معين الشيخ "أحمد ياسين"- يرحمه الله- لا ينضب من الفوائد والعبر، وفي مواقفه الدعوية والتربوية والجهادية؛ بل تفاصيل حياته اليومية زاد لا ينفد لكلِّ مسلم يبتغي الآخرة، والتجافي عن الدنيا الفانية، لقد كان دائم القول: "الأرواح بيد الله والأرزاق مكتوبة عند الإله، فعلام الخوف والفرار؟!"، ونقلت "تايم" قوله:" الإيمان بالله وبرسالة الإسلام يعني أن تطلب الشهادة ولا تخشى الموت"، وعاش حياته مجاهدًا، يربي النشأ على الجهاد ضد كل محتل غاصب لتعود لفلسطين بل للأمة الإسلامية عزها ومجدها، ومن ذلك كان ينطلق بالطلاب إلى خطِّ الحدود ليمتِّعوا عيونهم برؤية الوطن المحتل، فتشتاق نفوسهم لتحريره، وكان هو المعلم كيف يتحقق التحرير.

الثقة في الله تعالى والعمل مدرسًا

تخرج الشيخ "أحمد ياسين"- يرحمه الله- في مدرسة فلسطين الثانوية عام 1958م، وتطلعت نفسه إلى العمل، وكان ميدان العمل الذي يغري الشباب في ذلك الوقت التدريس، فتقدم الشاب بطلبه لمدير التعليم في القطاع، وعُرض طلبه على اللجنة المشكلة لذلك، وفي صبيحة يوم مقابلة اللجنة قابله أحد أصحابه في الصباح الباكر وهو ذاهب إلى اللجنة قبل الموعد بساعتين تقريبًا، وهو يغوص برجليه في الرمل فيسقط حينًا على الأرض، ويساعده أحد المارة حينًا آخر في الطريق الصلبة.

فقال له: إلى أين يا أخي "أحمد"؟ فأجابه الشيخ بكل ثقة: "لمقابلة اللجنة، فقد دعتني لمقابلتها"، فقال صاحبه مترفقًا به: "وهل تتصور أن اللجنة ستوافق عليك؟ وأنت تعرف سمعتها، يا أخى الكريم أرى أن توفر على نفسك شقاء الرحلة، وتعود من حيث أتيت"، فابتسم الشيخ وهو واقف يترنح يمينًا وشمالاً على أصابع قدميه، وقال: "يا أخي، هل تتصور أنني ذاهب إلى اللجنة لكي أستعطفها؟! لا والله، فأنا مسلمٌ واثقٌ أن الله إذا أراد لي التعيين، فلن يتمكن بشر من قطع رزقي؛ ألم تقرأ قوله تعالى: ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ* فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ﴾ (الذاريات: 22-23)، وهل فاتك حديث الرسول- عليه السلام- لابن عباس: "واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ما نفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف"؟! والله لإني واثق من أن الله تعالى لن يخيبني، فأنا متوكل على الله، وماضٍ في سبيله.

فماذا من أمر اللجنة؟

لقد رأت اللجنة شابًّا متفوقًا لبقًا ذكيًّا، قادرًا على العطاء؛ لكنه أعرج! وأرادت أن تبرهن على نزاهتها، وكان الناس يشكُّون في تلك النزاهة، فأدرجت اسم الشيخ "أحمد" في الكشف المرفوع إلى الحاكم الإداري العام ليبدي الرأي فيها، وكتب أمام اسمه: "قدراته ممتازة، درجاته مرتفعة ومتفوق؛ لكنه أعرج"، وتركت هذه العبارة في نفس الحاكم الإداري العام أثرًا لا يُمحى؛ إذ كان ولده الصغير قد وُلِد أعرج! فصاح معلقًا باللهجة المصرية: "وإيه يعنى أعرج! يعنى ما يشتغلش، يعنى يموت من الجوع"، وأشَّر بقلمه الأحمر أمام اسم "أحمد ياسين" بعبارة: "يُعَيَّن"، وكان دائم القول: "إن الأرواح بيد الله والأرزاق مكتوبة عند الإله، فعلام الخوف والفرار؟!".

الداعية المربي صاحب الدعوة

جعل "أحمد" من نفسه- في مدرسته منذ وضع أول يوم قدمه فيها- النواة التي يلتف حولها الطلاب، ووجههم إلى المسجد ليكمل لهم عقب صلاة العصر مرتين أسبوعيًّا ما لم تتسع له حصصهم المدرسية، وسُرَّ بذلك أولياء الأمور إلا بعضهم، فقد جاء أحد كبار ضباط السلطة ليشكو للناظر أمر هذا المدرس الذي يجمع الأولاد في المسجد؛ وهو ما لم يتعود الناس عليه، فأجاب الناظرُ الضابطَ بما أقنعه وأفحمه: "أنا سعيد جدًّا بهذا المدرس، وسأقدم له كتاب شكر على ذلك؛ فأين لنا المدرس الذي يدرِّس الدين عمليًّا في المسجد؟! وحبذا لو كان في كل مدرسة في القطاع مدرس مثله".

وموقف آخر لأحد أولياء أمور الطلبة، وكان طبيبًا شيوعيًّا، فلقد جاء شاكيًا للناظر، وقال: " قبلنا أن يصلي الولد، وقبلنا أن يذهب إلى المسجد، أما أن يصوم (إثنين) و(خميس) من كل أسبوع، فهذا أمرٌ صعبٌ، ولا نقبلُ به!" وكانت إجابة الناظر الإجابة الأولى نفسها في الموقف السابق.

لقد بدأ الشيخ بعد أن بدأ يعمل مدرسًا باستقطاب الطلاب وتوجيههم إلى المسجد، بدأ يعمل في كل مسجد مجموعة من الطلاب، تمارس نشاطها الرياضي والثقافي من خلال حلقات الدروس والاجتماعات والمسابقات الرياضية والرحلات التي كان يقيمها الشيخ ومساعدوه، وأسهم الشيخ "أحمد" إسهامًا كبيرًا في عملية التربية الإيمانية والجهادية لهؤلاء الشباب، وكم من المرات انطلق بهم إلى خط الحدود ليمتعوا عيونهم برؤية الوطن- وإن كانت تقف دونه الأسلاك- والتفكير في كيفية الخلاص من الاحتلال والتحرير.

الوعي والشجاعة في مواجهة التآمر على الإسلام

بعد عام 1967م، واحتلال اليهود لقطاع غزة، قدَّم مستشرق سويدي يلبس ثوب الصوفية، ويعمم رأسه بعمامة خضراء، ويقلد رقبته بمسبحة تتدلى حتى وسط بطنه! قدم هذا المستشرق إلى القطاع بصحبة أحد الأدعياء لنشر (البهائية) في القطاع، وكانت محطتهم الأولى عند الشيخ "إبراهيم الخالدي"- شيخ الطرق الصوفية في القطاع- وكان هذا الرجل لا يعرف من الإسلام إلا التسابيح والأذكار، وعرض القوم خطتهم الخبيثة للتعاون معه في نشر (البهائية) في القطاع على أنها حركة إسلامية صوفية هدفها خدمة الإسلام والمسلمين، وكاد الشيخ "إبراهيم" يوافق؛ بل رحَّب بالفكرة! حتى حضر الشيخ "أحمد ياسين" وبعض مساعديه، وبعد حوار ونقاش مع المستشرق السويدي ومساعديه اكتشفوا أن اللعبة خطيرة، فقاموا بإفحامهم أولاً، وفضح أمرهم بين الناس في المساجد، وتحذير الناس من خطتهم؛ حيث كان مركز (البهائية) العالمي يقع في مدينة (حيفا) بفلسطين المحتلة، وقد فشل القوم في إيجاد موطئ قدم لهم في القطاع كله، وعادوا من حيث أتوا خاسئين.

الدعوة والحركة في جميع أنحاء فلسطين

تدرج الشيخ "أحمد" في العمل كخطيب للجمعة ومتحدث بعدها أو قبلها، فمن مسجد (الشاطئ) إلى مسجد (الكنز) إلى مسجد (العباس) ليصبح بعد الاحتلال أشهر خطيب عرفه القطاع، وبلغت شهرته كل مدن وقرى القطاع، كما أنه طوَّر العمل في المسجد طبقًا لرسالته الحقيقية الأولى، فجعل دروسًا للنساء ودروسًا للرجال وثالثة للأطفال، ولأول مرة تشهد المساجد حركة نسائية تستمع إلى محاضرين أمثال الشيخ "أحمد" أو من ينتدبهم لذلك.

ولم يكتف باستقطاب جمهور المصلين فحسب؛ بل أسس صناديق في كل مسجد يتردد عليه، من حي (الشجاعية) في شرق غزة إلى مخيم الشاطئ في غربها، تلك الأحياء التي له فيها مريدون يسعون على الأرملة والمسكين، ويسدون للفقراء جوعهم وحوائجهم، وقد انتشرت هذه الصناديق، وأصبح الصرف منها سرًّا للفقراء- في ظل الاحتلال- حتى لا تتعرض للمصادرة، أو يتعرض القائمون عليها للسجن والاعتقال.

بدأ الاتصال بمسلمي فلسطين المحتلة عام 1948م، وذلك بتيسير رحلات يقوم بها هو ومساعدوه والطلاب والمدرسون من قطاع غزة إلى الأرض المحتلة عام 1948م والضفة الغربية؛ فيحيى مساجد مهجورة في مدينة (الرملة)، و(اللد)، و(يافا)، و(عكا)، أو يشترك في المساجد العامرة بالنشاط، تلك التي ترتادها العناصر الإسلامية في الأرض المحتلة عام 1948م.

تجربة ناجحة في الدعوة الفردية

اتصل الشيخ بـ"عبدالله نمر درويش" في بلدة (أم الفحم) بفلسطين المحتلة 1948م، وكان لا يزال يقوم أعمال سكرتير الحزب الشيوعي في تلك البلدة، وفتح معه حوارًا ومناقشة هادئة أطلعه فيها على انحراف الشيوعيين ومواقفهم العرجاء من القضية، وأن الإسلام كفيل بحل جميع مشكلات الناس؛ لأنه نظام رباني محكم، وكان ممَّا أسفر عنه ذلك تحول الرجل من الشيوعية إلى أن أصبح رجلاً مسلمًا يعمل للإسلام.

بعد نكبة يونيو 1967م واحتلال اليهود لبقية فلسطين

مرَّ شعب فلسطين بعد الاحتلال بحالات من التردي والسقوط والانحلال، وكان يصعب معها على داعية واحد أو شخص بمفرده أن يكافئ بمجهوده الذاتي حجم الذهول والاستغراب والافتتان بالمحتل والقابلية لمحاكاة نموذجه الاجتماعي والسلوكي والثقافي، فأنَّى يلتفت الناس له وينصتوا لخطابه؟!

ظلت الحال كذلك إلى أن بدأ الشيخ يأخذ طريقًا آخر في الدعوة مع حفاظه على لغة الخطاب المباشر في تجمعات الناس ومجالسهم العامة.. بدأ الشيخ دعوته الفردية بالاجتماع بوجهاء الناس ونشطاء الطلاب والرموز والفاعليات التربوية والثقافية في مدارس (وكالة غوث اللاجئين)، وقد استطاع من خلال انطلاقته وخلواته وجولاته الميدانية لتجمعات الطلاب أن يرصد نخبة منهم كانت نواة لمنهجية جهادية على نمط دار (ابن الأرقم)؛ حيث اعتاد الشيخ "أحمد ياسين" ومعه الأستاذ "محمد الغرابلي"- يرحمهما الله- السفر معًا لزيارة المجموعات المنتقاة من الطلاب للالتقاء بهم، والتحدث معهم، وعرض رسالة الإسلام إليهم، وإبراز حيوية وأهمية الدور المطلوب منهم والمناط بهم للأخذ بحال الأمة من حال الانحطاط والاستعمار والتبعية إلى مستوى قيادة البشرية.

كانت رسالة الشيخ "أحمد" وأخيه الأستاذ "الغرابلي" تعيد دفق الدم في العروق، وتجلَّى أثرها في التزام الأفواج الأولى من هؤلاء الطلاب بالخط الإسلامي ومنهجه في الدعوة والحركة.. كانت العجلة تتحرك ببطءٍ شديدٍ لوعورة الطريق وتكاثر الشوك؛ لكن الشيخ كان يراهن على جيل جديد يفهم الدعوة ويقاتل من أجلها حتى يتحقق له النصر والتمكين.

العمل الاجتماعي والمؤسسات الدعوية والتربوية والاجتماعية

في السبعينيات بدأ الشيخ ومن معه من الشباب في التفكير في فتح مؤسسة (ثقافية- دينية- تعليمية- رياضية- صحية) كالمجتمع الإسلامي، وفعلاً استطاع الشيخ أن يستقطب العاملين في المجال الإسلامي في قطاع غزة من مختلف أنحاء القطاع من (رفح) حتى (بيت حانون)، واتفقوا على إقامة جمعية (المجمع الإسلامي) على أساس أنها مؤسسة ثقافية صحية اجتماعية، وأصبح (المجمع الإسلامي) جمعية القطاع كله، الجمعية الأساسية الدينية والصحية والفكرية والإسلامية والرياضية؛ بل الجمعية السياسية أيضًا.

ويخاطبه أحد تلامذته قائلاً: " لا أنسى يوم فكرت في بناء (المجمع الإسلامي)، فجئتك لائمًا أن كيف يا شيخنا تبذل المال والجهد في الصحراء؟! إن المكان بعيد حقًّا، وليس حوله أناس، فقلت لي قولتك: "اصبر، وسترى".. وقد رأيت.

ومن المواقف التي لا تُنسى في العمل الاجتماعي الإيجابي، في الفترة ما بين 1975م و1976م، ما تعرضت له بلدية (غزة) القائمة على نظافة المدينة من إهمال لقلة إمكاناتها، فأثار ذلك اهتمام الشيخ "أحمد" وشباب الحركة الإسلامية في القطاع، فقرر مباشرة تنظيف الشوارع بأنفسهم في مجموعات كان يشرف عليها الشيخ "أحمد"؛ حيث تنقَّل من موقع إلى موقع، في سيارة متواضعة لأحد محبيه، يحثُّ الشباب على الجدِّ والهمَّة والنشاط ويدعو لهم.

وأخذ الشيخ يتحرك عبر الدوائر الاجتماعية والثقافية والدينية والسياسية بالرغم من ضعف حالته الصحية وتعطل معظم طاقته الحركية بسبب الشلل الذي استولى على أغلب أعضاء جسمه فيما دون الرقبة، فلا تكاد تسمع عن مسجدٍ أو نادٍ أو جمعية خيرية أو علمية إلا كان للأستاذ درس فيها، أو نصيحة لها، أو حضور من أجل المنفعة العامة وحصول البركة؛ حتى تكاثرت مسارح الدعوة، وتعالت منابرها، وكان الشيخ "أحمد ياسين" هو الشخصية الأكثر حضورًا وإسهامًا في مجالات الدعوة والتثقيف، وكان لأفكاره ومشاريعه في تطوير العمل الإسلامي أكبر الأثر فيما شهدته مدن وقرى ومخيمات قطاع (غزة) من نهضة إسلامية على مستوى بناء المساجد ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، وإنشاء لجان الزكاة ومجالس (المصالحات وفض النزاعات)، ثم فتح مدارس التقوية ورياض الأطفال، إضافة إلى الجمعيات والنوادي الإسلامية والمستوصفات الطبية، ثم (جامعة غزة الإسلامية).

قدوة في العمل الاجتماعي وإصلاح المجتمع

أصبح الشيخ "أحمد ياسين" يفصل في قضايا؛ كالزواج، والميراث، والطلاق، والأرض، والمشكلات التي تقع بين الجيران، وفي كل ما يتنازع الناس فيه، وكثير منهم يرتضونه الحَكَمَ لهم، فيفصل بينهم بما يرضي الله ورسوله.

صار بيت الشيخ "أحمد ياسين" ساحة قضاء، يأتي إليه المتخاصمون يطلبون الصلح والحق، لقد كان الشيخ- بحق- يتمتع بجاذبية وحجية وإقناع؛ وهو ما شد الناس للاستماع إليه وتفويضه في أمر خلافاتهم ليقضي بينهم، وكان يقترح لهم الحلول، فكان رأيه لا يُردُّ، وحكمه بينهم قضاء، حتى جُنَّ جُنون قوات الاحتلال، فجاءه الحاكم العسكري لقطاع (غزة) وقال له- في هذيان مجنون-: "إيش إنت؟! عاملِّي حكومة، وفاتح بيتك محكمة؟! اعلم أننا نحن هنا حكومة، وأننا.. وأننا.."!

الحركة من منطلق عقائدي صحيح

"إذا لم يكن الفرد منَّا مخلصًا لدعوته مستعدًّا لخدمتها، فأحسن له أن يتركها من الآن، ولا داعي لأن يتعب نفسه"، وتنقل مجلة (تايم) عنه قوله: "إن الإيمان بالله وبرسالة الإسلام يعني أن تطلب الشهادة، وأن لا تخشى الموت".

وتنقل مجلة (كريستيان ساينس مونيتور) عنه قوله: "... ونحن كمسلمين أيضًا نؤمن بالله، ونعتقد أنه سيمنحنا القوة للتخلص من الاحتلال، إن الزمن يعمل لصالح المؤمنين، أولئك الذين يعيشون لله، ويتبعون منهجه".

الوعي السياسي العميق من منظور إسلامي

كان يوقن بأن قضية فلسطين قضية المسلمين الأولى والكبرى، ومحور الصراع الرئيس بين الإسلام وخصومه.. يقول د. "عبدالله محمد": "سألني ذات مرة: أي الشعوب التي أعرفها أكثر التزامًا بالإسلام؟ فأجبته بما أعلم، فقال: وكيف اهتمامهم بالقضية الفلسطينية؟ قلت: ضعيف، فقال: إذًا فهم لا يفهمون الإسلام حق الفهم".

وكانت له قراءة جيدة وواعية للواقع الفلسطيني والعربي والإسلامي، وهاهي مقتطفات من حوارات وتصريحات له على فترات زمنية متباينة تبين مدى ما تمتع به من حنكة سياسية:

فكان من حوار صحيفة (النهار المقدسية) معه ما يلي:

* ألا يُعتبر تهاون الدول العربية تجاه قضية فلسطين مبررًا للمرونة التي تبناها "عرفات"؟
** والله لا أعتقد أنه إذا أخطأ الآخرون أن نخطئ مثلهم، علينا أن ندرك ذلك، إذا أخطأ العرب وتهاونوا، فليس لنا الحق في أن نخطئ ونفعل مثل ما فعلوا.

* ولكن القضية.. قضية عربية؟

** بل هي أكبر، إنها- في نظري- قضية إسلامية.

* ولكن ألا تلاحظ تخاذل المسلمين؟

** الزمن جزء من العلاج، والعالم اليوم سيختلف بعد سنوات عما هو عليه الآن

* هل تعترف بالكيان الصهيوني؟

** لواعترفت بالكيان الصهيوني لانتهت المشكلة، ولم يتبق لي حق في فلسطين.

وفي حديث لمراسل صحيفة (يديعوت أحرونوت) الصهيونية، قال: "إن الحل إقامة دولة إسلامية على كامل التراب الفلسطيني، يعيش فيها العرب واليهود والمسيحيون تحت قيادة المسلمين".