.

ويصل عدد طالبي اللجوء المنتظرين على المعبر الحدودي، قرابة 10 آلاف يقيمون في خيام بدائية، مصرّين على الدخول إلى اليونان، رغم برودة الطقس، وتعرضهم بَيْنَ حِيْنٍ وآخَر للمياه المضغوطة والرصاص والغازات المسيلة للدموع التي يطلقها الأمن اليوناني عليهم.

ويواصل حرس الحدود اليوناني تعزيز الإجراءات الأمنية في المنطقة؛ حيث نصب مؤخرا حاجزا من الأسلاك الشائكة أمام بوابة كاستانيس الحدودية.

كما شرعت السلطات اليونانية، الجمعة، في بناء جدار من الإسمنت أمام البوابة الحدودية، فضلا عن تعزيز الأسلاك الشائكة الموجودة على ضفة نهر مريج.

وفي ذات السياق, قال الناطق باسم الخارجية التركية حامي أقصوي، إن تصريحات وزير الخارجية اليوناني، نيكوس دندياس، الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، دليل ملموس على سياسات اليونان غير الإنسانية والمخالفة للقوانين الدولية.

وأوضح أقصوي في بيان، أن تعامل السلطات اليونانية مع طالبي اللجوء المحتشدين على حدودها، تذكّر بممارسات النازيين.

أنقرة: تصريحات وزير خارجية اليونان تعكس سياسات أثينا غير الإنسانية

وتابع قائلا: "السلطات اليونانية تقوم بتجريد طالبي اللجوء من ثيابهم وتسلب أموالهم وهوياتهم وتضربهم وتعيدهم إلى بلادنا، وهذا يذكرنا بممارسات النازيين".

وأكد أقصوي أن اليونان تعبث بكامل قيم التي بُني عليها الاتحاد الأوروبي، ولا تقوم بحماية الحدود الأوروبية كما تدّعي.

وأشار إلى أن اليونان تستغل ملف طالبي اللجوء، لتحقيق مصالح سياسية قصيرة المدى.

ومنذ 27 فبراير الماضي، بدأ تدفق طالبي اللجوء إلى الحدود الغربية لتركيا، عقب إعلان أنقرة أنها لن تعيق حركتهم باتجاه أوروبا.

فيما ينتظر المئات من طالبي اللجوء الذين وصلوا خلال الأسابيع الأخيرة إلى البوسنة والهرسك، ويعيشون في ظروف قاسية، أن تفتح البلاد حدودها ليتوجهوا إلى دول أوروبا الغربية بحثا عن حياة أفضل.

وعقب قيام كرواتيا والمجر الواقعتين على طريق الهجرة بتشديد التدابير الأمنية على حدودهما، مؤخرا، اتجه المئات من طالبي اللجوء إلى البوسنة والهرسك عبر صربيا.

ويعاني المهاجرون من ظروف حياتية قاسية وغير صحية، ويطالبون المسؤولين بفتح الحدود والسماح لهم بالعيش في ظروف ملائمة مثل باقي الناس.

زيغلر: السلبية الكاملة التي تبديها الأمم المتحدة بشأن اللاجئين في اليونان فضيحة (رويترز)

وبات الأمل الوحيد لطالبي اللجوء في البوسنة، ومعظمهم من أفغانستان وباكستان والجزائر والمغرب، الوصول إلى الدول الأوروبية المتقدمة مثل ألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وإنجلترا.

ويصارع مئات المهاجرين الذين تزداد أعدادهم كل يوم، من أجل البقاء على قيد الحياة في ظل ظروف قاسية جدا في موقف الحافلات بمدينة طوزلا، شمال شرقي البوسنة، في خيام تفتقر إلى المعايير الصحية.

وفي ظل تزايد أعداد طالبي اللجوء باستمرار تصبح المساعدات المقدمة إليهم غير كافية.


لاجئون على جزيرة ليسبوس اليونانية يجهزون لصنع خبز في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي (رويترز)

وفي هذا الصدد، قالت إليسا دي بيري، الباحثة الإقليمية في منظمة العفو الدولية، إن "التركيز المتزايد على الحد من وصول اللاجئين والمهاجرين إلى أوروبا، ومنعهم من دخولها، يعني أن الترحيب بهم أو جعلهم يشعرون بالأمان أصبح يُعتبر بمثابة تهديد".

ومضت إليسا دي بيري قائلةً: "لقد تقاعست الدول الأوروبية عن تلبية أبسط الاحتياجات الأساسية للاجئين والمهاجرين، مما جعل أشخاصاً عاديين في كثير من الأحيان هم الذين يتولون دعم اللاجئين والمهاجرين، وتوفير خدمات أساسية لهم.

ومن شأن إقدام حكومات أوروبية على معاقبة الأشخاص الذين بادروا بسد تلك الفجوة أن يعرِّض اللاجئين والمهاجرين لمزيد من المخاطر".

وتتعرض البوسنة والهرسك خلال السنتين الأخيرتين، إلى موجات من اللاجئين تُقدر أعدادهم بنحو 7 آلاف مهاجر. ويرغب هؤلاء المهاجرين الوصول إلى أوروبا الغربية عبر كرواتيا.