بقلم: خالد حمدي

المتهاونون بصغير العمل يظلون على حالهم إلى نهاية الأجل..

أعرف صديقًا لا يضيع وقتًا في مطار أو طائرة أو حافلة أو قطار إلا ويصنع فيه ما يفيد دينه وأمته..

فتراه يعرف الناس ويصادقهم، أو ينصحهم ويذكرهم، أو يلاطف أطفالاً، وبينما يلاطفهم يعلمهم..

ولما سئل في ذلك قال: الجبال من الحصى والأعمار مجموع اللحظات!!

وأعرف أناسًا شابت نواصيهم في بلاد أقاموا فيها دون أن يرفعوا فيها نداءً أو يعقدوا فيها للخير لواءً، ثم يلقون الله بعمر طويل وعمل مخجل قليل!!

لي صديق أسلمت على يديه عاملة المطعم، وآخر ينتظر في محطة الحافلات ما إن دله على الله حتى استدل.

ولي صديق جمع حوله صبية المجمع الذي يسكن فيه بعيدًا عن وطنه حتى تجاوزوا الخمسمائة صبي في مراحل عمرية مختلفة، يعلم جاهلهم، ويصلح فاسدهم، بينما بعض أصحابه الذين قدموا معه ما زالوا يقاومون أنفسهم في أداء الفرائض في جماعة!!.

المسوفون يهدرون كل الفرص، والمقتنصون يغرسون ولو كانت الساعة تقوم والسماء تتساقط فوق رءوسهم..

بعض أصحابنا كانت عندهم ملكات من جمال الروح ورقة الكلمة ومغناطيسية العلاقات، ظلوا يهملون في أنفسهم، ويقتلون ملكاتهم لقلة توظيفها، حتى ضاعت منهم صغار الفرص وكبارها، وإذا بهم اليوم وقد انطفأت مصابيحهم، وتيبست أيسر الكلمات على ألسنتهم!!

تحركوا في الكون يا رفاق، وادعوا للخير رجالاً وركبانًا، مقيمين ومسافرين، صغارًا وكبارًا..

فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، ومعظم النار من مستصغر الشرر، والحوت الأزرق يولد بحجم الفأر، وجل المصلحين أثرت فيهم كلمات عابرة، أو مواقف وكلمات مؤثرة..

وفي الحديث: "إن الله ليسأل عن صحبة ساعة" فكيف بأعمار تهدر، في غير ما ربح أو بضاعة؟!